نصر المجالي: أعلنت مصادر إعلامية أميركية، اليوم السبت، عن وفاة مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، وأحد عرابي السياسة الخارجية زبغنيو بريجينسكي عن عمر يناهز 89 عاما.

وأعلنت ميكا ابنة بريجنسكي عن وفاة والدها على وسائل التواصل الإجتماعي وغردت قائلة " لقد توفي أبي بسلام الليلة"، وكانت ميكا قد نشرت عدة صور لوالديها في عمر الصبا على صفحتها. وكان بريجينسكي ولد في بولندا وهاجر بعد ذلك مع والده الى الولايات المتحدة.
&
وكان بريجينسكي المفكر الاستراتيجي عمل مستشارًا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وأستاذًا (بروفسورًا) بمادة السياسة الخارجية الأميركية في كلية بول نيتز للدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جون هوبكنز&في واشنطن.&

حرب العراق

وحسب ما أورده موقع (ويكيبيديا) كان زبغنيو بريجينسكي من الشخصيات القليلة من خبراء السياسة الخارجية الأميركية التي حذرت إدارة بوش صراحة من غزو العراق.&

وينقل عنه في فبراير 2003 وقبل حرب العراق بأسابيع، قوله إنه إذا قررت الولايات المتحدة المضي قدما في خططها الخاصة بالعراق، فسوف تجد نفسها بمفردها لتتحمل تكلفة تبعات الحرب، فضلا عن ازدياد مشاعر العداء والكراهية الناتجة عن تلك الحرب.&

وفي كتابه " فرصة ثانية" يوجه سهام نقده اللاذعة إلى السياسة الخارجية الأميركية في عهد كل من جورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن، ويعتقد أن الولايات المتحدة خلال حكم هؤلاء الثلاثة قد فرطت وأهدرت فرصتها الأولى لقيادة العالم عندما سنحت هذه الفرصة مع انتهاء الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفياتي.

الرؤية الاستراتيجية

ورغم ضياع الفرصة الأولى في ظل أداء ضعيف يفتقر الرؤية الإستراتيجية لكل من الرؤساء الثلاثة، فإن بريجينسكي يرى أن الولايات المتحدة لا تزال لديها فرصة ثانية. ويؤكد بريجينسكي أهمية الشهور العشرين القادمة في حسم اضطلاع الولايات المتحدة بقيادة العالم محذرا من أن ازدياد سوء الوضع في العراق أو توسيع دائرة الحرب في الشرق الأوسط بمهاجمة إيران ربما يؤديان إلى أن تذكر كتب التاريخ أن عمر الولايات المتحدة كقائدة للعالم كان قصيراً جداً.

وخلال حياته، ألف بريجينسكي عددا من الكتب هي: رؤية استراتيجية.. أميركا وأزمة السلطة العالمية، خارج السيطرة، الفشل الكبير، خطة اللعبة، القوة والمبدأ، فرصة ثانية: ثلاثة رؤساء وأزمة القوة العظمى الأميركية، رقعة الشطرنج العظمى، الفوضى، الاضطراب العالمي عند مشارف القرن الحادي والعشرين، وبين عصرين.