«إيلاف» من لندن: خسرت الحركة الكردية العراقية اليوم زعيمًا سياسيًا معارضًا دافع عن طموحات الاكراد وتطلعهم لحياة افضل في اقليم كردستان العراق، وذلك برحيل زعيم حركة التغيير الكردية نوشيروان مصطفى في مدينة السليمانية الشمالية عن عمر 73 عامًا.
وتوفي مصطفى نتيجة اصابته بالمرض لسنوات عدة، حيث رحل صباح الجمعة في مدينة السليمانية بعد ايام قليلة من عودته اليها من لندن، التي قضى فيها عامًا ونصف العام للعلاج.&

&ونعت حركة التغيير الكردية وفاة مؤسسها ومنسقها العام& نوشيروان مصطفى صباح اليوم، وأكدت أنها مستمرة على منهجه لخدمة اقليم كردستان.& وقالت في بيان صحافي: "توفي صباح هذا اليوم الجمعة (19 مايو 2017) منسق العام لحركة التغيير نوشيروان مصطفى بعد صراع طويل مع المرض في محافظة السليمانية". وشددت على ان "حركة التغيير سوف تستمر على المنهج الذي وضعه هذا القائد العظيم لخدمة إقليم كردستان ".

وقاد نوشيروان مصطفى خلال حياته السياسية تيارًا معارضًا للاوضاع في اقليم كردستان، وانشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، سياسي كردي بارز ومؤسس حركة التغيير، دخل العمل السياسي مبكرًا وقاتل النظام العراقي السابق وشكل حركة التغيير عام 2009 التي حلت ثانية في الانتخابات المحلية والبرلمانية في برلمان اقليم كردستان، لتكون القوة السياسية الثانية في الاقليم بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني ملحقة هزيمة كبيرة بالاتحاد الوطني الذي حل ثالثًا للمرة الاولى في تاريخ الاقليم.&

نوشيروان مصطفى&

&

حياة سياسية حافلة

ولد نوشيروان مصطفى عام 1944 في مدينة السليمانية وكان الابن الأكبر لوالده مصطفى أمين، وهو يتقن عددًا من اللغات من بينها الكردية اللغة الأم والعربية الفارسية والألمانية والإنكليزية وتزوج عام 1981 ورزق بتوأم، ولد وبنت.

وفي عام 1967 أصبح عضواً في فرع السليمانية للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني .. وفي عام 1969 اصدر مجلة "رزكاري" أي التحرير، كذلك شغل منصب سكرتير "جمعية الكادحين" بداية السبعينيات فحكمت السلطات العراقيّة عليه بالإعدام، ما اضطره للهرب إلى النمسا والتحق بإحدى جامعاتها، وكان درس في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد .&

ثم عاد إلى السليمانية بعد التوقيع على اتفاقيّة الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين عام 1975 التي اعلن فيها الشاه تخليه عن الحركة الكردية المسلحة انذاك .. وساهم في تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني في سوريا عام 1975 .
لم يتمكن من تحقيق مطالبه الإصلاحية، فاستقال أواخر عام 2006 من الاتحاد الوطني، وأسس مؤسسة&متخصصة في مجال الثقافة والإعلام ثم أصدر صحيفة أسبوعية وأنشأ موقعًا إلكترونيًا، وأطلق قناة فضائية، ناطقين بالكردية واتخذت هذه المنابر موقفًا معارضًا من سلطات الإقليم.
وفي بداية عام 2009 أسس مصطفى حركة التغيير التي قدمت نفسها بديلاً سياسيًا وشاركت بحكومة الإقليم بداية من عام 2014 إلا أنها استمرت في أسلوبها الناقد للحكومة، ما دفع حزب بارزاني لاعتبارها حركة معارضة، رغم توليها أهم الوزارات كـالبيشمركة والمالية ودائرة الاستثمارات.
واستمرت حركة التغيير في معارضتها، وأدى ذلك لاصطدام سياسي مع الحزب الديمقراطي تسبب بإخراج وزراء الحركة ومنع رئيس البرلمان يوسف محمد، وهو من حركة التغيير، من دخول مبنى البرلمان نهاية عام 2015، ما سبب تعطيلاً للبرلمان.&

وبرحيل نوشيروان مصطفى تكون الحركة الاصلاحية في اقليم كردستان العراق قد خسرت مكافحًا عنيدًا ومعارضًا للهيمنة والفساد في ظروف صعبة يعيشها الاقليم، نتيجة احتلال تنظيم داعش للعديد من مناطقه، والازمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها حاليًا.&