الرباط: يبدو أن رئيس الحكومة السابق وأمين عام حزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، بدأ رويدا رويدا يتأقلم مع الوضع الجديد بعد إعفائه من تشكيل الحكومة، ويسجل عودته بشكل تدريجي للمشهد السياسي عبر الخوض في الأحداث الكبرى التي تعيشها البلاد.

ففي اللقاء الذي جمع ابن كيران مع أعضاء اللجنة المركزية لشبيبة حزب العدالة والتنمية، أمس السبت بالرباط، والتي سرب أعضاؤها تفاصيل ما جرى في اللقاء خصوصا ما أدلى به رئيس الحكومة السابق من مواقف حول "حراك الريف" المشتعل منذ أشهر وطريقة تدبير الحكومة الجديدة لهذا لملف.

وسجلت مصادر حضرت اللقاء، أن ابن كيران، يعتقد أن الحكومة "أخطأت في التعاطي مع احتجاجات الريف" (شمال البلاد)، حيث استنكر في حديثه أمام أعضاء شبيبة حزبه "اتهام الحكومة لنشطاء الريف بالانفصال والتبعية للخارج"، وهو ما تراجعت عنه لاحقاً، الأمر الذي اعتبره رئيس الحكومة السابق "نوعا من الارتباك والتخبط الذي لا ينبغي أن يكون في مثل هذه القضايا".

وأفادت مصادر "إيلاف المغرب"، أن ابن كيران شدد في كلمته التي تضمنت توجيهات عامة لأعضاء شبيبة حزبه، حيث دعا لأخذ الحيطة والحذر بخصوص ما يجري من احتقان، مشددا على ضرورة الالتزام بالمنهج الذي يؤثر عمل ومشروع الحزب واحترام المؤسسات.

وتطرق رئيس الحكومة السابق في حديثه مع أعضاء شبيبة حزبه إلى حدث إعفائه وسحب مهمة تشكيل الحكومة منه بعد أشهر من المفاوضات التي تعذر عليه فيها التوصل إلى جمع الغالبية المطلوبة، مبرزا أن هذا الأمر "غير مفهوم"، ومؤكدا أنه فكر في الانسحاب التام من الحياة السياسية قبل أن يتراجع عن الفكرة.