يعد وزير المستقبل محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء أحد رواد التغيير الإيجابي في الإمارات، وهو أحد أفراد الدائرة المقربة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأحد أبرز رجاله المخلصين المتفانين في عملهم متأثرًا ومتمسكًا بالرؤية المستقبلية.

إيلاف من دبي: اتخذ القرقاوي مقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند افتتاح مدينة دبي للإنترنت في 28 أكتوبرعام 2000 بأن "لدينا حلم، ولكن الحلم لا يمكن تحقيقه بدون قائد.. والمخاطرة الكبرى أن لا تخاطر"، هذه التي اعتبرها نبراسًا لطريقته في الإدارة والتميّز والتقدم، واعتبرها خريطة الطريق نحو المستقبل الواعد لنجاح دبي، ووصولها إلى العالمية تحت قيادة بوراشد.

الانطلاقة الكبرى
كان الشيخ محمد بن راشد قد فاجأ مجتمع تقنية المعلومات في المنطقة والعالم عام 1999 بإطلاق مدينة دبي للانترنت، أول منطقة حرة للتجارة الإلكترونية في العالم، لتكون مركزًا إقليميًا واقتصاديًا ودوليًا مثاليًا لصناعة وتطوير البرمجيات ولخدمة قطاعات الاقتصاد الجديد.&

وهو الأمر الذي جعل المدينة، التي قدرت كلفة إقامتها بملياري ونصف المليار من الدولارات، تستقطب خلال هذا الوقت القصير، بين إطلاقها في عام 1999 وافتتاحها عام 2000، 194 شركة عالمية وإقليمية ومحلية، من بينها مجموعة من الشركات العملاقة، التي أصرّت منذ الأيام الأولى لهذا المشروع الرائد على أن تضمن مكانًا لها فيه.

التحول الإلكتروني
وقال القرقاوي مدير عام سلطة مدينة دبي الحرة للتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية والإعلام، والرئيس التنفيذي لمدينة دبي للانترنت في ذلك الوقت: "من المتوقع أن تفتتح هذه المدينة بدورها مرحلة اقتصادية جديدة في منطقتنا، التي تشهد تحولًا كبيرًا نحو التجارة الإلكترونية". متوقعًا أن تستقطب المدينة استثمارات مباشرة، تزيد قيمتها على 400 مليون دولار، خلال العامين الأولين من إقامتها، والتي ساهمت بدورها في تعزيز الجدوى الاقتصادية لإقامة المشاريع الجديدة.

وتعدّ لحظة تحول إمارة دبي من تجارة التجزئة إلى التجارة الإلكترونية، عبر أسواق الإنترنت، سابقة ولحظة تاريخية فارقة في عمرها، إذ تعتبر دبي أول مدينة في العالم العربي تتحوّل إلى التجارة الإلكترونية، كما إنها تعتبر الأولى عربيًا في إنشاء البنية التحتية لقوانين التجارة الإلكترونية.

الحوار الأول للقرقاوي
كان أول حوار تلفزيوني للقرقاوي في عام 1996 مع تلفزيون دبي، وعندما سأله المحاور قائلًا: "طقس الصيف عندنا في الإمارات حار، والناس تسافر فيه إلى خارج الدولة للاستمتاع.. كيف يمكن تحويل تلك النظرة، وما هي فكرتكم للتعامل مع أشهر الصيف؟،
أجاب في أميركا "مناخ بعض المدن مثل أريزونا صحراوي حار، وتصل درجة الحرارة عندهم بين 40 و45 درجة، ولكن رغم ذلك الطقس الحار، فالسياحة عامرة لديهم، وتلك المدينة خلقت سياحية، رغم طقسها الحار، فلماذا نحن لا نكون كذلك، ولدينا كل الإمكانيات لتحويل دبي إلى إمارة سياحية".

بالفعل ومع مرور الزمن، تحوّل صيف دبي إلى صيف المفاجآت جاذب للسيّاح من كل بقاع العالم، ولم تعد الإمارة عامرة بالسيّاح شتاء فقط، إنما على مدار العام. حيث انخرط القرقاوي في قطاع الأعمال في إمارة دبي، وتجلى دوره في هذا القطاع عبر ترؤسه المجلس التنفيذي لمجموعة دبي القابضة منذ العام 2004. كما اضطلع برئاسة مجلس إدارة هيئة دبي للاستثمار والتطوير، ويُسجل له دوره في النهوض بالمركز دبي المالي العالمي، وإطلاق "مهرجان دبي للتسوق" و"مفاجآت صيف دبي"، وتأسيس جائزة دبي للجودة.

