من أبرز الموضوعات في الصحف البريطانية الصادرة اليوم: قراءة في تصريحات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن الولايات المتحدة، وقصة طبيب سوري ينقذ الأرواح باستخدام الواتساب، ودعوة لاختفاء النقاب في بريطانيا في غضون 20 عاماً.

ونقرأ في صحيفة الفايننشال تايمز مقالاً لجدعون راتشمان بعنوان "ميركل وترامب ونهاية الغرب". وقال كاتب المقال إن "زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى لأوروبا كانت محرجة".

وأضاف أن "تداعياتها كانت مدوية"، مشيراً إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل كادت تعلن "موت الحليف الغربي" في تصريحات لها في ميونيخ بعد انتهاء زيارة ترامب وعودته لواشنطن.

وجاء في المقال أن "ميركل حذرت في تصريحاتها من أن الأوقات التي كنا نعتمد فيها بالكامل على الآخرين قد ولت، كما دعت إلى ضرورة اعتماد الأوروبيين على أنفسهم لتحديد مصيرهم، إلا أنها نصحت بضرورة وجود علاقات صداقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وأشارت إلى أنه يترتب على الأوروبيين الدفاع عن مستقبلهم بأنفسهم".

وأردف الكاتب بالقول إنه "من السهل إلقاء اللوم على ترامب، إلا أن ميركل تصرفت بطريقة غير صائبة، وبطريقة تهدد بتوسيع الصدع مع الحليف الأمريكي".

وأشار كاتب المقال إلى أن "زيارة ترامب لأوروبا كانت كارثية"، مشيراُ إلى أنه في كلمته أمام قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) امتنع عن تأكيد التزامه بالبند الذي يضمن المساعدة الكاملة في حدوث أي اعتداء على طرف من الأطراف المتحالفة.

واعتبر الكاتب أن ترامب "أراد من خلال ذلك إرسال رسالة واضحة بأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن أوروبا لم يعد أمراً مسلماً به".

وختم كاتب المقال بالقول إنه "يكثر الكلام الآن بأن ميركل هي القائدة الحقيقية للدول الغربية، وهو لقب أعطي بطريقة سابقة لأوانها، إذ يبدو أنها ليس لديها أي اهتمام كبير بالدفاع عن مصالح حلفائها الغربيين".

مدينة مضايا السورية
Reuters
غادر أهالي مضايا مدينتهم إلى مناطق المعارضة السورية بعد وساطة قطرية

الطبيب السوري والواتس آب

ونطالع في صحيفة التايمز تقريرا لمارك بينيتس يلقي فيه الضوء على تجربة طبيب سوري وظف تطبيق الواتس آب على هاتفه النقال لإنقاذ حياة مرضاه.

وقال كاتب المقال إن طالب طب الأسنان السوري محمد درويش أضحى بطلاً بعدما أجرى عمليات جراحية خطرة معتمداً فقط على الرسائل والنصائح المرسلة على الواتس آب.

ويضيف كاتب المقال أن "درويش (26 عاماً) ترك دراسته في دمشق في صيف عام 2015 متجهاً إلى مضايا، المدينة التي غادرها معظم الأطباء فيها جراء الحصار الذي كان مفروضاً عليها من قبل القوات الحكومية السورية وعناصر حزب الله اللبناني".

ويوضح الكاتب أن العشرات من المدنيين والأطفال قتلوا في مضايا جراء سقوط القذائف وانفجار الألغام ورصاص القناصة والغارات.

ويشير الكاتب إلى أن درويش شارك في إجراء عمليتين جراحيتين قبل أن يأخذ على عاتقه القيام بالعمليات الجراحية منفرداً.

ويقول درويش إنه أجرى أول عملية جراحية لطفل صغير أصيب برصاص قناصة في أحشائه ضمن فريق ثلاثي تألف منه ومن طبيب بيطري وطبيب أسنان.

