&

«إيلاف»&من القاهرة:&سادت حالة من الجدل داخل الشارع المصري وبين رجال الدين، عقب صدور قرار من وزارة الأوقاف المصرية بمنع مكبرات الصوت في المساجد خلال صلاة التراويح طوال شهر رمضان المبارك، لأنه يزعج غير المسلمين والمرضى.

وطالب نواب في البرلمان بإقالة الوزير مختار جمعة، ردًا على قراره الذي وصفه علماء في الأزهر بأنه "يخالف الدين الإسلامي".

أصدرت وزارة الأوقاف المصرية قرارًا، يحظر استخدام مكبرات الصوت خلال صلاة التراويح وقصرها على الآذان وخطبة الجمعة فقط، وأرجع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، قراره إلى أن "ما يحدث في المساجد خلال صلاة التراويح مفسدة"، لافتًا إلى أن "قرار منع قراءة القرآن& بمكبرات الصوت& في المساجد خلال شهر رمضان جاء لدرء هذه المفسدة".

وأضاف جمعة في تصريحات له، أن اتخاذه هذا القرار جاء ردًا على ما اعتبره "إفراط المساجد باستخدام مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح دون أي ضرورة أو حاجة لذلك".

وتابع وزير الأوقاف: "من يرغب في سماع القرآن الكريم، فهناك الكثير من المنصات التي تقدم تلاوات للقرآن الكريم، مثل إذاعة القرآن الكريم، وعدد من القنوات الفضائية المتخصصة في إذاعة تلاوات القرآن الكريم"، لافتًا إلى أن "الوزارة وجهت خطابًا لجميع المساجد والأئمة والخطباء تنذرهم بوقف جميع مكبرات الصوت الخارجية؛ حتى لا يتم إزعاج المواطنين غير المسلمين والمرضى".

وتعرض وزير الأوقاف لانتقادات شديدة من خلال علماء الأزهر أو منصات التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر إلى البرلمان، وطالب نواب بإقالته من منصبه.

وأعلنت اللجنة الدينية في مجلس النواب المصري رفضها القرار، وتقدم& النائب عبد الكريم زكريا، عضو اللجنة، بطلب إحاطة عاجلة& ضد وزير الأوقاف طالبًا خلاله بضرورة& إلغاء هذا القرار فورًا. وقال زكريا في طلبه، إن "الوزير اعتاد ما بين الحين والآخر إصدار قرارات صادمة للشارع تؤدي إلى زرع الفتنة بين المواطنين"، متسائلًا: "كل عام نصلي التراويح في المساجد والزوايا بمكبرات الصوت، فما الذي حدث هذا العام حتى يدعي الوزير بأن مكبرات الصوت تؤذي المرضى وغير المسلمين".

النواب يرفضون قرار وزير الأوقاف

وأشار النائب عبد الكريم زكريا، أن الغالبية العظمى من نواب البرلمان يرفضون قرار وزير الأوقاف، محذرًا من أن نواب البرلمان ستكون لهم "وقفة داخل مجلس النواب لإلغاء القرار وإجبار الوزير على التراجع عنه".

وأعلن جمال عباس عن حزب "المصريين الأحرار"، أنه سيتقدم بطلب إحاطة، وقال فيه إن استمرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على موقفه بشأن عدم إلغاء قرار منع استخدام مكبرات الصوت الخارجية خلال صلاة التراويح بشهر رمضان، سيكون له عواقب وخيمة على الرأي العام المصري.

وأضاف عباس في تصريحات تلقت إيلاف نسخة منها، أن تلاوة القرآن الكريم في المساجد عبر مكبرات الصوت لم ولن يكون لها أي إزعاج للمواطنين، بل لها شفاء للنفس البشرية عامة، مؤكدًا أن الأقباط في مصر مُستاءين من قرار الوزير الأخير.

وذكر عباس، أن جميع محافظات الصعيد والقرى والأرياف لم يشتكوا من مكبرات الأصوات في المساجد، مشيرًا إلى أن روحانيات شهر رمضان ينتظرها المصريون جميعًا.

فيما قال الشيخ عاصم عمر، عضو نقابة الأئمة، إن قرار وزير الأوقاف بشأن وقف جميع مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح في رمضان، جاء لإرضاء للسلطة وبعض من يخالفون المسلمين في العقيدة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن هناك شبه إجماع لدى أئمة المساجد على رفض تنفيذ القرار، مشيرا إلى أن الأئمة سوف يستخدمون مكبرات الصوت أثناء قراءة القرآن خلال صلاة التراويح ، دون النظر إلى تحذيرات وترهيب الوزير من التحقيق لمن يخالف تنفيذ القرار.

وأشار عضو نقابة الأئمة إلى أن استخدام مكبرات الصوت أثناء الصلاة جائزة بإجماع العلماء والتابعين، و كان قديمًا في عهد النبي محمد& لا يوجد مكبرات صوت، وكان المسلمون يعتمدون على صوت المؤذن المرتفع.

ساحة للصلاة

وتحديًا لقرار وزير الأوقاف أقدم مزارع من مدينة تلا في محافظة المنوفية، على تحويل أرضه الزراعية إلى ساحة للصلاة خلال شهر رمضان، متعهدًا بفرشها بالسجاد وتجهيز نحو 50 سماعة "صب" لقراءة القرآن بصوت مرتفع أثناء صلاة التراويح.

وقال المزارع إن هناك العشرات من المواطنين قاموا بتحويل أراضيهم الزراعية بعد حصد المحصول ،لإقامة ساحات لصلاة التراويح وقراءة القرآن بمكبرات الصوت خلال شهر رمضان.

فيما دافعت وزارة الأوقاف عن القرار، وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف، إن استعمال مكبر الصوت أثناء الصلاة إذا كان فيه تشويش على أهل البيوت أو المساجد التي حوله فإنه منهي عنه، مشيرًا إلى أن الوزارة تلقت خلال السنوات الماضية في شهر رمضان مئات الشكاوى ضد استخدام مكبرات الصوت لما تسببه من إزعاج للمرضى والطلاب أثناء المذاكرة ".

وأضاف في تصريح له، أن منع مكبرات الصوت يتفق تمامًا مع الشرع، ولا يوجد دليل واحد من القرآن والسنة النبوية تحرم ما قررته الوزارة، موضحًا الدليل من السنة النبوية، وقال: أخرج الإمام مالك عن& عمرو، أن النبي، خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: "إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضهم على بعض في القرآن"، وعن أبي سعيد الخدري، قال: "اعتكف رسول الله، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر، وقال: "ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذي بعضكم بعضًا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة".

&