«إيلاف» من الرياض: استنكر مثقفون من المنطقة الشرقية بالسعودية الهجمات التي تعرضت لها محافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية يوم الجمعة 12 مـايو، ووصفوها بالعدوان الإرهابي، مطالبين أهالي المنطقة بالتعاون مع رجال الأمن في إدانة ووقف العمليات الإرهابية.

جاء ذلك خلال أحاديث أدلى بها عدد من الكتّاب والمثقفين السعوديين لـ «إيلاف» حول الإعتداء الذي استهدف مشروعًا تنمويًا في حي المسورة في قلب القطيف، ومهاجمة رجال الامن والقائمين على المشروع، والذي رافقته ردود فعل واسعة واستنكار مندد بهذا العمل الإرهابي.

وعلق الكاتب السعودي نجيب الزامل بقوله إن القطيف محافظة مسالمة الا أن المتربصين يحاولون جرها للطائفية البغيضة، من خلال الفوضى التي يسعون لتعميمها، كما أن المنطقة الشرقية بشكل عام تحتضن مثقفين ومفكرين، عرف عنهم حب الوطن ومحاربتهم للفكرالضال .

وأبدى الزامل&أسفه حول المنطقة التي أصبحت وكرًا للإرهابيين، معزيًا الأسباب الى الخارطة الديموغرافيا للمنطقة، حيث أصبح من السهل تصدير الفكر الضال الى شريحة الشباب واستغلال سوء أوضاعهم الإجتماعية كالبطالة وقلة الوعي، التي يعاني منها بعض قاطني المحافظة، وأضاف الى أن يد الإرهاب تطول المناطق المعزولة والمهملة، حيث تصبح هذه الأماكن بيئة خصبة تتكاثر فيها الموبقات والأعمال الإجرامية.

كما أكد الزامل أن إعادة بناء المنطقة وإزالة العشوائيات هي أولى خطة الدولة في تطهير المحافظة من بؤر الإرهاب،&داعيًا أن يكون البناء ضمن إدارة هندسية ذكية توفر للشباب جميع احتياجاتهم البدنية والفكرية، كالنوادي الرياضية والثقافية التي من شأنها احتواء الشباب والإشراف على توجهاتهم الفكرية، وهذا ما سيقضي على الحركة الارهابية في المنطقة.

المطالب لا يمكن تحقيقها بالقوة

من جهته، إستنكر الكاتب والناشط السياسي نجيب الخنيزي&ما حدث في المسورة من عمل إرهابي غير مبرر، وقال إن&أمن البلاد والمساس باستقراره أمر&غير مقبول مهما كانت نوعية المطالب، اذ لايمكن تحقيقه بالعنف والقوة، خاصة وأن الدولة أتاحت أبواب الحوار مع المسؤولين وأصحاب القرار، وأن اطلاق النار على الشركة المنفذة للمشروع التنموي كان بهدف تخويف العاملين وإعاقة المشروع العمراني.

وأضاف الخنيزي الى أن يد الارهاب والتخريب طالت العالم بكافة اطيافه، لافتاً الى أن الارهاب لم يعد حالة شاذة، اذ أصبح ظاهرة عامة على الصعيد العربي والعالمي والمحلي، وأن اثارة الخلاف المذهبي من شأنه اضعاف النسيج الوطني، مما يوجب الوقوف بحزم لتصدي هذه التفرقة بأي شكل من الأشكال وقطع الطريق على الأيادي الخارجية التي تسعى للمساس بأمن الدولة واستقرارها .

وأكد أن المنطقة عانت كثيرًا طوال الست سنوات الماضية من أعمال اتسمت بالعنف والغوغائية، راح ضحيتها رجال أمن وشخصيات اجتماعية ومدنيون أبرياء، وأن اجتثاث بؤر العنف والجريمة سيعيد الهدوء والسلم للمنطقة التي شهدت ممارسات غير معهودة كالاختطاف والقتل والنهب، مشيرًا الى أن الدولة قررت أن تزيل هذه الأوكار بهدف أمني وعمراني.