ويضيف أنه أخبر عائلة الطفل بأنه لا يمتلك الخبرة الكافية للقيام بهذه العملية، ولا يوجد لديه المعدات الضرورية أيضا، إلا أنه أوضح لهم أن الطفل سيموت في حال لم يتم استخراج هذه الرصاصة، فوافقت العائلة.

ويروي درويش أنه شعر بالخوف بإجراء هذه العملية، لذا استخدم تطبيق الواتس آب للتزود ببعض النصائح والمعلومات من أطباء وجراحيين لهم خبرة في هذا المجال. ويضيف أنه كان يتم تسجيل العملية خطوة بخطوة على هاتفه ثم يتم إرسالها للأطباء، ولدى الحاجة لاستفسار عن أمر ما، كانوا يضطرون لترك غرفة العمليات الموجودة تحت الأرض والخروج إلى طابق أعلى - حيث الاتصال أفضل بالانترنت - لمحادثة الأطباء. كما كان عليهم المرور بعملية التعقيم في كل مرة غادروا فيها غرفة العمليات.

ويضيف درويش أن العملية تكللت بالنجاح بعد عشر ساعات، وكانت واحدة من بين عدد كبير من العمليات التي أجراها.

ويقول الكاتب إن درويش اضطر في وقت من الأوقات لإجراء عمليتين أو ثلاث عمليات في وقت واحد، إذ يذكر أنه كان يجري عملية قيصرية ويعالج طفلا أصيب بطلق ناري في آن واحد.

ويوضح الكاتب أن درويش، الذي كان محاصراً في مضايا السورية مع 40 ألف من سكانها، غادرها ضمن اتفاقية تم التوصل إليها برعاية قطرية.

ويختم بالقول إن "درويش يعيش اليوم في تركيا، ويحاول الحصول على منحة لدراسة الطب في الولايات المتحدة أو في أوروبا، وقد تم تكريمه في حفل جائزة "أورورا" لنشر التوعية الإنسانية في يارافان في أرمينيا".

البارونة سعيدة وارسي
Reuters
وارسي تأمل باختفاء النقاب من بريطانيا خلال 20 عاماً

دعوة لاختفاء النقاب في بريطانيا

ونشرت الصحيفة نفسها تقريرا لديفيد ساندرسين بعنوان "(البارونة سعيدة) وارسي تدعو المسلمات إلى التخلي عن ارتداء النقاب".

وقال كاتب التقرير إن "السياسية البريطانية المرموقة تأمل أن يختفي النقاب من بريطانيا خلال 20 سنة".

وقال كاتب المقال إن "البارونة سعيدة وارسي (46 عاما) أكدت أنها لا تريد أن يكون منع النقاب أمراً مفروضاً على النساء المسلمات بل تريد من البريطانيات المسلمات أن يتوصلن لهذا القرار بأنفسهن".

وأردفت "لا أعرف ما دور النقاب في المجتمع الإسلامي البريطاني... أدرك أنه استخدم منذ القدم في السعودية لوقاية الفتيات المسلمات من رمال الصحراء".

ومضت قائلة "لا أعتقد أننا نمر في أي صحراء هنا في بريطانيا ولسنا بحاجة للنقاب لحماية عيوننا من دخول الرمال إليها".

وقالت البارونة إنها ترى تشابها بين زي بعض المسلمات اليوم وما كانت ترتديه "مجموعة صغيرة من المحافظات" في بريطانيا في الخمسينات من القرن العشرين.

وأوضحت أن والدتها أخبرتها أنها حين وفدت إلى بريطانيا في الستينات كانت بعض النساء في بريطانيا يرتدين أغطية لرؤوسهن.

واختتم التقرير بقول وارسي "الأمر يذهلني أحيانا لأنك لو استمعت إلى (رابطة الدفاع الإنجليزية) الذين يريدون العودة إلى بريطانيا الخمسينات، اعتقد أن عليهم التوجه إلى منازل مسلمين، حيث توجد بريطانيا الخمسينات".