الدوحة: أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأحد، أن أزمة اللجوء ناجمة عن تدخلات القوى والمليشيات الخارجية التي تفرض جرائمها في الدول المجاورة، وقال إن بلاده بذلت كل ما في وسعها لدعم اللاجئين.

وخلال كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال منتدى الدوحة السابع عشر، أكد الشيخ تميم، أن مشكلة اللاجئين ليست ناجمة عن الفقر وإنما هي فعل سياسي سواء كان حروباً أو عمليات اقتلاع وتهجير قسري.

وقال "إن أزمة اللجوء هي نتاج النزاعات الاقليمية والحروب الأهلية وعمليات التهجير على خلفيات عنصرية عرقية أو طائفية أو غيرها". وأضاف "وأذكر هنا بأسف شديد عمليات تهجير المسيحيين العراقيين ليس فقط بسبب المعاناة والمآسي التي تعقب التهجير، فقد كان ضحيته المسلمون أيضا، وبالملايين، بل لأنها غيرت من الطبيعة التعددية لمجتمعات عربية عريقة، ومست بغناها الحضاري".

وقال إنها "نتاج الاضطهاد والقمع وغياب العدالة"، ما يؤثر بحياة الكثير من الضحايا المدنيين.

وأكد أنه "لا يجب أن نفترض أن مسألة اللاجئين مُسلّم بها"، مضيفاً أن "هذا يضاعف مسؤولية المجتمع الدولي ويستوجب بذل المزيد من الجهود لتخفيف معاناة اللاجئين".

وأشار إلى الظروف والتحديات الإقليمية التي ينعقد في ظلها هذا المنتدى، مشيداً باختيار الهيئة الإقليمية العامة لموضوع المنتدى.

وجدد أمير قطر تأكيده على أن حل أزمة اللاجئين لن يكون إلا بانتقال سياسي يحقق أحلام السوريين في الحرية، مشدداً على ضرورة مواجهة الأيدلوجيات المتطرفة وأصحابها.

وتابع أن "الإرهاب والتطرف ظاهرتان دوليتان خطيرتان لا ترتبطان بشعب أو بلد"، منوهاً لأهمية التمييز بين الإرهاب وحق الشعوب في النضال والمطالبة بالحقوق، يقوله: "لابد من التميز بين الإرهاب وحق الشعوب في الحرية".

وقال الشيخ آل ثاني إن "اللجوء ليس سبباً من أسباب الارهاب وإنما اللاجئ ضحية البيئة". وأعرب عن قناعته بأن الحوار هو الحل الأمثل للنزاعات الدولية، لافتاً إلى سعي بلاده ترسيخ مبدأ الحوار من خلال الدورة الحالية للمنتدى.

ورأى أن تعزيز مفهوم التنمية، والمساواة وعدم التهميش والحكومة الرشيدة أساساً لتعديل أوضاع المنطقة، وتحقيق السلام العالمي والعدالة.

وقال: "لا تنمية بدون استقرار ولابد أن يكون هدف التنمية الاول هو النهوض بالإنسان وتحقيق العدالة، مضيفاً أن "المجتمع الدولي بحاجة لأنماط جديدة من التعاون وبناء الشراكات".

الحريري: دولنا تواجه التحديات 

من جانبه، قال رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، إن أبرز ما تحتاجه منطقتنا العربية هو الاستقرار الذي يجب أن يكون الهدف الأساسي، خاصة أن الجماعات المتطرّفة تحاول ضربه.

وأضاف الحريري، في كلمته: إن "دولنا العربية تواجه تحديات عديدة، لكن الهدف واحد؛ إيجاد فرص عمل للشباب، وهذا لا يمكن بلوغه إلا بتحفيز النمو الاقتصادي".

وأشار الحريري إلى أن انعقاد منتدى الدوحة، برعاية الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، يكتسب أهمية سياسية، خاصةً أن الدوحة أصبحت مركزاً للعديد من المؤتمرات والمناسبات العربية والدولية.

وانطلقت، الأحد، في العاصمة القطرية فعاليات الدورة الـ17 لمنتدى الدوحة.

وينعقد المنتدى هذا العام تحت عنوان "التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين"، برعاية الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومشاركة نحو 600 شخصية من مختلف دول العالم، بينهم قادة ورؤساء حكومات.

وتتصدر قضايا اللاجئين أجندة أعمال المنتدى الذي يستمر يومين.