وصف شهود عيان مشاهد الفوضى والرعب التي عاشوها خلال الانفجار المميت، الذي وقع في نهاية حفل المغنية الأمريكية أريانا غراندي، في قاعة مانشستر أرينا للحفلات.

كان أندي في بهو قاعة أرينا ينتظر زوجته وابنته، حينما وجد نفسه يُلقى على الأرض بفعل قوة الانفجار.

وقال أندي لـ بي بي سي إن المكان بدا "كأنه جزء من فيلم للحرب".

وأضاف: "حينما نهضت ونظرت حولي، رأيث جثثا ممددة في كل مكان، ربما أقدِّرهم ما بين 20 إلى 30 جثة. لا أستطيع الجزم إذا كان بعضهم قد توفي بالفعل، لكنهم كانوا يبدون كذلك".

وأردف: "كانت تغطيهم الدماء، ومصابين بإصابات بالغة. وأول شيئ فعلته هو أن جريت إلى القاعة لمحاولة إيجاد أسرتي".

ووجد أندي أسرته وكانت بخير، لكنه قال أنه وجد "أطفالا وفتية ممددين على الأرض ويصرخون".

كانت ستيفاني هيل وابنتها كينيدي في الحفل. وتقول ستيفاني إن الشرطة وخدمات الطوارئ دخلوا إلى المبنى فورا عقب الانفجار، لكنها لم تشعر رغم ذلك بالأمان.

وتقول ستيفاني: "لقد ملأ أفراد الشرطة المكان. كان هناك شرطيون مسلحون بمسدسات، وعربات إسعاف".

وأضافت: "لقد حضروا للمكان بسرعة لا تصدق، لكننا لم نعلم ماذا يحدث"، وفكرنا في أننا "قد نُقتل بالرصاص".

وتابعت: "ولذلك جرينا، جرينا واختبئنا تحت جسر لنحو أربعين دقيقة".

وقالت كينيدي إن القاعة ظلت في بداية الأمر "في سكون مرعب لخمس أو ست ثوان، ثم بدأ الجميع في الركض".

كان غاري ووكر، من مدينة ليدز، وزوجته على بعد أمتار من الانفجار، ينتظران ابنتهما لتخرج من القاعة.

وقال ووكر لـ بي بي سي: "لقد سمعنا آخر أغنية، ثم فجأة ظهرت أضواء ضخمة ثم فرقعة ودخان. لقد شعرت بألم في قدمي وساقي".

وأضاف: "استدرت ناحية زوجتي، التي كانت تقف إلى جانبي وقالت: أنا بحاجة إلى أن أرقد على الأرض".

وتابع: "لقد أصيبت بجرح في بطنها وربما كسر في ساقها، أما أنا فقد أصبت بجرح في قدمي بسبب شظية صغيرة. لقد اندهشت لأنني استطعت مغادرة المكان بسرعة".

كانت إيما جونسون وزوجها في قاعة أرينا لاصطحاب ابنتيهما اللتين حضرتا الحفل، وعمرهما 15 و17 عاما.

وقالت إيما: "لقد كانت قنبلة بالتأكيد، وكانت في البهو تحديدا. لقد كنا واقفين أعلى الدرج حيث انفجر الزجاج. لقد كنا بالقرب من المكان الذي يبيعون فيه البضائع".

وأضافت: "لقد اهتز المبنى بأكمله. وقع انفجار ثم إضاءة من النيران عقب ذلك".

وتابعت: "جرينا بعد ذلك للبحث عن أطفالنا، ومن حسن الحظ نجونا جميعا لنحكي ما حدث".

آن ماري كانت في الحفل بصحبة ابنتها البالغة من العمر 13 عاما، وقالت لـ بي بي سي إن كل الأشخاص في مكان الحادث "أصيبوا بذعر شديد".

وأضافت: "لقد كان الناس يتساقطون على الأرض، واعتقدوا أن هناك شخصا مسلحا. ولسوء الحظ كان أفراد الأمن في حيرة مثل غيرهم، وكان لكل واحد أن يقرر ماذا يفعل".

وأردفت: "لقد كان المكان جحيما بالنسبة لكثير من الأطفال، الذين حضروا دون اصطحاب والديهم في تلك الليلة. لقد حاولت أن أساعد عددا من الفتيات، اللائي حضرن الحفل من دون صحبة أهلهن وأصبن بفزع هيستيري. لقد كن في مثل عمر ابنتي، وربما أصغر سنا".

وتقول جيسيكا: "لقد كان الأمر صادما. سمعت فرقعة هائلة، ثم رأيت كل الناس بدأوا في الجري نحونا وهم يصيحون ويصرخون".

وأضافت: "لقد داسنا الناس من أجل أن يخرجوا".

وتابعت: "لقد شعرت بالصدمة ولم أعرف ماذا يحدث. الكل كانوا يركضون، ولذلك توقفنا بالقوة بسبب الزحام".

كما تقول راشيل، من بارنسلي، لـ بي بي سي إنها كانت في مكان الحادث بصحبة ابنتها البالغة من العمر 14 عاما.

ولكي تتجنبا الزحام والتأخير، الذي يحدث وقت الخروج من قاعة أرينا في نهاية كل حفل، قررتا الخروج قبل نهاية الحفل بقليل.

وتقول راشيل: "حينما كنا في طريقنا للخروج، سمعنا صوت فرقعة هائلة. في البداية ظننت أنه شيء ما ضمن برنامج الحفل".

وأضافت: "حينما استدرنا ناحية المكان، رأينا تدافعا مروعا لأشخاص ينزلون من على الدرج، وآخرين يسقطون على الأرض".

وأردفت: "أمسكت بابنتي وركضنا. لقد كان هناك أشخاص داسهم آخرون على الأرض بسبب التدافع".

ويصف سيبستيان دياز، طالب جامعي يبلغ من العمر 19 عاما وهو من مدينة نيوكاسيل، مشاهد الذعر الهائل التي عمت نهاية الحفل.

ويقول: "بمجرد أن أنهت أريانا غراندي أغنيتها الأخيرة، وقع انفجار ضخم. رأيت فقط أناسا يركضون، وأحسست بدافع غريزي نحو الجري".

وأضاف: "وصلنا إلى ممر وكان مسدودا تماما. لقد كان الأمر مروعا".

وأردف: "وصلت إلى الأبواب الرئيسية، والناس يصرخون في كل مكان. ولما عدت إلى الفندق وجدت الناس يبكون ويتحدثون في هواتفهم".