بهية مارديني: أعلن محافظ دمشق بشر الصبان أمس السبت انتهاء عملية خروج الدفعة الثالثة من مسلحي حي برزة باتجاه شمال سوريا، مما يمهد، كما قال، لعودة "جميع مؤسسات الدولة إليه".

ويخشى معارضون سوريون من عمليات عسكرية، مسلحة روسية مشتركة موسعة مع النظام، تحصد جميع المعارضين الذين تم تهجيرهم من دمشق وريفها باتجاه تجميعهم في الشمال دون الحديث عن عودة المدنيين منهم الى بيوتهم.

ووصف معارضون ما يجري بالخطير لأنه يوضح مدى مساعدة ايران وروسيا للنظام بالتغطية على جرائمه وفظائعه التي ارتكبها في المناطق المؤيدة للثورة وطمس ملامحها عبر اعادة سيطرته عليها وتهجير سكانها الفعليين الذين انتفضوا على ديكتاتوريته.

كما أشاروا في هذا الصدد الى أنه لا أرقام محددة أو موثقة يمكن أن توضح صورة مايجري لهذا التغيير في النسيج البشري ونتيجة التدمير وسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام ليفرض عبر طرق شتى ومختلفة واقعا أمنيا واقتصاديا لا يترك للمدنيين خيارا سوى الهجرة.

وطرحت المعارضة أكثر من مرة ملف التغيير الديمغرافي على الأمم المتحدة وفي المؤتمرات والاجتماعات الدولية دون اجابة أو استجابة ، حتى أن الأمم المتحدة لم تعلن عن موقفها حول هذا الملف.

وتحت اطار المصالحات تارة وتحت بند الاتفاقات تارة أخرى تم تفريغ بعض المناطق في دمشق وريفها من أهلها وسكانها تحت أنظار العالم الدي يقف كشاهد زور ازاء مايجري.

وقال معارضون في لقاءات مع "إيلاف" إن النظام السوري أخل ببعض شروط الاتفاق في وقت سابق ولم يفرج عن معتقلات ومعتقلين، كما وعد، أثناء تنفيذ المرحلة السابقة مما علق العمل بهذا الاتفاق ثم ليعود تنفيذه.

وأشاروا الى أنه من المتوقع أن يكون العدد الاجمالي النهائي للمهجرين المعارضين مع عائلاتهم حوالي الثمانية آلاف وهو رقم كبير جدا.

ونقلت وكالة الانباء التابعة للنظام "سانا" عن الصبان قوله ان "المرحلة الثالثة من اتفاق التسوية في حي برزة بدمشق انتهت بخروج 2672 شخصا بينهم 1076 مسلحا".

وبدأت صباح أمس السبت، عملية خروج الدفعة الثالثة من مسلحي حي برزة باتجاه شمال البلاد، بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين النظام وفصائل معارضة مسلحة.

وتم في الـ 12 من الشهر الجاري اتمام المرحلة الثانية من اتفاق المصالحة في برزة وحي تشرين عبر خروج 1246 شخصا بينهم 718 معارضا مسلحا باتجاه الريف الشمالي.

وكانت عملية إجلاء معارضين مسلحين من حي برزة في دمشق، بدأت منذ حوالي اسبوعين، في أول عملية إجلاء للمسلحين المعارضين من داخل أحد أحياء دمشق منذ بدء النزاع في 2011.

وشهد حي برزة أوضاع امنية متوترة حيث تعرض لعمليات قصف ومعارك واشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين وجيش النظام منذ شباط الماضي.

ووصف معارضون سوريون العام الحالي والسابق بعامي التهجير والتغيير الديمغرافي لأن المناطق المؤيدة للثورة تم تفريغها على نحو مؤسف من سكانها بعد حصار وقتل وتنكيل.