إيلاف من القاهرة: هددت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بإبلاغ مدير أي شخص ينشر محتوى تعتبره "عدوانياً" على أي من مواقعها الالكترونية.

وورد في أحدث نسخة لسياسة الخصوصية الخاصة بالهيئة أنها تمتلك كل الصلاحيات التي تتيح لها الحق في التحقيق مع المستخدمين الذين يخالفون السياسة وكذلك إخطار أرباب أعمالهم بما فعلوه.

وجاء هذا التهديد الاستثنائي ضمن فقرة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط الخاصة بالبي بي سي والمكونة من 28 صفحة، وهي الفقرة التي يتعين على كل المستخدمين الالتزام بها، رغم أن الغالبية العظمى منهم لا يعلمون عنها شيئاً.

وتنص الفقرة بوضوح على أن البي بي سي عازمة على "استخدام معلومات المستخدمين الشخصية" للتصدي لأي سلوكيات تعتبرها "مزعجة"، وأن تعاقب المستخدمين حال نشرهم أي محتوى تنظر إليه على أنه "عدائي، غير مناسب أو بغيض".

وحاول موقع "هيت ستريت" أن يستوضح الأمر ويقف على كافة تفاصيله، واتصل بإدارة البي بي سي في لندن، وعلم من المسؤولين أنهم إذا قرروا أن تصرفات أحد المستخدمين عدائية لدرجة أنها قد تكون ضد القانون، فإنهم سيستخدمون معلوماته الشخصية لإبلاغ أطراف ثالثة تربطها صلة بهذا المستخدم، كصاحب أو مدير العمل، المدرسة، مزود خدمة الانترنت أو جهات إنفاذ القانون بشأن المحتوى وسلوكياته.

ومضى الموقع مشددا على أهمية أن يُسمَح بالفعل للبي بي سي بإبلاغ الشرطة عن المجرمين المحتملين.

ورغم إدراج تلك السياسة في وثائق سابقة، فإنها حظيت بهذا القدر الكبير من الاهتمام خلال الأيام القليلة الماضية، مع تأكيد البي بي سي هذه المرة على جديتها في التصدي لأي سلوكيات أو تصرفات تعتبرها عدوانية.

وبالرغم من ذلك، أشار الموقع إلى أن ذلك التهديد من جانب البي بي سي يحظي بدلالات مثيرة للقلق لكونها صادرة من هيئة كبرى يتم تمويلها من القطاع العام وتستفيد من فرض ضريبة على معظم السكان وتعتبر المصدر الإخباري الأبرز في المملكة المتحدة حتى الآن، علماً بأن إيرادات البي بي سي تأتي في الأساس من رسوم ترخيص التلفزيون التي تدر سنوياً ما يقرب من 4 مليار استرليني معفاة من الضرائب.

وقال متحدث باسم البي بي سي في تصريحات خصَّ بها موقع هيت ستريت "كما نصت السياسة لبعض الوقت، فإذا ثبت لنا قيام أي مستخدم بنشر محتوى مخالف للقانون، فإننا نحتفظ لأنفسنا بالحق في إبلاغ السلطات المختصة، وذلك هو الأمر الذي يجدر بنا القيام به، مثلما تسمح سياسات معظم الهيئات الأخرى لها بتبادل المعلومات".