«إيلاف» من لندن: قال الدكتور أحمد الدبيان رئيس المركز الثقافي الاسلامي في بريطانيا والأكاديمي السعودي المعروف "إن للجاليات العربية والمسلمة في بريطانيا دورا كبيرا وخاصة في مثل هذه الظروف التي نمرّ بها حاليا إذ تتواصل الجاليات المختلفة مع المؤسسات البريطانية والوزارات المعنية" .

وأشار في لقاء مع " إيلاف" في مركز وجامع "ريجنت بارك " في لندن إلى أن "الجاليات المسلمة تدين ما حدث من جرائم لا تمت الى الاسلام بصلة والإسلام منها بريء، كما تؤكد الجاليات المسلمة التفافها مع المجتمع البريطاني وتعاطفها مع الضحايا وعائلاتهم" .

وقال "بعد ما جرى في مدينة مانشستر أرسلنا رسالة الى أكثر من ألف جامع ومؤسسة ندعوهم فيها الى التضامن وسنرسل الى عشرات المساجد رسالة لتوحيد خطبة يوم الجمعة القادمة في أنحاء بريطانيا لرفع صوتهم استنكارا وللحديث أن الاسلام بريء من هذه الجرائم المروعة ولحث المسلمين على التعاون مع السلطات بما يخص الأمن و إلقاء القبض على الجناة".

واعتبر أن "الجاليات المسلمة في الغرب تعيش حاليا في أزمة اذ يبدو أن هناك بعض الموظفين في المؤسسات ترى أن ادانة الجاليات لهذه الجرائم وحدها غير كافية ، فيما تقول الجاليات المسلمة إنها بذلت وتبذل ما في وسعها ولم يبق شيء لم تفعله وأن مرتكبي الجرائم والمتطرفين بشكل عام لا يذهبون الى المراكز الاسلامية أو المساجد وهم منعزلون" . 

ولفت الدبيان الى أن المسلمين في إشكال، فهم محل لوم وليس في أيديهم ما يفعلونه فخطابهم معتدل في الغرب عموما ونحن نشجعهم باستمرار في حال كان لديهم معلومات للتواصل فورا مع الجهات المختصة لإيقاف جريمة ستطال شخصا بريئا.

وأضاف أن المركز الاسلامي يتواصل دائما ويمدّ يده للجميع ونحن نحث الجاليات على التضامن والاندماج والتواصل والتشبيك .

الاسلاموفوبيا حالة متصاعدة

وحول الاسلاموفوبيا أكد الدبيان أن الحوادث ضد المسلمين سجلت رقما متزايدا بعدما حدث في مانشستر والإسلاموفوبيا حالة متصاعدة ولا بدّ من القيام بإجراءات عديدة تحدّ منها فلا بد من تعديل الخطاب العنصري وأيضا لا بدّ من وقف تحميل المساجد تبعات أحداث لم تقم بها ولا دخل لها فيها ووقف أي خطاب ليس فيه تسامح او مودة أو انسجام ورفض تأجيج النفوس وخاصة في الاعلام والاعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي ومن جانب آخر يجب على المسلمين التواصل مع المحيطين بهم والاندماج ويجب أن ترحب المساجد بالجميع لخدمة المجتمع وتتواصل بشكل حقيقي وفاعل وتقدم لهم الرعاية والعناية والتعليم والصحة ما أمكن لتخفيف حدة الشعور بأن المسلمين مختلفون وأنهم لا ينتمون إلى المجتمع الغربي .

وردا على سؤال حول حماية الأطفال من التطرّف رأى أنه واجب الأسرة وطالب الأهالي "بالكثير من الحرص والرعاية لأطفالهم ومعرفة أصدقائهم ومع من يقضون أوقاتهم " .

وأكد أنه رغم وجود كل هذه المساجد والمراكز والمؤسسات الاسلامية ومع وجود كل هذه الجهود الا أن الرسالة الاسلامية لم تصل الى الغرب كدين تسامح وتعايش وما زالت ثمرة هذه الجهود أقل من الحجم الذي نتصوره ولابد من العمل والتفاعل والتواصل بشكل أكبر .

وحول المركز قال الدبيان "يضم المركز الثقافي الاسلامي مسجد لندن المركزي الذي وضع حجر الأساس له الملك جورج السادس في العام ١٩٤٤ وقدمت الحكومة البريطانية أرضه كمنحة وشارك في بنائه الملك فيصل والشيخ زايد والسلطان قابوس والملك فهد والشيخ حمد " .

وأشار الى تمدد المركز تمددا كبيرا وتابع " يضم المركز كمجلس أمناء كل سفراء الدول الاسلامية ال ٢٣ دولة في بريطانيا" .

وقال أيضا لدى المركز مدرسة ومجلة أكاديمية علمية ولديه قسم لحوار الأديان ويقيم العديد من الندوات والأنشطة الكبيرة وبرامج للشباب والأئمة والمسلمين الجدد والنساء ويقيم شراكات مع مؤسسات دولية واسلامية وعربية .

وأعلن أن المركز سينظم الشهر القادم ندوة عن قضايا الاسلام والإسلاموفوبيا والحقوق ودور الجمعيات المطلوب .