إيلاف من لندن: مع لقاء زعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي الآن مع الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكينغهام، قال تقرير إنها بدأت اتصالاتها مع الحزب الديمقراطي الوحدوي الإيرلندي الشمالي (DUP) الفائز بعشرة مقاعد برلمانية لتشكيل حكومة ائتلاف بعد الصدمة من عدم تحقيق أغلبية في مجلس العموم. 

ونفت مصادر الحزب الإيرلندي الشمالي مثل هذه الاتصال مع رئيسة الحكومة، بينما أشادت زعيمة ارلين فوستر بصعود حزبها ليشكل قوة في قرار برلمان ويستمنستر، ولكنها حذرت م احتمال بقاء السيدة ماي قوية بعد هزيمتها المهينة في الانتخابات.

ولم تكشف فوستر خططها المستقبلية بالدخول في ائتلاف حكومي مع حزب المحافظين الذي حاز على 319 مقعدا، حيث مفترض أن يحقق 326 لتكون له الأغلبية المريحة لتشكيل حكومة منفردا. 

يذكر أن الحزب الديمقراطي الوحدوي الإيرلندي الشمالي (DUP) كان تأسس العام 1970 في خضم صراع سياسي وطائفي مرير استمر عقودا من الزمن بين الطائفتين البروتستانتية التي تمثل أغلبية في أيرلندا الشمالية وتؤيد البقاء ضمن المملكة المتحدة، والكاثوليكية التي تمثل أقلية في أيرلندا الشمالية وتطالب باستقلالها أو الانضمام إلى جمهورية أيرلندا.

التوجه الأيديولوجي

ويعرف لحزب بتوجهاته الداعمة لبقاء أيرلندا الشمالية جزءا من المملكة المتحدة، خلافا لغريمه السياسي حزب (شين فين) الذي يطالب بتوحيدها مع جمهورية أيرلندا أو استقلالها عن بريطانيا.

وكان الحزب الديمقراطي الوحدوي رفض اتفاقية "الجمعة المجيدة" التي أيدتها معظم الأحزاب السياسية الأيرلندية والتي مثلت حدثا سياسيا تاريخيا في أيرلندا بالنسبة للصراع بين البروتستانت والكاثوليك في أيرلندا، حيث أقرت تقاسما للسلطة بين الكاثوليك والبروتستانت داخل المؤسسات التي تتمتع بشبه حكم ذاتي، وأنهت رسميا "التوترات" التي أسفرت عن مقتل الآلاف أثناء الصراع الذي بدأ في أواخر الستينيات.

مساندة بريكسيت 

وكان الحزب الديمقراطي الوحدوي ساند خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين دعا غريمه السياسي شين فين للتصويت بشأن خروج أيرلندا الشمالية من المملكة المتحدة بعد أن أيد البريطانيون الخروج من الاتحاد.

وكان الحزب تصدر مرة أخرى الانتخابات البرلمانية التي نظمت في ايرلندا الشمالية في 4 مارس 2017، حيث حصل على 28 مقعدا، مقارنة بـ33 سابقا، وذلك من أصل 90 مقعدا، في حين حصل حزب شين فين، ذو النزعة القومية الأيرلندية، على 27 مقعدا، والحزب الاشتراكي العمالي الذي حل ثالثا على 12 مقعدا.

ومع تراجع الحزب في هذه الانتخابات، فقد بقي محافظا على الصدارة بفارق بسيط (صوت واحد) على حزب شين فين.

وجاءت هذه الانتخابات المبكرة بعد انهيار التحالف الحكومي بأسابيع (مطلع يناير 2017) على خلفية تبادل اتهامات بالفساد، وتضارب المواقف والمصالح بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي ظل أزمة سياسية تصاعدت عقب استقالة مارتن ماكغينيس (شين فين) من منصبه نائبا لرئيسة الوزراء أرلين فوستر واتهامه الحزب الديمقراطي الوحدوي المنافس بعدم احترام روح تقاسم السلطة السياسية في أيرلندا الشمالية.