لندن: ضرب اعتداء جديد مساء السبت وسط لندن، حيث قام ثلاثة مهاجمين على متن شاحنة صغيرة بدهس حشد على جسر لندن بريدج ثم هاجموا مارة بسكين مسببين سقوط سبعة قتلى، قبل أن تقتلهم الشرطة.

وقالت الشرطة إنها تعالج هذه الهجمات على انها "اعتداءات ارهابية". وهو ثالث هجوم تشهده بريطانيا في اقل من ثلاثة أشهر.

ويأتي هذا الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى صباح الاحد، قبل خمسة ايام فقط من من الانتخابات التشريعية في المملكة المتحدة.

وأفادت الشرطة الاحد ان حصيلة الاعتداء ارتفعت الى سبعة قتلى مقابل ستة قتلى في وقت سابق.

وقالت قائدة شرطة لندن كريسيدا ديك "تأكدنا للتو ويا للاسف ان سبعة اشخاص قتلوا". واضافة الى القتلى السبعة، قتلت الشرطة منفذي الاعتداء الثلاثة فيما نقل 48 شخصا الى المستشفيات.

وقالت الشرطة في بيان إنها تلقت اتصالاً عند الساعة 22,08 (21,08 ت غ) على اثر شهادات تحدثت عن آلية دهست حشدًا على الجسر. وتوجهت الآلية بعد ذلك الى حي بورو ماركيت. واضافت ان المهاجمين تركوا الآلية هناك وقاموا بطعن عدد من الاشخاص، بينهم ضابط في شرطة النقل اصيب بجروح خطيرة.

وتابعت في بيانها أن عناصرها "ردوا بسرعة متصدين بشجاعة لهؤلاء الافراد الثلاثة الذين قتلوا في بورو ماركيت" الحي المجاور للندن بريدج، حيث قام المهاجمون بصدم حشد بشاحنة صغيرة، مؤكدة ان المهاجمين قتلوا في الدقائق الثماني التي تلت اول اتصال تلقته الشرطة.

واوضحت ان "المشتبه بهم كانوا يرتدون ما يشبه سترات ناسفة، تبين انها مزيفة"، داعية الى تجنب التوجه الى الاحياء التي جرى فيها الهجوم للسماح لرجال الانقاذ بأداء مهامهم.

كما اعلنت عن زيادة عديد افرادها في لندن في الايام المقبلة، بينما ستشهد بريطانيا في الثامن من يونيو انتخابات تشريعية. وذكرت مصادر رسمية ان جسر لندن بريدج سيبقى مغلقًا ليلاً، بينما تم تطويق ثلاثة مستشفيات في وسط لندن.

رجل يحمل سكينًا

عاش الموقعان السياحيان في قلب لندن كابوسًا ليل السبت الاحد، من اغلاق محطات المترو وشوارع الى اضطرار زبائن للبقاء عالقين في مطاعم وحانات، بينما كانت تسمع صفارات سيارات الشرطة التي تمر مسرعة.

وقال الساندرو وهو شاهد عيان، لشبكة بي بي سي، "رأيت شاحنة صغيرة تسير بشكل يسمح لها بصدم اكبر عدد من الاشخاص، وكان الناس يحاولون الهرب من الآلية".

اما دي (26 عامًا) التي تقيم في لندن، فأكدت انه "هجوم ارهابي وانا متأكدة من ذلك. رأيت شاحنة صغيرة تصدم الحشد على لندن بريدج ثم رجلا يشهر سكينًا وهو يتوجه الى حانة". واضافت "كان هناك ايضًا رجل يحمل سكيناً ويجري وتوجه الى حانة لكنه لم يدخل اليها... افكر باصدقائي وآمل ان يكونوا سالمين".

وفي واشنطن، اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي دونالد ترمب اكد لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "الدعم الكامل" للولايات المتحدة بعد "الاعتداء الارهابي الوحشي"، وذلك في اتصال هاتفي جرى ليل السبت الاحد.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأحد إن فرنسا تقف "أكثر من أي وقت مضى الى جانب بريطانيا". وقال ماكرون في تغريدة "في مواجهة هذه المأساة الجديدة، تقف فرنسا اليوم اكثر من أي وقت مضى الى جانب بريطانيا. أفكر في الضحايا وأقاربهم". 

ثالث اعتداء

أكد رئيس بلدية لندن صادق خان انه "ليس هناك أي مبرر ممكن لمثل هذه الاعمال الوحشية". اما زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن، فقد قال انه "يفكر في الضحايا وعائلاتهم".

وقال خان انه سيشارك صباح الاحد في اجتماع طارىء للحكومة لمناقشة الاعتداء.

وهذا الاعتداء هو الثالث الذي تشهده بريطانيا في ثلاثة اشهر. ففي 22 مارس الماضي، قام رجل بدهس مارة على جسر ويستمينستر، مما ادى الى مقتل اربعة اشخاص. وقتل المهاجم خالد مسعود، وهو بريطاني اعتنق الاسلام.

بعد شهرين وقع اعتداء اسفر عن سقوط 22 قتيلاً واكثر من مئة جريح، عندما فجر بريطاني من اصل ليبي نفسه في مانشستر في نهاية حفلة غنائية للمغنية اريانا غراندي في مانشستر.

ويفترض أن تشارك غراندي في حفلة غنائية خيرية الاحد تكريمًا لضحايا اعتداء مانشستر. وقد كتبت على تويتر "اصلي من اجل لندن".

وتبنى اعتداء مانشستر تنظيم داعش الذي يضاعف هجماته في اوروبا، بينما يواجه خسائر في سوريا والعراق.

وكانت تيريزا ماي رفعت بعد اعتداء مانشستر مستوى التهديد الارهابي في بريطانيا الى الدرجة القوصى، قبل ان تخفضه مجددًا قبل اسبوع الى درجة اقل، تشير الى "احتمال كبير" بوقوع اعتداء.