قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية الأحد إن مدنيين وقوات المعارضة بدأوا مغادرة منطقة القابون التي تسيطر عليها قوات المعارضة على أطراف العاصمة دمشق، وذلك بعد إخلاء منطقتين أخريين الأسبوع الماضي.

غير أن أحد الناشطين من داخل القابون يقول إنه لا يزال يجري تسجيل أسماء المغادرين.

وأفادت تقارير بأن الاتفاق على إخلاء القابون، الذي جرى التوصل إليه يوم السبت، يسمح بانتقال قوات المعارضة والمدنيين إلى أحياء أخرى تخضع لسيطرة المعارضة.

وكانت تقارير أخرى قد أشارت إلى اقتراب قوات الحكومة من السيطرة على القابون بشكل كامل بعد قصف واشتباكات عنيفة استهدفت الحي، قبيل توقيع اتفاق الإجلاء.

وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس داخل القابون بأنه شاهد نحو عشر حافلات تقل السكان والمقاتلين صباح الأحد بعد إعلان التوصل إلى الاتفاق بين الجانبين عقب اشتباكات عنيفة.

وكانت اتفاقات مماثلة قد نُفذت الأسبوع الماضي في حيي "برزة" و"تشرين" اللذين يخضعان لسيطرة المعارضة.

وأكد أحد النشطاء من داخل آخر جيب تسيطر عليه المعارضة في القابون أن الاستعدادات قد بدأت بالفعل لإخراج مسلحي المعارضة والسكان.

وقال الناشط عدي عودة لفرانس برس: "يجري تجهيز الحافلات وهي متوقفة في المناطق التي يسيطر عليها النظام."

وأضاف: "يجري تسجيل أسماء الأشخاص الذين يريدون المغادرة سواء المدنيين أو المقاتلين."

وجاء الاتفاق الأخير بعد أن تقدمت قوات الحكومة داخل الحي.

بدء إجلاء قوات المعارضة والمدنيين من منطقة القابون بدمشق
Getty Images
حي القابون تعرض لقصف عنيف خلال الأيام الماضية

وقال مصدر من قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام إن "الجيش السوري استطاع أمس (السبت) محاصرة العشرات من العناصر المسلحة داخل حي القابون، وأجبروهم على الاستسلام وتسليم أسلحتهم"، حسبما نقلت عنه وكالة فرانس برس.

وتأتي اتفاقيات إجلاء أحياء القابون وبرزة وتشرين عقب سلسلة من الاتفاقات وافقت بموجبها قوات المعارضة على الاستسلام مقابل توفير ممرات آمنة لهم إلى مناطق أخرى تخضع لسيطرة المعارضة.

وتؤكد الحكومة أن هذه الاتفاقيات هي الوسيلة المثلى لإنهاء الحرب المستمرة في البلد منذ ست سنوات، لكن المعارضة تقول إنها مضطرة لقبول هذه الاتفاقيات بسبب القصف العنيف والحصار الذي تفرضه قوات الحكومة.

وجرى إجلاء مئات من قوات المعارضة وأسرهم من منطقة برزة المجاورة بعد أن قرر مسلحو المعارضة هناك إلقاء أسلحتهم والرحيل إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. وبعض هؤلاء هم من القابون.

ومع تصاعد القصف في الشهرين الأخيرين فر معظم سكان هذه المنطقة التي كانت تعج بالحركة فيما مضى وتوفر الملاذ لآلاف النازحين من مناطق أخرى بسوريا خلال الحرب.

ضربة قوية

ويمثل فقد القابون بعد برزة ضربة قوية أخرى لقوات المعارضة التي تقاتل من أجل الحفاظ على تواجدها في العاصمة دمشق حيث تواجه القوات الحكومية المدعومة بقوة جوية روسية وقوات تدعمها إيران.

وتقع القابون وبرزة عند البوابة الشرقية لدمشق وشهدت تلك المناطق في مارس/ آذار الماضي معارك كانت الأكبر داخل العاصمة منذ أكثر من أربع سنوات. وتمكن الجيش من صد الهجوم بعد قصف جوي عنيف أجبر المعارضة على التراجع.

وتقول الحكومة السورية إنها تؤيد عمليات الإجلاء، إلى جانب ما تصفه باتفاقيات مصالحة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة والتي تستسلم لقوات الجيش السوري، كوسيلة للحد من إراقة الدماء.

ولكن الأمم المتحدة انتقدت استخدام أساليب الحصار التي تسبق مثل هذه الاتفاقيات وعمليات الإجلاء نفسها بوصفها ترقى إلى مستوى النزوح الإجباري.

وتتهم المعارضة السنية الحكومة بالسعي إلى إجلاء السكان السنة في تلك المناطق لإحداث تغيير سكاني يقولون إنه سيمهد الطريق في نهاية الأمر أمام الشيعة المدعومين من إيران والذين يؤيدون حكم الأسد للاستيلاء على بيوتهم.

وتنفي السلطات السورية هذه المزاعم.