كيمياء رجل المستحيل
بين وزير المستقبل "رجل المستحيل" محمد القرقاوي والنجاح كيمياء خاصة، فهو يؤمن بالتطور، ولعل هذه الكيمياء تتجسد في رؤية الشيخ محمد بن راشد، التي جعلها القرقاوي مفتاحًا للتطور والنجاح، والخطوة الأولى بأنه لا يوجد مستحيل عندما بدأت فكرة تكوين مدينة دبي للإنترنت، مدينة دبي للإعلام، قرية المعرفة، مدينة دبي الطبية، جائزة محمد بن راشد للإدارة العربية، برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة، إضافةً إلى جائزة دبي للقرآن الكريم.

وهو رجل عصامي بنى نفسه بنفسه، وبدأ من الصفر، ودخل في عالم التحديات بخطى ثابتة وفق أسس راسخة، ووفق رؤية قائده المحنك الحكيم بوراشد.

كان لافتًا تقلد القرقاوي العديد من المناصب المهمة في إمارة دبي خلال فترة قياسية، حيث كان رئيسًا للمكتب التنفيذي وأمينًا عامًا للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وتم تكليفه من قبل حاكم دبي مباشرة لإطلاق عدد من المشروعات والمبادرات الاستراتيجية الخاصة بدبي، وعلى رأسها إطلاق استراتيجية دبي، والمشرف على تطوير برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وأول منسق لمهرجان دبي للتسوق. كما تولى مناصب رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للاستثمار والتطوير والرئيس التنفيذي لدبي القابضة والعضو المنتدب لمجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام، وغيرها الكثير من المناصب الرفيعة.

الاستعداد للنهضة الرابعة
وزير المستقبل لديه استراتيجية ناجعة، وهي أنه عندما يؤسس شركة أو مؤسسة ما يقوم بتعيين جيل الشباب فيها وتأهيلهم وفق أرقى المستويات الإدارية تبعًا لفلسفة الإدارة الجديدة المبتكرة والإبداعية، وعندما تصل الشركة أو المؤسسة إلى قمة نجاحها يغادرها بحثًا عن فكرة جديدة لبناء مؤسسة أخرى جديدة.

وبعدما أعلن القرقاوي عن انتهاء مهمته في دبي القابضة بعد 18 عامًا من تأسيس وإدارة عملياتها، قرر أن يتفرغ للعمل الحكومي وتحديات حقيبته الوزارية والاستعداد لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة.

تميّز علمي وإعلامي
علاوة على نجاحاته المتميزة في العديد من المهام التي أوكلت إليه، اضطلع القرقاوي بمناصب عدة في الحقل العلمي، منها عضويته لمجلس جامعة الإمارات ومجلس أمناء جامعة أبوظبي، وهو زميل في كلية لندن للأعمال، إضافة إلى كونه الرئيس المؤسس في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية ومعهد دبي لتنمية الموارد البشرية.&

كما لديه العديد من الإسهامات الإعلامية، حيث أسند إليه الشيخ محمد بن راشد إطلاق مؤسسة دبي للإعلام، وتأسيس نادي دبي للصحافة، والإشراف على إطلاق جائزة الصحافة العربية، كما ترأس اللجنة المنظمة لمنتدى الإعلام العربي في عام 2001، وتعد مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للإنترنت من المحطات البارزة التي ميزت مسيرة القرقاوي في هذا المجال، فضلًا عن توليه منصب نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام.

كما إن القرقاوي عضو ناشط إقليميًا، حيث أسس ورأس منظمة القيادات العربية الشابة في العام 2004، وترأس اللجنة المنظمة للمنتدى الاستراتيجي العربي 2006، رئيس اللجنة العليا لمبادرة تحويل دبي لمدينة ذكية، التي أطلقها "بوراشد"، ورئيس اللجنة العليا لمبادرة تحويل دبي إلى عاصمة للاقتصاد الإسلامي، رئيس لجنة الحكومة الذكية في حكومة دولة الإمارات.

ويعد القرقاوي من الضيوف الدائمين في المنتدى العالمي في دافوس، إضافة إلى كونه المشرف على اجتماعات مجالس الأجندة العالمية. وترأس دورة "المنتدى الاقتصادي العالمي حول النمو" الذي انعقد في الصين عام 2007، فضلًا عن انخراطه في قمة الهند الاقتصادية عام 2005 كرئيس مشارك.

تقلد كذلك عددًا من الجوائز والأوسمة تكريمًا لإنجازاته في مجالاتٍ شتى، كان من أهمها الوسام الملكي المغربي من الملك محمد السادس العاهل المغربي في 2005، والجائزة الأميركية للأعمال عام 2000.