«إيلاف» من الرباط: تجمع العشرات من المتظاهرين أمام مبنى البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط، مساء الثلاثاء، في وقفة تضامنية مع معتقلي " فيسبوك"، نددوا فيها باستمرار اعتقال الشباب على خلفية تدوينات تفاعلوا فيها مع اغتيال السفير الروسي بتركيا، اعتبرتها السلطات إشادة بالإرهاب.

وردد المشاركون في الوقفة التي دعت لها شبيبة حزب العدالة والتنمية، التي ينتمي لها الشباب المعتقلون، شعارات مناوئة للجهات التي اعتبروها تقف وراء اعتقالهم، الذي يعتبرونه "تعسفيًا"، وهتف المحتجون: "الشباب في السجون.. بلا حق بلا قانون"، "بالنضال والصمود.. الحرية ستعود" ،و"الشعب يريد.. سراح المعتقل"، و"وسطيون معتدلون.. لسنا إرهابيين".

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، برّأ الكاتب ( الامين )الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية، خالد البوقرعي، شباب الحزب المعتقلين من تهمة الإشادة بالإرهاب والتحريض عليه، مبرزًا أنه إذا كانت شبيبة الحزب "محضنًا للإرهاب وتأوي الإرهابيين، فالأولى البدء باعتقال الأمين العام للحزب، عبد الإله ابن كيران، ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزير الدولة المكلف حقوق الإنسان، مصطفى الرميد".

وأضاف البوقرعي مدافعاً عن الشباب المعتقلين "إن كان فعلاً شباب فيسبوك المعتقلون إرهابيين، فندعوا إلى أن يتم أخذنا جميعا إلى السجون"، قبل أن يستدرك قائلاً: "هذه مسخرة، نحن شبيبة وسطية معتدلة ولا يوجد بيننا إرهابيون، وإذا كان المعتقلون يؤمنون بالعنف فخذونا بدلا عنهم، لا تجعلونا نندم على اختيارنا هذا الطريق".

ولم تخلُ كلمة الكاتب الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية من إشارات سياسية، حيث اتهم جهات لم يسمِها بالسعي إلى عودة المغرب إلى ستينيات القرن الماضي، مؤكدًا أن الرسالة التي أرادت الجهات التي تقف وراء اعتقال شباب حزبه وصلت، وأن السياق الذي جاءت فيه كان معروفاً، في إشارة منه إلى حالة الجمود "البلوكاج" التي واجهها عبد الإله ابن كيران في مهمة تشكيل الحكومة، والتي تعذر عليه إنجازها. 

وسجل البوقرعي أن اللجنة الوطنية لمساندة "شباب فيسبوك "، التي أعلن عنها الجمعة الماضي، زارت المعتقلين صباح اليوم الثلاثاء، في سجن سلا، موضحًا أن الشباب الذين كانوا يخوضون إضرابًا مفتوحاً عن الطعام، أوقفوا الإضراب استجابة لطلب أمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران.

وأضاف المتحدث ذاته أن المعتقلين صامدون ومتمسكون بحقهم وبراءتهم من تهمة الإرهاب، مشددًا على رفضهم المطلق لمتابعتهم بقانون الإرهاب، "حاكمونا بما شئتم ومرحبًا بالسجن ولا نقبل بمحاكمتنا بقانون الإرهاب"، داعياً إلى المزيد من التضامن معهم وتكثيف الأشكال والوقفات الداعية لإطلاق سراحهم.

من جهتها، قالت منسقة اللجنة الوطنية لمساندة "شباب فيسبوك"، لطيفة البوحسيني:"كمناضلة يسارية وحقوقية أعتبر أن مثل هذه الملفات أصبحت في حكم الماضي خاصة بعد دستور 2011 الذي فتح صفحة جديدة لترسيخ دولة الحق والقانون".

وأضافت البوحسيني في كلمة ألقتها بالوقفة التضامنية: "زرنا الشباب في سجن سلا صباح اليوم، وهم يعتزون بالتضامن معهم ومتشبثون تشبثاً كبيرًا ببراءتهم، ويطالبون فقط بتطبيق القانون ويرفضون رفضاً قاطعاً محاكمتهم بقانون الإرهاب، ويطالبون أن تصبح قضيتهم واضحة حتى يعرف الرأي العام أن ملفهم مطبوخ والتهمة الملصقة بهم لا أساس لها من الصحة".

وشددت المتحدثة على أن اللجنة الوطنية لمساندتهم "ستقوم بكل ما يلزم من خطوات من أجل تبرئة المعتقلين الشباب والحصول على حريتهم"، كما سجلت البوحسيني "بعدما أسسنا لجنة دعم شباب فيسبوك ، نجد أنفسنا اليوم أيضًا مطالبين بتأسيس لجان أخرى لمعتقلي الحسيمة"، 

وأعربت عن إدانتها لحملة الاعتقالات التي تطال نشطاء حراك الريف، وقالت " نشاهد اليوم كيف ينتهك القانون ويجد الشباب أنفسهم في اعتقال تعسفي".

يشار إلى أن اللجنة الوطنية لمساندة "شباب فيسبوك"، تضم عددًا من الهيئات والمنظمات الحقوقية والسياسية وشخصيات نقابية وأكاديميين وجامعيين عبروا عن تضامنهم ومساندتهم للشباب المعتقلين.

وعرفت الوقفة مشاركة عدد من برلمانيي حزب العدالة والتنمية بغرفتي البرلمان المغربي، وممثلين عن هيئات حقوقية ومدنية وسياسية، بالإضافة إلى العشرات من أعضاء شبيبة الحزب، الذين قدموا من مدن مختلفة للتعبير عن تضامنهم مع إخوانهم المعتقلين.