«إيلاف» من لندن: في محاولة لتبديد المخاوف المثارة من سيطرة الحشد الشعبي العراقي على الحدود مع سوريا لفتح ممر مباشر من ايران لسوريا فقد اعلن القائد الميداني للحشد اليوم انه سيتم تسليم امنها الى شرطة الحدود العراقية وان قواته لن تدخل الاراضي السورية .. بينما تحاصر القوات مسلحي داعش في آخر احياء الموصل في وقت تم تكليف حرس نينوى بقيادة النجيفي بتولي امن بعض الاحياء المحررة.

وأكد القائد الميداني للحشد الشعبي ابو مهدي المهندس الخميس ان قوات الحشد الشعبي ستعمل على تسليم مهام امن الحدود العراقية مع سوريا الى قوات شرطة الحدود بعد تحريرها بالكامل. وقال المهندس في تصريح من الحدود العراقية السورية خلال العمليات الجارية هناك ان "قوات الحشد سوف تسلم امن الحدود العراقية السورية الى قوات شرطة الحدود بعد تحرير الشريط الحدودي وتأمينه بالكامل" .. لافتاً الى ان قوات الحشد وبمساندة طيران الجيش تنفذ عمليات عسكرية واسعة غرب الموصل على الشريط الحدودي مع سوريا محققة انتصارات كبيرة ضد تنظيم داعش كما نقل عنه اعلام الحشد في تقرير اطلعت عليه «إيلاف». واضاف المهندس ان "عملياتنا مستمرة حتى تطهير المناطق الحدودية مع سوريا (605 كيلومترات) وتأمينها بشكل تام".

وكانت قيادات الحشد قالت الثلاثاء الماضي ان تشكيلاتها باشرت ببناء السواتر الترابية وحفر الخنادق بين الحدود العراقية السورية بدءًا من قرية ام جريص غرب سنجار بغرب الموصل تأمينا للحدود وقطع تواصل امدادات تنظيم داعش بين البلدين.

يذكر ان قوات الحشد الشعبي وصلت الاثنين الماضي الى الحدود العراقية السورية مكبدة عناصر داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.

الحشد لن يدخل الاراضي السورية

واكدت قيادة الحشد ان قواتها لن تدخل الى الاراضي السورية ونفى المتحدث الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي دخول القوات الى الاراضي السورية.

وقال الاسدي في تصريح لموقع الحشد الشعبي ان "قوات الحشد قوات مسلحة عراقية رسمية ليس لديها تواجد خارج الاراضي العراقية".. لافتا الى ان "الحشد الشعبي لَم يكلف باي واجب خارج الحدود".

واضاف الاسدي ان "جميع عملياتنا تتم بإشراف العمليات المشتركة وبقيادة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي .. موضحا ان "مهام الحشد الشعبي تنحصر في تحرير الاراضي العراقية التي تسيطر عليها عصابات داعش الاجرامية".

واضاف أن "قواتنا المسلحة سواء كانت الجيش والحشد الشعبي ستبقى داخل الأراضي العراقية لحماية الحدود ولن تعبر نحو الأراضي السورية لأن هذا الأمر بحاجة إلى قرار من مجلس النواب".

 وجاء تصريح الاسدي عقب تقارير صحافية اليوم اشارت الى ان الحشد الشعبي احتل قريتين على الحدود العراقية السورية جنوب شرقي مدينة الحسكة وذلك بعد انسحاب مقاتلي تنظيم داعش منهما.
وذكرت شبكة "الخابور" على صفحاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي أنّ "قوات من الحشد الشعبي العراقي سيطرت على قريتي قصيبة والبواردي على الحدود السورية العراقية جنوب شرقي الحسكة. وأوضحت الشبكة المختصّة بأخبار محافظة الحسكة أنّ مقاتلي داعش انسحبوا من القريتين من دون مقاومة بعد استقدام الحشد أرتالاً كبيرة إليهما ما سمح للقوات بالتوغل داخل الاراضي السورية و10 كيلومترات .

الحشد يفتح طرقا جديدة نحو بلدة البعاج العراقية على الحدود السورية

 

انكسار داعش

ومن جهتها اكدت استخبارات الحشد اليوم ان تنظيم داعش انكسر في المحور الجنوبي لقضاء البعاج غرب الموصل. وقالت الاستخبارات انها سجلت اليوم نداءات لمسلحي داعش وهم يعانون التخبط بعد فقدانهم خطوط الامداد بين سوريا وقضاء البعاج العراقي.

وقالت الاستخبارات في بيان انه بحسب النداءات المسجلة فان داعش عاجز الان عن مواجهة قوات الحشد الشعبي المتجحفلة صوب المعاقل الاخيرة للتنظيم غرب الموصل ولا تمتلك سوى ممرات تحرك محدودة هناك.

