دانت الحكومة اليمنية إعلان رموز سياسية وقبلية وعسكرية تأسيس مجلس مستقل يمثل المنطقة الجنوبية من اليمن بعيدا عن الحكومة اليمنية الحالية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في اليمن ،سابا، عن بيان صادر عن الرئاسة اليمنية قوله " إن الكيان السياسي الذي أعلنته قوى الجنوب الخميس الماضي يعمق هوة الانقسامات ولا يحقق الصالح العام لليمن كدولة واحدة".

والتقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمستشاريه ونائبه علي محسن ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن داغر قبيل إصدار هذا البيان الذي أكد " رفضه القاطع لتأسيس ما يُعرف بالمجلس الانتقالي الذي يحكم الجنوب ويمثله، إذ يتعارض تأسيسه مع الاتفاقيات الثلاث الصادرة لدعم الحكومة اليمنية على المستويات المحلي، والإقليمي، والدولي، وهي المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216."

خريطة
BBC
خريطة توضح مناطق سيطرة الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين وجماعات مسلحة أخرى داخل الأراضي اليمنية

يذكر أن الحكومة اليمنية ما تزال في تحالف مع الانفصاليين في الجنوب ضد المتمردين الحوثيين في شمال البلاد، رغم أن هذا التحالف يبدو هشا ويفتقر إلى القوة اللازمة لاستعادة الاستقرار السياسي.

ضربة سياسية لهادي

وقد شارك آلاف اليمنيين في مسيرة حاشدة بمدينة عدن في الرابع من مايو/ أيار الجاري، جنوبي اليمن، احتجاجا على قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي إقالة المحافظ عيدروس الزبيدي.

وطالب المتظاهرون بتأسيس "قيادة سياسية وطنية" برئاسة عيدروس بهدف "تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته".

ويعرف عن الزبيدي قربه من الإمارات العربية المتحدة، ومساندته لانفصال الجنوب اليمني عن الحكومة المركزية.

ولم يصدر عن الحكومة اليمنية أي رد فعل بعد على هذه المظاهرات.

وينظر إلى هذه المظاهرات على أنها ضربة لسياسة هادي ومساعيه للإبقاء على التحالف الدولي قويا في الحرب التي تقودها الحكومة اليمنية ضد الحوثيين، والمسلحين الموالين لصالح.

وقد جرت هذه المظاهرات في مدينة عدن، العاصمة السابقة لليمن الجنوبي قبل الوحدة، وهي المدينة ذاتها التي اتخذ منها هادي عاصمة لحكومته، بعد سيطرة الحوثيين وحلفائهم على العاصمة صنعاء.

ويقضي هادي معظم وقته في السعودية، حيث يدير اجتماعات الحكومة رفيعة المستوى، كما ينتقل بين الرياض والإمارات العضو في التحالف العربي.

وانتهت الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب في 1990، وتحول اليمن إلى بلد موحد، لكن حركة انفصالية أخرى نشأت بعد ذلك بأربع سنوات، وهو ما أدى إلى أحداث دامية، انتهت بسيطرة القوات اليمنية على كل مناطق الجنوب.