القدس: أبعدت الشرطة الاسرائيلية الاربعاء مجموعة من اليهود المتطرفين عن باحات المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة بعد ان حاولوا الصلاة هناك، واعتقلت ثلاثة من حراسه، فيما يحيي الاسرائيليون ذكرى مرور خمسين عاما على احتلال هذا الجزء من القدس. 

ونددت الاوقاف والهيئة الاسلامية العليا بما وصفته بـ"سابقة خطيرة" محملة الحكومة الاسرائيلية مسؤولية تلك الافعال، فيما دان الاردن اقتحام باحة المسجد الاقصى، محذرا اسرائيل من "ايذاء مشاعر المسلمين".

وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري في بيان ان مجموعة تضم "15 يهوديا"، بينهم قاصرون، قامت "بالانحناء معا قاصدين الصلاة"، مشيرة الى ان قوات الشرطة منعتهم من الاستمرار بذلك، واخرجتهم من المنطقة واحالتهم للتحقيق.

من جهته، قال متحدث باسم الاوقاف الاسلامية المسؤولة عن ادارة المسجد في بيان ان "شرطة الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت ثلاثة من حراس الاقصى واصابت مجموعة" منهم.

واضاف ان ذلك حصل "بعد أن قامت القوات الخاصة والشرطة بالاعتداء عليهم داخل باحات الاقصى بالقرب من احد الابواب عندما قام متطرف بإلقاء نفسه على الأرض ومجموعة اخرى قامت باداء صلوات تلمودية بشكل جماعي".

وفي شريط فيديو مصور انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مجموعة من افراد الشرطة والقوات الخاصة وهي تضرب حارسا من حراس المسجد، بينما ينقل اخر على حمالة وهو مصاب في رأسه.

وأضاف المتحدث باسم الاوقاف "اغلقت الشرطة الاسرائيلية باب المغاربة الذي يدخل منه الزوار الاجانب واليهود الى باحات الاقصى، بعد ان اقتحم باحات الاقصى" متطرفون يهود. 

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة للدخول الى المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والمجاهرة بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

ونشرت الشرطة تعزيزات في شوارع المدينة الاربعاء المصادف الذكرى الخمسين لاحتلال القدس الشرقية التي ستتوج بمسيرة "رقص الاعلام" سيشارك فيها الاف من الاسرائيليين المتطرفين وستجوب شوارع المدينة.

سابقة خطيرة
اعتبر مجلس الاوقاف والهيئة الإسلامية العليا ودائرة الإفتاء الفلسطينية ودائرة الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية بالقدس ان هذا الاقتحام يعد "سابقة خطيرة" منذ العام 1967.

وفي بيان بعنوان "الاحتلال يستبيح الـمسجد الأقصى الـمبارك"، قالت المؤسسات الاسلامية انه "بتخطيط وتحريض مسبق من الجهات الرسمية الحكومية الإسرائيلية ومن وزراء أعضاء الكنيست وحاخاماتها اقتحمت الاربعاء اعداد ضخمة من المتطرفين" باحة المسجد الاقصى.

وقالت ان هذا الامر "يعد سابقة خطيرة وخطيرة جدا لم يسبق لها مثيل منذ عام 1967 ولغاية اليوم". واضاف البيان "ان هذه المجموعات تصرفت بشكل همجي وقام البعض منها برفع الأصوات ما أدى إلى قيام الحراس والمصلين والمرابطين بالتصدي لهم" ما ادى الى اصابة اربعة حراس واعتقال ثلاثة منهم.

واتهمت المؤسسات الاسلامية اسرائيل "بتوفير حماية لهؤلاء المتطرفين" معتبرة ان الهدف من ذلك "تجفيف الوجود الاسلامي في المسجد الاقصى".

وشددت على ان "الحكومة الاسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عما جرى ويجري من خلال استكمالها لبرنامجها التهويدي". وأكدت الناطقة باسم الشرطة اعتقال عدد من حرس المسجد موضحة انهم "حاولوا الاعتداء" على مجموعة من اليهود الذين زاروا باحة المسجد الاقصى "عندما غنوا النشيد" الاسرائيلي.

وبحسب السمري، فأن الحراس حاولوا ايضا الاعتداء على افراد من الشرطة الاسرائيلية في الموقع. من جانب آخر، دانت حكومة الاردن الذي يتولى الاشراف على الاوقاف الاسلامية في القدس بشدة اقتحام مجموعة من المتطرفين باحة المسجد الاقصى محذرة اسرائيل من "إيذاء مشاعر المسلمين".

وقال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان الحكومة "الاردنية تدين بشدة الاعتداء الاسرائيلي السافر بتمكين المتطرفين اليهود من اقتحام ساحات المسجد الاقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف بما يمثله ذلك من انتهاك لحرمة المكان وايذاء لمشاعر المسلمين في شتى انحاء العالم".

وأوضح انها "تحمل الحكومة الاسرائيلية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال مسؤولية المساس بالمسجد الاقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف وتشجيع مئات المستوطنين على تدنيس ساحاته ومسؤولية عدم ايقاف دعوات بعض اعضاء الحكومة والكنيست التحريضية التي ادت الى اقتحامات المتطرفين". 

والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية وأعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الاسرائيلي في كل الاراضي المحتلة غير شرعي وفقا للقانون الدولي.

وتعتبر اسرائيل ان القدس بشطريها هي عاصمتها "الابدية والموحدة" بينما يرغب الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية المحتلة عاصمة دولتهم العتيدة.