جاء مزاد تعتزم دار سوثبي في لندن أن تقيمه للوحية زيتية يعود تاريخها إلى القرن 18 للفنان ميشيل ماريشي ليلقي الضوء على الطريقة التي طُرِحَت بها مثل هذه الأعمال الفنية المنهوبة للبيع في سوق المزادات، بعد إبرام اتفاقات تسوية مع أصحابها الفعليين.

إيلاف:&جاء مزاد تعتزم دار سوثبي في لندن أن تقيمه لتلك اللوحية الزيتية التي تعرف باسم "La Punta Della Dogana e San Giorgio Maggiore"، ويعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر للفنان ميشيل ماريشي، ليلقي الضوء على الطريقة التي طُرِحَت بها مثل هذه الأعمال الفنية المنهوبة، التي كانت ملكية خاصة لبعض الأفراد، طرحت للبيع في سوق المزادات، بعد إبرام اتفاقات تسوية مع أصحابها الفعليين.

إيلاف: أشار تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بهذا الخصوص إلى أن تلك اللوحة كانت تخصّ زوجين يهوديين اسمهما هاينريش وآنا ماريا غراف، بعدما اشترياها في فيينا عام 1937، ليضطرا بعدها بعام واحد فقط إلى حفظها في مرفق خاص بحفظ الأمانات، عقب انضمام النمسا إلى ألمانيا، ثم لاذا بعدها بالفرار برفقة طفلتيهما التوأم، إريكا وايفا، اللتين كانتا تبلغان من العمر وقتها 6 أعوام، وتوجّهوا إلى إيطاليا ثم فرنسا، ومن بعدها إلى إسبانيا، ثم إلى البرتغال، لتستقر بهم الحال أخيرًا في نيويورك.

حلو ومر
وقد استقروا وقتها في فوريست هيلز في منطقة كوينز في نيويورك، وكان ذلك عام 1942، عندما تعرّضت كل ممتلكاتهم التي تركوها في النمسا للنهب من قِبل النازيين.

لكن أفراد العائلة والورثة لم ييأسوا، وواصلوا العمل من أجل استرداد تلك اللوحة القَيِّمة، وبالفعل توصلوا إلى حل وسط من خلال دار المزادات سوثبي، ليحصلوا بموجبه على تعويض ينطوي على أخذ نسبة من إجمالي العائدات التي ستُجَمِّعُها سوثبي من المزاد.

وفي مقابلة تليفونية مع الصحيفة، قال ستيفن توبر، وهو زوج الابنة إريكا (التي توفيت عام 2012 عن عمر يناهز 79 عامًا)، إن اتفاق التسوية الذي توصلوا إليه "حلو ومر في آن واحد"، وأن الحل الذي كانوا يفضلونه هو أن يعيدوا اللوحة إلى والدي زوجته وهما لا يزالان على قيد &الحياة أو على الأقل إعادتها إلى الورثة.&

تابع ستيفن بقوله: "لكننا انتهينا الآن بعد وساطة إلى تسوية قمنا بالتوقيع عليها. وهي تسوية غير مرضية في واقع الأمر، لكنها مقبولة، وهي أفضل ما كان بمقدورنا الوصول إليه. فما كنا نبتغيه هو أن نسترد اللوحة، لكن ذلك لم يكن متاحًا لنا".

جهل بتاريخها
عاودت "نيويورك تايمز" لتشير إلى أن تلك اللوحة، مثلها مثل كثير من اللوحات التي نهبت خلال فترة الحرب العالمية الثانية، انتقلت من يد إلى يد بعدما اضطرت عائلة غراف إلى مغادرة النمسا وتركها. وقد تلقت العائلة خطابًا من مرفق حفظ الأمانات Schenker – الموجود في فيينا – يفيد بقيام البوليس السري النازي بمصادرة كل محتويات المخزن في 16 نوفمبر عام 1940، وهو ما أكده أندرو فليتشر، مسؤول المبيعات في قسم اللوحات القديمة لدى دار سوثبي للمزادات في لندن.

مضت الصحيفة تقول إن المكان الذي كانت توضع فيه اللوحة خلال سنوات الحرب لم يكن معروفًا على وجه الدقة، لكن تبيّن أن تاجر أعمال فنية صغير يدعى هنري جيمس ألفريد سبيلر قام عام 1952 ببيعها في مزاد نظمه تاجر الأعمال الفنية القديمة المعروف في لندن، إدوارد سبيلمان، الذي يُرَجَّح أنه لم يكن يعلم أي شيء عن تاريخ اللوحة، ثم قام إدوارد بعدها بعام ببيع اللوحة إلى مالكها المتوفي الآن، والذي لم يتم الكشف عن هويته، وفقًا لاتفاق التسوية المبرم مع ورثته وورثة غراف.

اللجوء إلى القضاء
بدأت محاولات عائلة غراف في البحث عن اللوحة منذ العام 1946 إلى أن قامت ابنتاه عام 1998 بنشر إعلان في صحيفة الفنون للمطالبة بتقديم يد العون للوصول إلى اللوحة، ليتواصل معهما وقتها شخص يدعى تشارلز بيدينغتون، وهو تاجر لوحات فنية أصلية قديمة، وكان يعمل في السابق كاختصاصي لدى دار كريستي للمزادات، ويؤكد لهما أن آخر مرة شاهد فيها اللوحة كانت في منزل صاحبها قبل 15 عامًا.&

وأكد عبر الهاتف لـ"نيويورك تايمز" أنه كان يعرف مكان اللوحة، لكن كان لزامًا عليه أن يستفسر من إدارة كريستي عمّا إن كان له أن يكشف عن هوية صاحبها، لكن الإدارة أخبرته برفضها، ما دفع بالشقيقتين إلى مطالبة القضاء البريطاني بإلزام كريستي بالكشف عن اسم المالك.&

وبعد فترة من الوقت، صدر حكم قضائي جعل دار كريستي تكشف عن اسم عائلة المالك، الذي توفي عام 2013، لتنتقل بعدها ملكية اللوحة إلى إدارة خاصة، تولت على أثرها المفاوضات مع ورثة غراف، علمًا بأن دار سوثبي تقدر اللوحة بمبلغ يتراوح بين 650 ألف و905 ألف دولار.

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلاً عن «نيويورك تايمز». المادة الأصلية منشورة على الرابط الآتي:

https://www.nytimes.com/2017/05/28/arts/design/michele-marieschi-painting-sothebys-auction-restitution.html?partner=rss&emc=rss&smid=tw-nytimes&smtyp=cur&_r=0&referer=