الرباط: قال شارل سان برو، مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية (OEP) في العاصمة الفرنسية باريس إن الأحداث التي تشهدها مدينة الحسيمة المغربية ينبغي مقاربتها من خلال تناول بعض التدخلات الخارجية في الحراك الذي يقوم به نشطاء المنطقة منذ شهور.

و أكد الخبير في الشؤون الدولية في تصريح للموقع الفرنسي"أتلانتيكو" أن الأمر يحيل على تلاعبات وتضليل من طرف جهات خارجية، كتلك التي عرفتها الأحداث الإجرامية في مخيم"اكديم ازيك" في الصحراء المغربية، مسجلا استغرابه من تطوع محامين للدفاع عن قائد الحراك ناصر الزفزافي، خاصة انه سبق لهم الدفاع عن مرتكبي جرائم شهدها المخيم في وقت سابق.

و شدد سان برو على القول انهم يقومون بالتضليل لإخفاء الصورة الكاملة لاحتجاجات السكان بالحسيمة، من أجل زعزعة استقرار المغرب، مستغلين بذلك المساعدة التي تقدمها المنظمات المعنية، والتي تستفيد بدورها من الحرية المكفولة لها في البلاد، حيث يمكن التنقل بشكل سلس، عكس ما يحدث في بقية دول الجوار.

و أضاف المتحدث"نحن نعلم أن من يقومون بالتضليل تلقوا مبالغ مالية من الخارج، وبالتحديد من بلجيكا وهولندا، ما يبعث على القلق هو ضبط صحفي جزائري اخيرا أثناء إحدى التظاهرات الاحتجاجية بالحسيمة، تنكر في صفة سائح، ليجري ترحيله لاحقا".

يشار الى ان النيابة العامة المغربية قامت نهاية الأسبوع الماضي باعتقال الزفزافي، أحد رموز الاحتجاجات التي يشهدها الريف، على خلفية اقتحامه لمسجد وإهانته للخطيب، بالتزامن مع صلاة الجمعة، ليخرج بعد ذلك آلاف المغاربة للتظاهر والاحتجاج بمدن مختلفة مطالبين السلطات بالإفراج عن المعتقلين والاستجابة لمطالب السكان الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن السلطات الأمنية واجهتها بالمنع، وتدخلت لفض المتظاهرين بالقوة في كل من الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش.