بغداد: شنت القوات العراقية السبت عملية عسكرية لاستعادة ما تبقى من الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في الجانب الغربي لمدينة الموصل.

ويعد هذا الهجوم الاخير في المعركة المستمرة منذ اكثر من سبعة اشهر لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية، الذي اعلن منها اقامة دولة "الخلافة" على مناطق في العراق وسوريا.

وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله في بيان "على بركة الله انطلقت جحافل القوات المشتركة لتحرير ما تبقى من الاحياء غير المحررة في الساحل الايمن (الغربي)".

واوضح ان "قوات الجيش اقتحمت حي الشفاء والمستشفى الجمهوري، وقوات الشرطة الاتحادية اقتحمت حي الزنجيلي، وقوات مكافحة الارهاب اقتحمت حي الصحة الاولى".

ونعت العمليات المشتركة ضابطين من فرقة المشاة ال16 برتبة عقيد خلال عمليات التقدم.

وتحيط هذه الاحياء الثلاثة بالمدينة القديمة من الجهة الشمالية الغربية.

ومنذ عدة اشهر تحاصر، القوات العراقية المدينة القديمة حيث المباني لصيقة والشوارع ضيقة من الجهة الجنوبية، لكنها لم تتمكن من التوغل بسبب صعوبة دخول الآليات هذه الازقة.

وبذلك التقدم من المحور الشمالي، ستطبق القوات العراقية التي تخوض معارك شرسة الخناق على الجهاديين في المدينة القديمة حيث من المتوقع ان يستخدم تنظيم الدولة الاسلامية كل امكاناته العسكرية.

بدوره، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت ان "قطع الشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية والجيش اقتحمت منطقة الزنجيلي واجتازت شارع الجسر الثالث من شمال الزنجيلي باتجاه الموصل القديمة".

واستخدمت قوات الشرطة المتمركزة في المحاور الجنوبية والشمالية صواريخ غراد والمدفعية في هجومها، في حين استهدف الطيران المسير مقرات الجهاديين ودفاعاتهم في باب الطوب وباب جديد والفاروق والزنجيلي.

ونشرت السلطات قوات خاصة لاخلاء المدنيين ومساعدتهم في الخروج من مناطق الاشتباك. 

واضاف الفريق جودت "قواتنا قادرة على حسم معركة المدينة القديمة واستعادة جامع النوري. داعش يفقد سيطرته على المناطق الحيوية القريبة من الحدباء".

ويحظى جامع النوري حيث اعلن زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي "دولة الخلافة" بدلالة رمزية وستعتبر سيطرة القوات العراقية عليه انهيارا للتنظيم في الموصل.

منذ بدء معركة الموصل قبل نحو سبعة اشهر، دفع الخوف والجوع نحو 600 الف شخص الى النزوح عاد 133 الفا منهم الى مناطق تحررت من سيطرة التنظيم الجهادي.

والقت طائرات القوات العراقية مطلع الاسبوع مئات الآلاف من المنشورات على المناطق في الجانب الايمن للموصل تحض "المواطنين على الخروج من خلال ممرات امنة باتجاه القوات الأمنية".

لكن "سايف ذا تشلدرن" غير الحكومية عبرت عن قلقها ازاء دعوة المدنيين للمغادرة لانهم قد يتعرضون الى مخاطر اضافية.

وقالت في بيان ان "سايف ذا تشلدرن تشعر بقلق كبير ازاء اي دعوة للمغادرة" لانها "تعني بان المدنيين وخصوصا الاطفال سيتعرضون لخطر الوقوع وسط الاشتباكات".

واضافت "على الحكومة العراقية ضمان ان تكون جميع الممرات آمنة فعلا لجميع الناس الفارين".

واشارت المنظمة الى ان "دعوة المدنيين إلى مغادرة منازلهم تختلف عن التوجيهات السابقة التي أجبرت المدنيين على البقاء وانتظار المعركة تمر (...) وهذه تعليمات أثارت أيضا مخاوف بشأن تعرض المدنيين للخطر".

واستولى تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات شاسعة من الاراضي في شمال وغرب البلاد عام 2014، لكن القوات العراقية استعادت بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة معظم الاراضي التي خسرتها لصالح الجهاديين.

وبدأت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في 17 تشرين الاول/اكتوبر الفائت عملية عسكرية كبيرة لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية بعدما كان سيطر عليها في منتصف حزيران/يونيو 2014.

واسفرت المعارك عن سقوط اعداد كبيرة من المدنيين ودفعت مئات الالاف منهم الى الهرب من منازلهم.

واعلنت الولايات المتحدة الخميس نتائج التحقيق في الضربة الجوية الدامية التي شنتها طائرات اميركية في الموصل في اذار/مارس.

وافادت التحقيقات ان الضربة ادت الى انفجار مواد متفجرة داخل منزل في غرب الموصل، ادت الى قتل 105 بين المدنيين وفقدان 36 اخرين.