ردًا على تقارير حول استخدام القوات العراقية مادة الفوسفور في عملياتها العسكرية بالموصل، فقد نفت ذلك الأحد، موضحة أنها استعانت بطائرات التحالف لتوجيه ضربات دخانية لحماية المدنيين الهاربين من قناصي داعش.. بينما عرض العراق على بريطانيا استعداده للتعاون معها في مكافحة الإرهاب.

إيلاف: قالت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات العراقية المشتركة اليوم إن بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي تناقلت أخبار غير دقيقة عن استخدام الفوسفور في العمليات العسكرية في أيمن الموصل، ومن أجل إحاطة الرأي العام بالحقائق، فإنها تؤكد أنه "تمت أمس السبت، وتحديدًا قرب المستشفى الجمهوري في الجانب الأيمن، حين خرج عدد كبير من المواطنين باتجاه القوات الأمنية، ومن أجل حمايتهم من قناصي داعش المنتشرين في طبقات المستشفى، تمت الاستعانة بالتحالف الدولي لتوجيه ضربات دخان من أجل إيجاد غطاء يحجب رؤية قناصي الدواعش عن رؤية المدنيين، لمنحهم فرصة الخروج الآمن باتجاه القوات، وتم ذلك بنجاح". 

وأشارت القوات المشتركة في بيان إطلعت على نصه "إيلاف" إلى أن "هذه الضربات الدخانية سبق أن تم استخدامها في بعض مناطق الساحل الأيسر من الموصل ومناطق الجانب الأيمن أيضًا، والغاية منها حماية المدنيين من نيران عصابات داعش الإرهابية". 

وكانت وسائل إعلام نشرت أمس صورًا مروعة لجثث تناثرت تابعة للمدنيين، الذين قتلوا أثناء فرارهم من حي الزنجيلي، الذي يسيطر عليه تنظيم داعش في الموصل. وفي شارع متاخم لخط المواجهة مع القوات العراقية تناثرت حقائب كان هؤلاء الفارّون من القتال يضعون فيها متعلقاتهم في الشارع الخارج من حي الزنجيلي، وهو أحد ثلاثة أحياء مازال داعش يسيطر عليها في الموصل. 
وتمكن عشرات آخرون من الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية، وكان بعضهم جريحًا، والبعض الآخر يحمل جثث قتلى على ما يبدو في أغطية. 

وقال نازحون تمكنوا من الفرار، إن أكثر من 200 شخص قتلوا قبل يومين قرب معمل البيسبي في الحي نتيجة إطلاق قناصة تنظيم داعش النار عليهم لمنعهم من الفرار. ويشهد حي الزنجيلي - وهو أحد الأحياء الثلاثة في محيط مدينة الموصل القديمة - مواجهات منذ أسبوع بين تنظيم داعش والقوات العراقية التي تحاول استعادة الحي من قبضته.

السيطرة على 60 بالمائة من الزنجيلي
واليوم سيطرت قوات الشرطة الاتحادية على 60% من حي الزنجيلي في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، فيما توغلت باتجاه باب سنجار في المدينة القديمة من محاور عدة. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر في بيان إن "قوات الشرطة الاتحادية استعادت السيطرة على 60% من حي الزنجيلي".

أضاف جودت أن" تلك القطعات توغلت من محاور عدة باتجاه باب سنجار، وقتلت 23 إرهابيًا". وأشار إلى أن قواته "سيطرت على ما يسمى بمقر الاستشهاديين، وعثرت بداخله على أحزمة ناسفة".

على صعيد المعارك مع تنظيم داعش أيضًا، فقد أعلن محمود حاجي صالح "وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كردستان" اليوم عن حصيلة ضحايا وجرحى الحرب ضد التنظيم.

وقال حاجي خلال مؤتمر صحافي في أربيل إن "1760 من عناصر البيشمركة استشهدوا منذ اندلاع الحرب لطرد داعش". أضاف أن المعارك التي انطلقت منذ صيف عام 2014 شهدت إصابة 9 آلاف مقاتل، وفقدان 63 من عناصر البيشمركة.

واستعادت القوات العراقية الجزء الشرقي من الموصل بعد عملية عسكرية أطلقتها في نهاية العام الماضي، وأصبحت قريبة من استعادة الجزء الغربي من المدينة.

العراق يبلغ بريطانيا استعداده للتعاون لمكافحة الإرهاب
هذا وأبلغ الرئيس العراقي فؤاد معصوم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي استعداد العراق للتعاون مع بلادها في مكافحة الإرهاب.

جاء ذلك في رسالة بعث بها معصوم اليوم إلى ماي، دان فيها بشدة الاعتداءات الإرهابية المروعة التي استهدفت الليلة الماضية مدنيين في منطقتي لندن بريدج وفوكسهول في العاصمة البريطانية. وأكد "تضامن الشعب العراقي مع شعب المملكة المتحدة ضد الجماعات الإرهابية الآثمة واستعداد العراق للتعاون في مكافحة الإرهاب". 

وفي وقت سابق اليوم، عبّرت رئيسة الوزراء البريطانية عن الغضب ممّا أسمتها "الأيديولوجية الشريرة للإسلام الإرهابي"، التي أكدت أنها تشوّه حقيقة الإسلام، وأعلنت عن مقتل 7 أشخاص في الهجمات الإرهابية التي شهدتها لندن الليلة الماضية.

وقالت ماي في كلمة إلى الأمة إن الكيل طفح بعد تزايد الهجمات الإرهابية في بريطانيا، وإنه إذا كانت هناك حاجة إلى تشديد الأحكام على جرائم الإرهاب، حتى إن كانت بسيطة، فـ"سنفعل ذلك". وشددت على ضرورة بذل الجهود لضبط حسابات المتطرفين على الإنترنت.. منوهة بأن الهجمات تجمعها الأيديولوجيات التي تشوّه الحقيقة، وهي لا تشبه الإسلام.

وأوضحت أن "7 أشخاص قتلوا، وكثيرًا من الجرحى في حالة حرجة". وأضافت "الليلة الماضية وقعت بلادنا ضحية لهجوم إرهابي وحشي"، وأن "طبيعة التهديد أصبحت أكثر تعقيدًا، وعلينا أن نعزز استراتجيتنا لمكافحة الإرهاب". وأشارت إلى أن الشرطة تمكنت من إحباط 5 هجمات منذ مارس الماضي.

جاء حديث ماي بعد ساعات من تعرّض لندن لحادثين إرهابيين، نفذتهما مجموعة واحدة من 3 أشخاص، بسيارة مغلقة (فان)، دهسوا المارة على جسر لندن، ثم خرجوا من السيارة، وطعنوا زوار المطاعم والمقاهي بالسكاكين في منطقة بارا ماركت.

وقتل سبعة أشخاص، وأصيب أكثر من 50 آخرين في اعتداءين إرهابيين وقعا مساء السبت في وسط لندن، وتمكنت قوات الأمن من قتل ثلاثة مهاجمين، بحسب ما أعلنت الشرطة البريطانية الأحد.