كابول: قتل سبعة أشخاص على الاقل وأصيب العشرات بجروح السبت في كابول اثر تفجيرات وقعت أثناء تشييع نجل سياسي أفغاني قتل خلال تظاهرة مناهضة للحكومة خرجت احتجاجا على تردي الأوضاع الأمنية، ما يضاعف التوتر السائد في العاصمة الافغانية.

ترفع عمليات القتل الأخيرة التي قد تثير موجة جديدة من سفك الدماء عدد القتلى إلى 101 هذا الأسبوع في إحدى أسوأ موجات العنف التي تضرب العاصمة الافغانية منذ أعوام. وتحدث شهود عيان عن وقوع ثلاثة انفجارات متتالية أثناء دفن سليم عز الديار، الذي قتل الى جانب ثلاثة آخرين الجمعة خلال مواجهات بين قوى الأمن ومتظاهرين غاضبين.

وتناثرت الأطراف البشرية في المقبرة حيث قال أحد شهود عيان لوكالة فرانس برس إن "الناس تناثروا أشلاء" من قوة الانفجارات. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح لوكالة فرانس برس "حتى الساعة، نقلت سبع جثث و119 جريحا الى مستشفيات كابول".

شارك في تشييع عز الديار، وهو نجل أحد أعضاء مجلس الشيوخ الافغاني النافذين، مسؤولون حكوميون بارزون بينهم رئيس الوزراء عبدالله عبدالله ووزير الخارجية صلاح الدين رباني اللذان لم يصابا بأذى. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم فيما نفت حركة طالبان، أكبر جماعة متمردة تنشط في افغانستان، تورطها في الاعتداء. 

ويتوقع أن تزيد العملية الأخيرة من الاستقطاب في كابول التي لا تزال تشهد توترا منذ تفجير شاحنة في الحي الدبلوماسي الأربعاء، والذي أسفر عن 90 قتيلا ومئات الجرحى، في أضخم هجوم تشهده العاصمة الافغانية منذ عام 2001. 

في هذا السياق، دعا الرئيس أشرف غني إلى ضبط النفس عقب تفجيرات السبت قائلا "إن البلد يتعرض للإعتداء. علينا أن نبقى أقوياء ومتحدين". 

وسلط اعتداء يوم الأربعاء الضوء على قدرة المسلحين ضرب الأحياء الأشد تحصينا، حيث يقع القصر الجمهوري والسفارات الأجنبية المسورة بجدران الاسمنت الواقية من الشظايا. ونسبت أجهزة الاستخبارات الافغانية تنفيذ الاعتداء الى شبكة حقاني المسلحة المتحالفة مع حركة طالبان.

تحول الحي مجددا الجمعة إلى ساحة معارك عندما اشتبك مئات المتظاهرين الغاضبين من التفجير مع الشرطة، التي ردت بإطلاق الرصاص الحي في الهواء والغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه لتفريقهم. 

العاصمة مغلقة 
وغصت المستشفيات بالمصابين اثر أسبوع من العنف طبع شهر رمضان حيث فاق عدد الجرحى قدرتها الاستيعابية. وأغلقت الشرطة السبت معظم مدينة كابول فانتشرت نقاط التفتيش والعربات المدرعة لمنع وقوع اشتباكات جديدة. وكانت السلطات أغلقت الطرقات المؤدية إلى وسط المدينة قبل وقوع التفجيرات في اجراء أعلنت أنه لتفادي استهداف الحشود.

وقال قائد حامية كابول غول نبي احمدزاي قبل تفجيرات السبت "لدينا تقارير استخبارية تفيد بأن أعداءنا يحاولون مجددا تنفيذ هجمات على تجمعات وتظاهرات"، معربا عن امله في "ان يبتعد السكان عن التظاهرات". لكن العشرات تحدوا التحذيرات وتجمعوا في خيمة قرب القصر الرئاسي مطالبين باستقالة حكومة غني، في تحرك ظل سلميا بغالبيته.

وقال المتحدث باسم المتظاهرين آصف اشنا ان "أي محاولة للحكومة لقطع تظاهرتنا المنصفة والعادلة ستثبت تواطؤها مع مجموعات ارهابية ومنفذي هجوم الاربعاء". ودعت الأمم المحدة وعدد من الحلفاء الدوليين جميع الأطراف إلى ضبط النفس. 

وأفاد بيان للأمم المتحدة أن "اعتداء اليوم، الذي نفذه أولئك الذين يسعون بأسلوب استغلالي إلى الاستفادة من هذه الفترة الهشة لتقويض الاستقرار في افغانستان، يأتي بعد كثير من العنف هذا الأسبوع". وأضاف أنه "في سياق كل هذا الألم، حان الوقت للسعي إلى الوحدة والتضامن".