الرباط: قال بيان للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالمغرب إن فريقاً دولياً، بإشراف كل من عبد الواحد بن نصر، عن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والاتصال بالمغرب، وجان جاك يوبلان، عن معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا المتطورة بألمانيا، قام بــ"إماطة اللثام عن بقايا عظام إنسان ينتمي لفصيلة الإنسان العاقل البدائي، مرفوقة بأدوات حجرية ومستحثات حيوانية بموقع جبل "إيغود" بإقليم اليوسفية، بجهة مراكش".

وتم تحديد تاريخ هذه الاحفوريات، حسب ذات البيان، بــ"حوالي 300 ألف سنة قبل الحاضر، وذلك بواسطة التقنية الإشعاعية لتحديد العمر، وبالتالي فإن هذه العظام تعد أقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل المكتشفة إلى يومنا هذا، حيث يفوق عمرها عمر أقدم إنسان عاقل تم اكتشافه إلى الآن بحوالي 100 ألف سنة. وتشكل هذه الاكتشافات موضوع مقالين يتضمنهما عدد يوم 8 يونيو 2017 من مجلة "ناتير" (طبيعة)".

وأشار البيان إلى أن موقع جبل "إيغود" قد عرف منذ ستينيات القرن الماضي، "مدونة بقايا إنسان وأدوات تعود إلى "العصر الحجري الوسيط". لكن القراءة الأولية لهذه الاحفوريات ظلت محل لبس لسنوات بسبب عدم دقة عمرها الجيولوجي. وبفضل الحفريات الأخيرة التي تمت مباشرتها منذ سنة 2004، فإن البقايا الجديدة التي تم اكتشافها وتأريخها تجعل من موقع جبل "إيغود" أقدم وأغنى موقع يرجع "للعصر الحجري الوسيط" بأفريقيا والذي يوثق للمراحل الأولى لتطور الإنسان العاقل".

وذكر البيان أنه تم العثور، برفقة هذه الاحفوريات، على بقايا حيوانات، خاصة الغزال، وأدوات حجرية مصنوعة من حجر الصوان، الذي تم استقدامه إلى الموقع.

وكان العلماء يعتقدون حتى الآن أن جميع البشر الذين يعيشون الآن ينحدرون من جماعة سكانية عاشت في شرق أفريقيا. وعثر الباحث ريتشارد ليكي في الستينات على أقدم الاحفوريات التي تمثل جنسنا البشري في منطقة أومو كبيش جنوب غرب اثيوبيا ويعود تاريخها الى قبل 195 الف سنة. 

ولكن الأدلة الجديدة يمكن ان تنقل مكان ميلاد البشرية الى الشمال والغرب بل اشارت دراسة اخيرة الى ان اسلافنا غابري القدم ربما نشأوا بالانفصال عن قرود في اوروبا. 

وقال البروفيسور جان جاك هوبلين من معهد ماكس بلانك للانثروبولوجيا النشوئية في مدينة لايبزغ الالمانية "ان هناك الفكرة القائلة ان حديقة عدن توجد في مكان ما شرق افريقيا حيث نشأت الأنواع في البداية ثم انتشرت داخل افريقيا" ولكن "نتائجنا تطعن بهذه الصورة من نواحي عديدة. وفي مرحلة مبكرة جداً من العملية أدركنا ان الموقع أقدم بكثير مما كان بمقدور أي احد ان يتخيله وخلصنا الى ان الطبقة الأغنى بآثار الانسان القديم في محيط الموقع تعود الى نحو 300 الف سنة، وبالتالي فهي أقدم بكثير من أي شيء آخر في افريقيا".