تساؤلات كثيرة بدأت تُطرح في لبنان حول معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، التي ترفع شعارها قوى الثامن من آذار (مارس)، وكذلك في العراق إثر تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي.

إيلاف من نيويورك: يبدو أن القمة العربية الإسلامية الأميركية، التي شهدتها الرياض أخيرًا، أوقعت الشارع اللبناني في حيرة من أمره، وجعلته يثير تساؤلات كبيرة، عقب التصريحات التي خرجت من السعودية وواشنطن.

الرسالة واضحة
ففي الوقت الذي قال فيه ترمب إن الجيش اللبناني يقاتل "الإرهابيين"، واضعًا حزب الله في خانة "المنظمات الإرهابية"، تكفل مستشاره إبان الانتخابات، د. وليد فارس مسؤولية شرح رسائل الرئيس الأميركي.

وقال فارس: "سمعنا رسالة خاصة ومباشرة من قبل الرئيس دونالد ترمب خلال خطابه في المملكة العربية السعودية موجّهة إلى لبنان واللبنانيين، حيث دعا فيها ترمب الجيش اللبناني إلى تحمّل مسؤولياته في مواجهة الإرهاب، لاسيما على خطوط التماس مع التنظيمات الأصولية من ناحية، وفي الوقت نفسه وجّه الرئيس ترمب رسالة إلى الشعب اللبناني، صنَّف فيها تنظيم حزب الله كمنظمة إرهابية، تمثل عائقًا أمام عودة لبنان إلى الحرية والأمن والسلام".

إنهاء التنظيمات الإرهابية
أضاف فارس: "نفهم من هاتين الرسالتين أن إدارة الرئيس ترمب، التي باتت تقود تحالفًا يضم خمسين دولة عربية وإسلامية، إلى جانب حلف الناتو، ستقف إلى جانب الجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب من ناحية، وضد مشروع حزب الله في لبنان من ناحية أخرى، وهذا يعني أن على الجيش والشعب اللبناني أن يعملا سوية لإنهاء وجود كل التنظيمات الإرهابية، ونزع سلاح كل الميليشيات المسلحة، بما فيها حزب الله".

كلام آخر للعبادي
تزامن كلام فارس مع تصريحات لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، يشكو فيها من ممارسات الميليشيات المسلحة في العراق، حيث إتهمها بمحاولة خطف العراق تحت حجة الدفاع عن المذهب.

كلام العبادي فُسّر على أنه موجّه ضد "الحشد الشعبي" في العراق، وذلك بسبب التجاوزات التي ترتكبها عناصره في المناطق التي يسيطرون عليها.

باب التكهنات فُتح على مصراعيه جراء هذه التصريحات مجتمعة، خصوصًا أن العبادي زار واشنطن في الفترة الأخيرة، وكذلك فعل قائد الجيش اللبناني الجديد جوزف عون.

ماذا جرى في واشنطن؟
تدور التساؤلات حول ما جرى في لقاءات واشنطن، وما عرضه الأميركيون على العراقيين واللبنانيين، في ظل ما يحكى عن ربط الساحات في الشرق الأوسط، والنفوذ الإيراني المتزايد في بغداد وبيروت.

تقول معلومات غير رسمية: "إن الأجواء توحي باستعداد الأميركيين لتوفير الدعم الكامل للجيشين العراقي واللبناني مقابل الابتعاد عن الحشد الشعبي للأول، وفضّ التنسيق مع حزب الله بالنسبة إلى الجانب اللبناني".

ولغاية محاربة التمدد الإيراني، فإن الأميركيين قد يبادرون إلى توفير دعم نقدي للحكومة العراقية، يجعلها تمتلك استقلالية في إدارة البلاد بعيدًا عن التأثيرات الآتية من طهران.