يمكن لكأس واحدة يومياً من النبيذ الأحمر&أن تقلل مخاطر الجلطة، وأن تحسن صحة المعانين من السكر، وأن تقلل نسبة الكوليسترول في الدم، بل وأكثر. ويقول العلماء الألمان الآن إنه يقلل ضرر التدخين على الجسم أيضاً.

إيلاف من برلين: يقول المثل الألماني القديم "في النبيذ الأحمر تكمن الحقيقة"، ربما لأنه يفك عقدة اللسان حينما يشرب بكثرة، ولكن الحكمة الألمانية العلمية الجديدة تقول إن شرب النبيذ الأحمر باعتدال، قبل اشعال السيجارة، يقلل خطر التدخين على الجسم.

نشر فريق العلماء الألمان من جامعة الزار نتائج أبحاثهم حول العلاقة بين النبيذ الأحمر والتدخين في صحيفة "اميركان جورنال أوف مديسن".&

وحذر الباحثون كالمعتاد من ان النبيذ الأحمر يقلل مخاطر التدخين على الجسم، ولكن هذا ينطبق على التناول المعتدل له، وليس على فرط تعاطيه.

وأشار الباحثون إلى أن النبيذ الأحمر يحتوي في تركيبته على مواد كيماوية تتصدى للتأثيرات الآنية للسموم الناجمة عن تدخين التبغ. وتحمي هذه المواد الكيماوية من تأثيرات النيكوتين، وغيره من المواد السامة في الدخان، على جدران الأوعية الدموية الشعرية في الرئتين وغيرهما.

دراسة على 20 متطوعاً

وذكرت فكتوريا شفارتز، التي ترأست فريق العمل، انهم كانوا بصدد دراسة العلاقة بين نسبة الكحول في الدم وأضرار التدخين حينما أجروا التجارب في جامعة الزار في مدينة هومبورغ (وليس هامبورغ).

وأجريت الدراسة على20 متطوعاً سليماً ومن غير المدخنين، وأخذ الأطباء موافقة المتطوعين على تدخين ثلاث سجائر مباشرة قبل بدء التجربة.&

وقسم فريق البحث المتطوعين في مجموعتين من عشرة، ودفعوا أفراد المجموعة الأولى إلى تناول كأس من النبيذ الأحمر قبل التدخين. وهذا يعني، من الناحية المختبرية، ان الأطباء حرصوا على نسبة 0,75 من الكحول في دماء المتطوعين الذين تناولوا النبيذ الأحمر.

نتائج ايجابية

وتوصل العلماء إلى ان النبيذ الأحمر أوقف عملية انفصال جزيئات من جدران الأوعية الدموية، ومن على سطوح كريات الدم البيضاء ومن على سطوح صفائح الدم.&

ومعروف ان هذه الجزيئات تنفصل عن الجدران بمثابة خلايا متضررة بتأثير السموم الناجمة عن التدخين.

اتضح في الوقت&ذاته ان كمية النبيذ الأحمر القليلة قللت التهابات الأنسجة، وابطأت عملية تقدم عمر خلايا الجسم المبرمجة وراثياً في الجسم البشري. ويعرف العلماء ان العملية الأخيرة، ترتبط بنشاط انزيم تيلوميريز.

والتيلوميريز انزيم يتواجد في نوى الخلايا ويتكون من بروتين(TERT) ومن جزء من الحامض الريبي النووي(TR). والانزيم مسؤول عن تكوين الجزء الأخير من الكروموزوم في الجسم.

التدخين قلل نشاط تيلوميريز

اتضح من الفحوصات المختبرية ان التدخين قلل نشاط انزيم تيلوميريز بنسبة 56% لدى المتطوعين الذين دخنوا السجائر الثلاث، إلا ان نشاط هذا الانزيم لم يقل سوى بنسبة20% لدى مجموعة المتطوعين الذين شربوا النبيذ الأحمر قبل التدخين.&

اتضح ان النبيذ الأحمر، بحسب مقال فكتوريا شفارتز، يحمي بطانات الأوعية الدموية من تأثير التدخين. وهذا يعني ان الدراسة كشفت ميكانزم حصول ذلك، ولم تعتمد الإحصائيات في نتائجها.&

لكن الباحثة الألمانية تعترف بان هذه النتائج تنطبق على الشباب من يتمتعون بصحة جيدة ويشربون النبيذ الأحمر بشكل معتدل جداً. وتستجد الحاجة الآن لإجراء تجارب جديدة على اناس مسنين أو مرضى ومن مدمني التدخين.

وتؤكد الباحثة الألمانية ان نتائج هذه الدراسة لا تريد تشجيع الناس على التدخين أو على شرب النبيذ الأحمر، كما انها ليست حجة لغير المدخنين للبدء بالتدخين حالياً، وان بسجائر قليلة في اليوم. وتبقى المبالغة في التدخين وتعاطي النبيذ ضارة جداً بالصحة.

فوائد جمة

وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن تناول كأس من النبيذ الأحمر يومياً يحسن الدورة الدموية ويرفع الكوليسترول الحميد في الدم ويقلل خطر الجلطة القلبية. وذهبت دراسة أميركية إلى أن النبيذ الأحمر يقارع عوامل الأكسدة التي تسبب السرطان.&

واثبتت دراست أخرى ان النبيذ يمنع تراكم الدهون، ويقلل مقاومة الإنسولين في أجساد المعرضين للإصابة بالسكري. ويعود الفضل في هذه العملية إلى مادة "ريسفيراتول" الموجودة في جلد العنب التي يعتقد انها تؤخر تجلط الدم وتمنع تراكم الكوليسترول في الشرايين.

وهناك دراسات تربط بين نوع الكحول وخطر الاصابة بالأمراض السرطانية. ويشير بعضها إلى أن تناول النبيذ الأحمر بشكل معتدل يقلل مخاطر سرطان الرئة بنسبة20% مقارنة بالآخرين الذين يتعاطون أنواع الكحول الأخرى.