«إيلاف» من بيروت: تتّجه الأنظار إلى القصر الجمهوري، الذي سيشهد غروب اليوم الإفطارَ الرمضاني السنوي الرسمي، الذي يقيمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وإذا نجحت المفاوضات بين القوى المعنية في منح كلّ فريق الضمانات التي يُطالب بها، فمن المنتظر أن يزف رئيس الجمهورية البشارة إلى اللبنانيين في كلمته خلال الإفطار، مُنقذًا بذلك عهده من السقوط في فخ الستين، والبلاد من الوقوع في الفراغ.

حيث يُنتظر أن تكون لعون كلمة في نهاية الإفطار، يتناول فيها الأوضاع الداخلية، وتحديدًا ما تم إنجازه على صعيد القانون الانتخابي والتطورات الإقليمية والدولية ويحدّد موقف لبنان منها.

فما مدى صحة أن عون سيزف للبنانيين بشارة التوصل إلى قانون انتخابي، وفقًا للنسبية على 15 دائرة؟

يؤكد النائب في التيار الوطني الحر، أمل أبو زيد، في حديثه لـ"إيلاف"، أن نسبة التفاؤل في هذا الموضوع كبيرة جدًا، واللبنانيون ينتظرون التوصل في أقرب وقت إلى قانون انتخابي جديد وفقًا للنسبية، لأنه أصبح ضرورة مع مداهمة الوقت، والاستحقاق النيابي في 19 يونيو يحتم على اللبنانيين التوصل إلى قانون انتخابي جديد، ويأمل أبو زيد أن تكون مناسبة الإفطار الرمضاني في قصر بعبدا لإعلان عون عن القانون الانتخابي، لكن لا شيء حسياً حتى الساعة في هذا الشأن.

إلى غير رجعة

وردًا على سؤال هل يمكن القول إن الوقوع في قانون الستين ذهب إلى غير رجعة، يجيب أبو زيد أن العودة إلى قانون الستين سقطت حكمًا، وكما قال وزير الخارجية جبران باسيل، بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح، إن رئيس الجمهورية لم يوقع على دعوة الهيئات الناخبة، وهذا يعني أن موضوع العودة الى الستين قد أسقط، وكذلك موضوع التمديد قد أسقط، ونحن ذاهبون نحو قانون انتخابي جديد حكمًا ولا عودة الى الوراء.

عون وبري

ولدى سؤاله هل الإفطار الرمضاني اليوم سيكون مناسبة لإعادة اللحمة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، يجيب أبو زيد أن التوافق بين رئيسي الجمهورية ومجلس النواب أمر جيد، رغم التباينات في الآراء التي لا تعتبر بالأمر الجديد، ولكن في المواقف الاستراتيجية الجميع متفق، مع بعض الخلافات والتباينات في الأمور الداخلية، على أمل أن تكون مناسبة الإفطار الرمضاني في قصر بعبدا للتقارب في وجهات النظر بين عون وبري.

عن تعليقه الشخصي على قانون النسبية بـ15 دائرة، والذي اتخذ اسم النائب جورج عدوان، يؤكد أبو زيد أن القانون أول ما طرح في اجتماعات بكركي السابقة، بين الزعماء الموارنة، وتم التداول به، وفي المرحلة الحالية قام عدوان بالمباحثات، لأننا كتيار وطني حر اتخذنا القرار أن نبقى بعيدين عن الأجواء، حتى لا تُسمى مبادرات خاصة بنا، ونحن على تنسيق مع القوات اللبنانية، وهناك تقدم كبير في ما خص المباحثات في هذا القانون، لأن تيار المستقبل كان يرفض هذا القانون، وكذلك بري وجنبلاط، اما اليوم فقد تغيّر الأمر.

نقلة نوعية

ولدى سؤاله هل يشكل هذا القانون نقلة نوعية في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، يجيب أبو زيد أنه مجرد الاتفاق عليه يشكل نقلة نوعية، لأن الجميع ينتظر من عون بعد خطاب القسم القيام بالانتخابات وفقًا لقانون جديد.

والتوصل الى قانون جديد يبقى مكسبًا للعهد ولجميع اللبنانيين.

وردًا على سؤال كيف يساهم القانون الجديد في تعزيز مبدأ المواطنة والمشاركة الحقيقية بين اللبنانيين؟ يجيب أبو زيد أن النسبية تساعد الجميع على الوصول الى المجلس النيابي، مع مراكز في المجلس النيابي يمكن أن تخسرها التيارات الكبرى، لكن يمكن أن توصل الأشخاص الآخرين الذين هم من خارج التيارات، ويملكون الكفاءة، وكل ذلك يعزّز المواطنة والمشاركة الحقيقية في لبنان.