واشنطن: احدثت الاقالة المفاجئة لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي من قبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب عاصفة سياسية كبيرة، لان اف بي آي كان يحقق في علاقات محتملة بين روسيا ومقربين من الرئيس الاميركي.

في ما يلي ابرز المعنيين بهذا الملف:

البيت الابيض

يرفض ترامب تماما الاتهامات ويعتبر ان الديموقراطيين "اختلقوا مسألة الربط بين الروس وحملته الانتخابية لتبرير هزيمتهم في الانتخابات"، كما يصف التحقيقات التي يجريها اف بي آي والكونغرس بانها "مهزلة على حساب دافعي الضرائب".

وحول اسباب اقالة كومي من منصبه، قدم البيت الابيض شروحا متناقضة. فقد اكد نائب الرئيس مايك بنس والمتحدثون باسم البيت الابيض ان هذا التدبير لا علاقة له بالتحقيقات حول الاتصالات المحتملة بروسيا.

الا ان ترامب عاد وكذب معاونيه عندما قال في تصريح لشبكة "ان بي سي" الخميس "الواقع انني عندما قررت، قلت هذه الرواية بين ترامب وروسيا هي رواية مختلقة"، ليلمح بذلك الى ان قرار اقالة كومي يرتبط بالتحقيق بشأن العلاقة مع روسيا.

اف بي آي

وكان جيمس كومي اكد في مارس الماضي امام الكونغرس وجود تحقيق يقوم به اف بي آي منذ يوليو 2016 حول احتمال وجود "تنسيق" بين عاملين في حملة ترامب الانتخابية والحكومة الروسية.

ولا يخفي ترامب انزعاجه من هذا التحقيق حتى انه طلب مباشرة من كومي ثلاث مرات، وخصوصا عندما كانا معا على طاولة عشاء، ما اذا كان هذا التحقيق يستهدفه. ويمكن ان يفهم هذا السؤال على انه ضغط على مدير الشرطة الفدرالية، ويمكن ان يتهم الرئيس بسببه ب"عرقلة عمل القضاء".

واعلن مدير اف بي آي بالوكالة اندرو ماكيب الخميس امام الكونغرس ان التحقيق حول التدخلات الروسية المحتملة في الحملة الانتخابية، يتواصل بشكل طبيعي رغم اقالة كومي، الذي كان يفترض ان يبقى في منصبه حتى العام 2023.

ومما قاله ماكيب "ان العمل يتواصل بمعزل عن التغيرات والظروف".

وزارة العدل

واعلن وزير العدل جيف سيشنز الذي يشرف بحكم منصبه هذا على اف بي آي، انه لن يتابع هذا التحقيق بعد ان اتهم بالكذب تحت القسم حول اتصالات له مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك خلال الحملة الانتخابية.

وبات نائبه رود روزنشتاين يلعب دورا محوريا بعد ان تم تعزيز قدراته على مراقبة التحقيق الذي يقوم به مكتب التحقيقات الفدرالي.

الا ان المعارضة الديموقراطية تنتقد كثيرا سيشنز وتطالب باستقالته لانه اوصى ترامب وروزنشتاين باقالة جيمس كومي، والتأكيد في الوقت نفسه ان سبب الاقالة هو مسألة الرسائل الالكترونية لهيلاري كلينتون.

الكونغرس

تجري لجنتا الاستخبارات في كل من مجلسي النواب والشيوخ تحقيقا حول التدخل الروسي بالانتخابات الاميركية.

ولم يتمكن رئيس هذه اللجنة لدى مجلس الشيوخ ريتشار بور من اخفاء انزعاجه ازاء اقالة كومي، الذي دعاه للمثول امام اللجنة الثلاثاء بعيدا عن الاعلام لشرح ملابسات المسألة.

كما طلبت هذه اللجنة ايضا الاربعاء اذنا للحصول على وثائق من الجنرال مايكل فلين المستشار السابق لشؤون الامن القومي لدى ترامب. وكان مايكل فلين اجبر على الاستقالة بعد 18 يوما فقط من تسلمه مهامه لانه لم يكشف اتصالاته مع السفير الروسي.

كما طالب الديموقراطيون من جهتهم بتسمية نائب عام خاص يكون مستقلا لتسلم هذا التحقيق. الا ان البيت الابيض والمسؤولين الجمهوريين رفضوا هذا الطلب.

فريق ترامب

تستهدف الشكوك حول اقامة علاقات مع روسيا العديد من الذين عملوا في حملة ترامب الانتخابية، خصوصا المدير السابق لهذه الحملة بول مانافورت، اضافة الى مستشارين سابقين هما كارتر بيج ومايكل فلين.

روسيا

يجد السفير الروسي في واشنطن نفسه في قلب هذه العاصفة السياسية بسبب اتصالاته المتكررة مع مقربين من ترامب.

وتتهم اجهزة الاستخبارت الاميركية روسيا بالوقوف وراء قرصنة الرسائل الالكترونية للحزب الديموقراطي ولحملة هيلاري كلينتون.

الا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرفض هذه الاتهامات تماما.

وكالات الاستخبارات

ابلغ رؤساء اجهزة الاستخبارات الاميركية وبينهم كومي، الرئيس دونالد ترامب بعيد فوزه بالرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر، باقتناعهم بان روسيا حاولت بالفعل التأثير على الحملة الانتخابية لتسهيل وصول ترامب الى الرئاسة.

ولا يزال ترامب يرفض تماما هذا الاحتمال.