أسامة مهدي: تلقى الرئيس السوري بشار الأسد اليوم رسالة شفهية من رئيس الوزراء حيدر العبادي، اعلنت تفاصيلها دمشق وتجاهلتها بغداد تماما وهي تتعلق بتطوير التعاون العراقي السوري في الحرب ضد تنظيم "داعش" وخاصة على الحدود المشتركة بين البلدين.

وأكد العبادي في رسالته الشفهية التي نقلها مبعوثه مستشار الأمن الوطني فالح الفياض خلال لقائه الرئيس الأسد في دمشق الخميس على "أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون القائم بين سوريا والعراق في حربهما ضد التنظيمات الإرهابية التكفيرية وخصوصاً ما يتعلق بتنسيق الجهود في محاربة تنظيم "داعش" &الإرهابي على الحدود المشتركة بين البلدين" البالغة 605 كيلومترات.&

وناقش الاسد والفياض الخطوات العملية والميدانية للتنسيق العسكري بين الجيشين على طرفي الحدود في ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي في الموصل كما جرى بحث آفاق التعاون القريب المباشر بين الجيشين السوري والعراقي في مكافحة الإرهاب بشكل مشترك بين البلدين" كما قالت وكالة الانباء السورية الرسمية.

وأشار الأسد خلال الاجتماع الى "أن أي إنجاز يحققه الجيشان السوري والعراقي على صعيد محاربة الإرهاب يشكل خطوة مهمة على طريق إعادة الأمن والاستقرار إلى كلا البلدين فالعدو مشترك والمعركة واحدة ضد المخططات الهادفة إلى إضعاف وتقسيم دول المنطقة عبر الأدوات المتمثلة بالتنظيمات الإرهابية.

ومن جهته شدد الفياض على "أهمية القضاء على الإرهاب بشكل مشترك ووقف جرائمه ضد الشعبين السوري والعراقي وشعوب المنطقة الأمر الذي يتطلب أيضا جهودا صادقة من جميع الدول داخل المنطقة وخارجها لأن خطر الإرهاب بات يشكل تهديدا حقيقيا لأمن العالم بأسره".&

معروف ان ميليشيات عراقية عدة تقاتل في سوريا منذ اعوام الى جانب نظام الاسد في مواجهة الانتفاضية الشعبية التي يواجهها منذ عام 2011 كما ان الاراضي والاجواء العراقية ظلت خلال هذه السنوات ممرا ايرانيا لتزويد نظام الاسد بالاسلحة والمعدات العسكرية والزج بقوات الحرس الثوري الايراني والميليشيات الافغانية التي يدعمها.
&&
وكان العبادي قد اعلن في 25 فبراير الماضي إنه أصدر أوامر لقواته الجوية بضرب مواقع لتنظيم داعش داخل سوريا ردا على تفجيرات في العاصمة بغداد.

وقال في بيان "لقد عقدنا العزم على ملاحقة الإرهاب الذي يحاول قتل أبنائنا ومواطنينا في أي مكان يتواجد فيه حيث وجهنا أوامرنا لقيادة القوة الجوية بضرب مواقع الإرهاب الداعشي في حصيب وكذلك في البو كمال داخل الأراضي السورية والتي كانت مسؤولة عن التفجيرات الإرهابية الأخيرة في بغداد" .. مؤكدا ان الطائرات العراقية قد نفذت الهجوم فعلا بنجاح باهر ردا على الإرهابيين.

ومن جهته قال مستشار وزير الداخلية العراقي وهاب الطائي الاثنين الماضي إن بلاده لن تدافع عن حدودها من الداخل فقط، بل قد تصل في بعض المناطق إلى ما وراء الحدود لمنع تسلل "العصابات الإرهابية" خصوصا من سوريا.

واشار الى ان "هناك تعاونا أمنيا بين العراق وسوريا في هذا الصدد في إطار عمل اللجنة الأمنية الرباعية التي تضم أيضا روسيا وإيران".

وفي منتصف ابريل الماضي قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريح صحافي "عندما قام الطيران العراقي أيضاً بقصف داعش على الحدود السورية العراقية في البوكمال لم نشعر باننا نتعامل مع جيش غريب هذا هو التنسيق الذي يجب ان نقوم به كلانا فالمعركة التي يخوضها الجيش العراقي ضد داعش في الموصل وغيرها هو دعم لسوريا".

وقال "ان حربنا على الارهاب في سوريا ضد داعش ايضا هو دعم للعراق ونسأل هل نحن بحاجة الي مزيد من التنسيق؟ نعم بحاجة إلى مزيد ومزيد من هذا التنسيق والتعاون ويتم التنسيق بشكل معلن او غير معلن بيننا وبين الجيش العراقي.

وشدد بالقول "نحتاج الى مزيد من التنسيق، هذا صحيح، لكن الحرب المعلنة على داعش في كلا البلدين هي حرب على عدو واحد واي انتصار في العراق يخدم سوريا والعكس صحيح فأي انتصار او انجاز في سوريا يخدم الاشقاء في العراق".

معروف ان القوات العراقية تقاتل حاليا في مدينة الموصل الشمالية ثاني اكبر مدن البلاد بعد العاصمة بغداد لطرد تنظيم داعش الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014 وتوشك على تحقيق هذا الهدف خلال الايام القليلة المقبلة، فيما لايزال التنظيم يفرض سيطرته على مدينة الرقة اكبر معاقله في سوريا حيث تجري استعدادات عسكرية محلية ودولية لاستعادة المدينة من قبضته.