ويواصل الحشد الشعبي عملية التفاف نوعية لتطويق قضاء البعاج بشكل تام تمهيدا لاقتحام المدينة وتحريرها من داعش حيث شن هجوما واسعا من مشارف البعاج لاستعادة قرى القضاء وقتل 15 داعشيا بينهم اربعة انتحاريين. بحسب مصدر في الحشد.

واقتحمت قوات الحشد قرية الجاير اولى قرى القضاء تم تحريرها بالكامل وسط اشتباكات عنيفة انتهت بقتل 15 داعشيا والاستيلاء على آليات تعود للتنظيم واحباط تفحير ثمانية منازل مفخخة استخدمت خطوطا للصد. واكد مصدر امني ان قوات الحشد تواصل تقدمها بعد قطع امدادات داعش ومحاصرة القضاء من كل الجوانب.

وقد حررت قوات الحشد اليوم 300 عائلة من سيطرة داعش جنوب قضاء البعاج بعملية نوعية انقذت 300 عائلة كانت تحت سطوة داعش في قرى جنوب البعاج وقد انجزت عملية اجلاء جميع هذه العوائل الى خارج مناطق القتال بعد تقديم المواد الغذائية والطبية لهم .

يذكر ان قضاء البعاج هو إحدى المدن التابعة إلى محافظة نينوى الشمالية وتقع إلى الغرب من الموصل جنوبي جبل سنجار على الحدود العراقية السورية ويسكنها حوالى 300 الف نسمة.. ويحاديها من الجانب السوري محافظة الحسكة.

وبحسب خبراء امنيين فإن استعادة السيطرة على قضاء البعاج الاستراتيجي ستمهد الطريق لاندفاع القوات بشكل سريع صوب قضاء تلعفر وهو من المدن التركمانية الشيعية العريقة ويقع على بعد 70 كم شمال غربي الموصل وهي من كبرى المدن في محافظة نينوى ويبلغ عدد سكانها حوالى نصف مليون نسمة ومساحتها 28 كيلومترا مربعا وتبعد عن غرب الموصل حوالى 45 كيلومترا وعن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالى 55 كيلومترا وعن شرق الحدود العراقية السورية بحوالى 60 كيلومترا .

محاصرة مقرات داعش في اخر احياء الموصل القديمة

فيما توصل القوات العراقية توغلها في اخر احياء مدينة الموصل القديمة التي لاتزال تحت سيطرة تنظيم داعش فقد تمكنت من قطع اتصالات التنظيم وتقصف مقراته في حي الزنجيلي.

وقالت قيادة الشرطة الاتحادية ان قواتها تحاصر مقرات الدواعش في حي الزنجيلي اثر السيطرة على اجهزة اتصالاتهم وتقصفها بالصواريخ المحمولة وقاذفات spg9 حيث قتلت 12منهم وبينهم عرب الجنسية وتواصل توغلها في عمق 600 متر وتقترب من باب سنجار المدخل الشمالي للمدينة القديمة.

ومن جهته قال مصدر امني في مدينة كركوك (255 كم شمال شرق بغداد) ان طيران التحالف الدولي قصف موقعا لتنظيم داعش يستخدم لانتاج المشتقات النفطية غربي المدينة .

واشار المصدر إلى ان طيران التحالف الدولي دمّر بضربة جوية موقعا لداعش في منطقة شميط قرب جسر الزاب يضم مصفاة محلية صغيرة تنتج النفط والكاز والبانزين يستخدمه التنظيم لدعم نشاطاته غربي كركوك .

حرس نينوى بقيادة النجيفي يكلف بمسك الارض

وفي تطور لاحق اعلن مصدر أمني أن قوات حرس نينوى بزعامة محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي أوكلت اليها اليوم الخميس مهمة مسك الارض داخل مدينة الموصل.

وقال المصدر إن قوات حرس نينوى التي تتشكل من متطوعين مدنيين وعسكريين سابقين من ابناء الموصل قد تولت مسك الأرض في أحياء 30 و17 تموز ومشيرفة شمال غرب المدينة في الساحل الأيمن منها كما نقلت عن المصدر وكالة "شفق نيوز" الكردية.

وكانت القيادة العسكرية العراقية قد أوكلت الى قوات حرس نينوى مهمة حفظ الأمن في نحو 30 حيا من الساحل الأيسر للموصل عند استعادته من داعش في يناير الماضي، لكنها سرعان ما طلبت منها الانسحاب الى خارج المدينة في قرار وصفه اثيل النجيفي بأن وراءه دوافع سياسية.

ويضم حرس نينوى مقاتلين سنة من أبناء محافظة نينوى ويقّدر عدد أفراده بثلاثة آلاف مقاتل تلقوا تدريبات في معسكر بعشيقة شمال شرق الموصل على يد الجيش التركي.