واشنطن: يمثل مسؤولون كبار في الاستخبارات الأميركية الأربعاء أمام لجنة استماع في الكونغرس بخصوص التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية والتنسيق الروسي المحتمل مع حملة دونالد ترمب، قبل يوم من الشهادة المنتظرة للمدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي.

ومن المتوقع أن ينفي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) مزاعم ترامب بأن كومي أخبره مرات عدة بأنه ليس خاضعا للتحقيق، حسب ما بثت محطة "سي إن إن" استنادا إلى مصادر مقربة من كومي.

وقد يتناول كومي أيضا في هذه الشهادة، التي قد يكون لها وقع الزلزال السياسي في الولايات المتحدة، إذا ما كان الرئيس الجمهوري طلب منه بشكل خاص تجاهل تحقيق قضائي يتناول أحد مستشاريه المقربين الجنرال مايكل فلين وعلاقاته مع روسيا.

وسيدلي كومي بشهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الخميس. لكن الأربعاء سيسلط الضوء على ثلاثة من مديري الاستخبارات: مدير المخابرات الوطنية دان كوتس، رئيس وكالة الأمن القومي مايك روجرز ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي المؤقت أندرو مكابي.

وسيسأل أعضاء لجنة الاستخبارات دون شك كوتس، وهو سناتور سابق، حول تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست مساء الثلاثاء.
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين، أن كوتس أخبر مساعديه أن ترمب سأله إذا ما كان بوسعه التدخل لدى كومي لتليين تحقيقات "أف بي آي" حول فلين.

وقيل إن كوتس ناقش الحديث الذي دار في مارس مع مسؤولين آخرين وقرر أن التوسط لدى كومي بناء على طلب ترمب، سيعد عملا غير مناسب. ويعرف أن روجرز ناقش مع ترامب أيضا التحقيقات بخصوص روسيا.

وأعرب النائب الديمقراطي المرموق تشاك شومير عن تطلعه للاستماع لشهادة كوتس وروجرز العلنية وغير السرية الأربعاء. وقال شومير للصحافيين الثلاثاء إنه "لا يفترض استخدام السرية ذريعة لعدم الكشف عن أمور يجب أن يسمعها الناس".

وتابع أن "المحادثات التي أجراها الرئيس مع كل منهم حول التحقيقات ليست سرية بأي حال". وإضافة إلى لإثارة، أظهر تقرير سري لوكالة الأمن القومي جرى تسريبه لموقع "انترسبت" الإلكتروني أن قراصنة من الاستخبارات العسكرية الروسية حاولوا أكثر من مرة الولوج لانظمة التصويت الالكترونية قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وسعيا الى احتواء التسريبات، أعلنت إدارة ترامب سريعا عن توقيف متعاقدة مع الوكالة تبلغ من العمر 25 عاما بتهم خرق قانون التجسس.

اتمنى له التوفيق
ومن المتوقع أن تطغى المحادثات بين ترمب والمدير السابق لمكتب التحقيقات كومي على شهادة الأخير أمام الكونغرس الخميس. 

وينتظر مراقبون لمعرفة إن كان ترمب، الذي ينتقد حتى حلفاؤه سلوكه على مواقع التواصل الاجتماعي، سيقرر الرد عبر تويتر اثناء شهادة كومي. ولم تظهر للعلن أي أدلة دامغة على علاقة بين حملة ترمب وروسيا حتى الآن. 

لكن هذه المزاعم فرضت مقارنة مع فضيحة ووترغيت سنة 1970 والتي أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون. وربما لا يحلو لترمب الاهتمام العالمي بشهادة كومي. وربما تتسبب نتائج هذه الشهادة بمزيد من الأخبار السيئة لإدارته المتأزمة أصلا. 

وقال ترمب خلال لقاء مع قادة من الحزب الجمهوري في الكونغرس "أتمنى له التوفيق"، في إشارة إلى كومي. ومع الاحداث المرتقبة على تلة كابيتول هال، قررت ثلاث حانات فتح أبوابها قبل جلسة الخميس المقررة في العاشرة صباحا بتوقيت الولايات المتحدة (14:00 ت غ ).

وتعليقا على الإثارة الدائرة بخصوص جلسة الاستماع، سأل السناتور الجمهوري ماركو روبيو الصحافيين "ألستم تحبون التشويق؟"
وشهادة كومي امام الكونغرس هي أول تصريح علني منذ إقالته المفاجئة في 9 مايو الفائت. 

واكدت وسائل اعلام عدة ان كومي دوَّن ملاحظات مكتوبة عن محادثاته مع ترمب التي طلب منه فيها التخلي عن التحقيق مع مستشاره السابق للامن القومي مايكل فلين الذي ورد اسمه في ملف روسيا.

وأفقد طلب مباشر من ترمب في 14 فبراير الفائت كومي أعصابه، بحسب تقرير صحافي في صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء استنادا إلى مسؤولين حاليين وسابقين، حتى أنه في اليوم التالي قال لوزير العدل جيف سيشنر إنه لا يريد أن يبقى وحيدا مرة ثانية مع الرئيس.

وأي تأكيد بأن الرئيس حاول الضغط على كومي، سيفتح الباب أمام اتهام ترمب بانه حاول تعطيل تحقيق فدرالي جاري، وهو ما يحذر نواب ديمقراطيون من أنه سيدخل الأزمة في مسار مشابه لازمة ووترغيت.