«إيلاف» من عدن: أيّد قيادي كبير في حزب التجمع اليمني للإصلاح موقف حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. 

وقال الدكتور محمد السعدي وزير التخطيط في الحكومة الشرعية، والأمين المساعد للشؤون السياسية في حزب التجمع اليمني للاصلاح (النسخة اليمنية لحركة الاخوان المسلمين في اليمن) في تصريح صحافي مقتضب، إن قطع العلاقات أمر مفروغ منه ولا نقاش فيه، ومصيرنا ومصير الشرعية واحد". 

وعلى صعيد متصل اعلنت القيادية في حزب التجمع اليمني للإصلاح توكل كرمان رفضها لبيان الحكومة الشرعية المؤيد للعقوبات الدبلوماسية التي فرضها عدد من دول الخليج على قطر الداعمة للارهاب.
وقالت كرمان في وسائل التواصل الاجتماعي " ان هذا القرار لا يمثلنا بعد وقوع الحكومة تحت الوصاية".

و أيدت الحكومة اليمنية الخطوات التي اتخذتها قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن بإنهاء مشاركة القوات القطرية وقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر.
وعزا بيان للحكومة الشرعية اليمنية نشرته وكالة انباء سبا الرسمية، اتخاذها لهذا القرار "بعد اتضاح ممارسات قطر وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية ودعمها للجماعات المتطرفة في اليمن مما يتناقض مع الأهداف التي اتفقت عليها الدول الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية".
وكان عدد من دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية قد أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية معها، بالإضافة الى جملة أخرى من العقوبات، وذلك على خلفية دعم الأخيرة لجماعات إسلامية متشددة منها «الإخوان» و«القاعدة» و«داعش»، بحسب ما جاء في بيان وزارة الخارجية السعودية.

تكتيكات الإصلاح 

وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد الشميري:«على الرغم من ان حزب الاصلاح في اليمن لم يصدر بعد بيانا واضحا من قرار الحكومة الشرعية في اليمن قطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر، الا ان الاصلاح سيتماشى مع قرار الحكومة التي هو عضو وشريك اساسي فيها».

واضاف الشميري في حديثه لـ "إيلاف": "هذا الموقف من قبل اخوان اليمن لا يعبر عن موقفهم الحقيقي، بل هو يأتي في اطار التقية والتكتيك الاساسي، فدولة قطر تعد الداعم السياسي والمالي لاخوان اليمن، ويرتبط بها قادة الحزب، وتعد الدوحة الملجأ الرئيسي لهم الى جانب اسطنبول".

و اضاف: " تقية الاصلاح وتكتيكاته لا تنطلي على احد، ولو نعود قليلا الى الوراء، الى ما قبل اقل من عام، كان قد صرح رئيس حزب الاصلاح محمد اليدومي بالقول ان الحزب من خلال نظامه الأساسي وبرنامجه السياسي ولوائحه الداخلية لا توجد له أي علاقات تنظيمية أو سياسية تربطه بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين".

تناقضات 

ويشير الشميري الى ان حزب الاصلاح اقحم نفسه في صراعات مع تيارات وجماعات مسلحة مدعومة من الإمارات في عدن، كما ادخل نفسه في صراع مع الجنوبيين في معارك مفتعلة، ويعمل في نفس الوقت على مراضاة الامارات.

 ويرى المحلل السياسي ان هذه المواقف المتناقضة للاصلاح في اليمن ليست وليدة اليوم قائلا : "الاصلاح ذراع الاخوان في اليمن، يلعب على كل المتناقضات والصراعات فيها، وأيد علي عبدالله صالح في انتخابات 1997م الرئاسية ، ثم انقلب عليه لاحقا، حارب الحزب الاشتراكي في بداية الوحدة بحكم انه حزب شيوعي ماركسي، ثم تحالف معه في تكتل اللقاء المشترك الذي ضم حزب الاصلاح الاسلامي واحزاب اشتراكية ويسارية وعلمانية، تحالف مع الحوثي، ثم تحاربا، وهكذا فان التكتيك والتقية السياسية اللتين يمارسهما حزب الاصلاح في اليمن ليستا بجديدتين، بل رافقتا مسيرته منذ تكوينه علنيا عام 1990م، ولكن تلك السياسة ربما تنهي هذا الحزب، خاصة وان الشعبية الجارفة التي كان يتمتع بها قبل احداث الربيع العربي واثناءه بدات الآن تتراجع بشكل واضح".

 حالة دفاع 

واختتم قائلا: "الاصلاح الآن في حالة دفاع مستميت، فتهمة الارهاب تلاحقه، لكن في المقابل تواجد كثير من قياداته ضمن الحكومة الشرعية اليمنية ربما يخفف من تهمة الارهاب حاليا، فالسعودية خاصة بحاجة اليه كحليف لها ضد ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح، فظروف المعركة السياسية والعسكرية وحاجة المملكة لحلفاء في معركتها يؤجل اتخاذ اي قرارات عقابية بحق اصلاح اليمن الاخواني".