وأشاد الخنيزي باستنكار رجال المجتمع والمثقفين،&واعلان مواقفهم الموثقة طوال هذه الفترة عن رأيهم الواضح والصريح ضد حالة الانفلات الأمني والاستخدام غير المشروع للسلاح والعنف، واعربوا في دعواتهم الى معالجة الموقف بالصورة التي تخفف&من التوتر الاجتماعي، داعيًا &وسائل الاعلام في هذه المرحلة الى توثيق&المعلومات ونشر ما يساهم في تخفيف التشنج، بدلاً&من التأجيج، وكيل الاتهامات المتوترة، دونما أي وعي أو مراعاة، حتى تجاوز هذه المحنة التي تمر بها المنطقة بأقل الاضرار والخسائر للمجتمع.

نجيب الخنيزي

الوطن خط أحمر لا يمكن تجاوزه

وتحدثت الكاتبة السعودية مها الوابل& لــ "إيلاف"&قائلة، إن لأمن الوطن خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها أو المساس بها، وأن ما قامت به الجهات المسؤولة في ازالة العشوائيات كان بدافع التطوير العمراني، اذ وجدت بأن المنطقة بحاجة الى تلك الاصلاحات العمرانية فما كان من المدنيين الا الاستجابة والتعاون مع الجهات لصالح الطرفين.&

وتشير&الوابل&الى ان سكان منطقة العوامية اناس متعاونون، وأن هؤلاء ما هم الا زمرة مخربة، اذ إن الارهاب لا يحدده دين أو مذهب أو طائفة.

وحول اتخاذ المخربين من القطيف بؤرًا لأعمالهم الاجرامية، قالت الوابل إن ما حدث من قتل رجال الأمن والتعدي على المدنيين لم يخص هذه المنطقة، بل أن يد الارهاب طالت مدناً كثيرة بالمملكة وتعاملت السلطات السعودية معها بكل حزم لقمع الارهاب وأهله دون تفرقة، وأن على الانسان الطبيعي ألا ينساق خلف أي صوت يدعوه الى التخريب والتدمير واشاعة الفوضى،&مشيرة الى أنه أصبح من السهل التخاطب مع المسؤولين والتحاور مع أصحاب القرار حول المطالب المشروعة.&

ودعت الوابل&وسائل الاعلام الى عدم تضخيم الأمر، حتى لا تستغل&أيادٍ&خارجية معادية الوضع الجاري في الضرب على اللحمة الوطنية واثارة الفتنة الطائفية بين أبناء وطن واحد.&

جعفر الشايب

&

العشوائيات بيئة حاضنة للإرهاب

وقال الكاتب والرئيس السابق للمجلس البلدي وصاحب منتدى الثلاثاء الشهير بالقطيف جعفر الشايب&لــ&"إيلاف"&بأنه ليس هناك من يتمنى&أن تصل الامور الى هذه المرحلة من المواجهة والصدامات بسبب تطوير منطقة تراثية قديمة في العوامية ، مشيدًا الى جهود رجال العوامية ووجهائها في بذل كل جهدهم لتذليل عمليات التطوير من خلال التنسيق مع مختلف الجهات الرسمية المعنية، وما كان منهم الا التعاون والتفهم.

وأضاف الشايب أنه كان على الجهات الابقاء على بعض المعالم الأثرية في هذا الحي التاريخي (المسورة)، الا ان تحول المنطقة لبيئة حاضنة للعناصر المسلحة والإرهابية وللعمالات غير النظامية هو ما دفع الجهات المسؤولة للنظر&في المنطقة واخضاعها للتطوير، اضافة الى أن الجهات الأمنية والبلدية قامت بعملية الإزالة والهدم بعد ان قدمت التعويضات لأهالي الحي، اذ يجب على المواطنين من أهالي الحي في هذا الظرف المحافظة على أرواح الأبرياء وعدم التستر واستخدامهم كدروع بشرية.

وعلق الشايب على تبادل اطلاق النار، الذي قام به الإرهابيون في مواجهة قوات الأمن بأنه كان ينبغي اخلاء المنطقة والتخلي عن استخدام السلاح في مواجهة قوات الامن أو العنف ضد ابناء المجتمع،&مطالبًا الجهات مراعاة الحالات الانسانية في اعمال الازالة تمهيدًا للتطويرالحضري في المنطقة، وهو مطلب اهلي سبق وان تقدم به الاهالي سواء في العوامية أو في غيرها من المدن التي تحتضن احياء قديمة تحتاج الى تطوير.