زيارة لبلدة البعاج العراقية ، معقل تنظيم الدولة الإسلامية وقراءة في نتائج الانتخابات البرلمانية البريطانية التي أدت إلى خسارة حزب المحافظين للأغلبية المطلقة في البرلمان، فضلاً عن الكشف عن دراسة مفادها أن الشعبوية تجتاح العالم بسلاح الخوف، من أهم موضوعات الصحف البريطانية.

ونقرأ في صحيفة الغارديان تقريراً لمارتن شلوف بعنوان "الموت يتربص في كل زاوية في المعقل السابق للبغدادي". وقال كاتب المقال إنه "في قلب البلدة التي احتضنت تنظيم الدولة الإسلامية في البعاج في العراق، فإن وجوده لا يزال يتربص في الملفات المنهوبة والمباني المدمرة".

وأضاف كاتب المقال أن "عناصر التنظيم حرصوا على أخذ ما استطاعوا حمله خلال توجههم إلى الصحراء في سوريا، إلا أنهم خلفوا وراءهم أدلة تعكس أهمية هذه البلدة الي تقع في شمال غربي العراق بالنسبة لقائدها الهارب وللتنظيم الذي يعتبر من أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم".

وألقى الكاتب الضوء على أحد المباني في هذه البلدة إذ علق على أحد جدرانها حزاماً ناسفاً ووجدت بعض البنادق في أحد زواياها فضلاً عن قنابل موقوتة وبقايا أشرطة لاصقة على أرض مليئة بالبنزين، مضيفاً أنه في إحدى غرف المبنى وجدت سترات ناسفة وملفات تشرح كيفية معاملة رقيق البشر وكيفية اللبس والتصرف.

وأردف أن نصف المبنى كان عبارة عن مصنع لتصنيع القذائف والنصف الآخر لإدارة المؤسسة الإرهابية حيث كان يتم إصدار الغرامات والفواتير والهويات الفردية.

وفي مقابلة أجراها كاتب المقال مع أحد سكان البعاج، قال صبحي محمد إنهم تعلموا خلال سيطرة التنظيم على البلدة ألا يطرحوا أسئلة عن زعيم التنظيم بالرغم من أنهم كانوا على درايه أنه عاش بينهم. ويقول إنه "من الخطر جداً الذهاب لاستقصاء ما الذي يجري أو مجرد طرح موضوع البغدادي".

وعلق رجل آخر أن "البغدادي كان لديه نحو 10 بيوت آمنة في البلدة، إلا أنه ما من أحد امتلك الشجاعة الكافية للسؤال عن المنزل الذي يقطن فيه البغدادي".

وأردف "نحن نعلم أنه كان يعيش بيننا وأنه أمضى نحو عامين في البلدة وبقى هنا حتى مارس/آذار بالتأكيد".

ويختم كاتب المقال بالقول إن "تنظيم الدولة خلف العديد من الأفخاخ بين البلدة والحدود وذلك لعرقلة تقدم القوات"، مضيفاً أن هذه البلدة ستبقى واحدة من البلدات العراقية التي ستحتاج إلى أسابيع لفك أسرارها الخطيرة".

"كوربين والتقشف"

زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين
Getty Images
كوربين يستمتع الآن بالتقدم الذي احرزه في الانتخابات الأخيرة، آملاً في تشكيل حكومة في يوم ما

ونطالع في الصحيفة عينها مقالاً لبولي توينبي بعنوان "كوربين أنقذ بريطانيا من غلال التقشف. هذه هي اللحظة التي ينتظرها". وقالت كاتبة المقال إن "زعيم حزب العمال جيرمي كوربن يبدو وكأنه رجلاً جديداً بعد الانتخابات البرلمانية الجديدة".

وأضافت أنه "واثق بنفسه"، مشيرة إلى أنه سلم عليها وشكرها على المقالات التي كتبتها عنه.

وأشارت إلى أن "نجاح الحزب يجذب إليه مزيداً من النجاح"، مضيفاً أن حزب العمال يستعد لانتخابات برلمانية مبكرة والعمل على قدم وساق لجذب مزيد من الناخبين".

وختمت بالقول إن "وضع حزب العمال لقضيتي الاقتصاد والوظائف كان من ضمن الأسباب التي أدت لتقدم الحزب"، مضيفة أن كوربين يستمتع الآن بالتقدم الذي احرزه في الوقت الحال، آملاً في تشكيل حكومة في يوما ما.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
Getty Images
عدم شعور الإنسان بالاستقرار يجعله أكثر ميلا للعصبية وفقدان القدرة على التحكم لذلك فهو يتجه إلى اختيار شخص يراه قويا وقادرا على الإمساك بزمام الأمور، بحسب الدراسة.

"الشعوبية والخوف"

الشعوبية تجتاح العالم بسلاح الخوف، هذه هي النتيجة التي خلصت إليها دراسة حديثة أجريت على أكثر من 140 ألف شخص في نحو 70 دولة ونشرت نتائجها صحيفة التايمز.

وقالت الصحيفة إن الدراسة ترى أن الأمريكيين الذين صوتوا لدونالد ترامب لا تختلف دوافعهم كثيرا عن أولئك الذين يدعمون فلاديمير بوتين في روسيا أو الذين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا فجميعهم كانوا يعكسون قلقهم تجاه المستقبل من خلال تلك الاختيارات.

وأفادت الدراسة بأنه في الأوقات التي تتسم بعدم الاستقرار فإن الأشخاص يتجهون لدعم الزعماء الذين يظهرون بصورة تتسم بالقوة والحسم أكثر من منافسيهم الذي تتسم توجهاتهم بعدم الوضوح.

وقال الباحثون في الدراسة التي نشرتها الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم "في جميع أنحاء العالم نشهد صعود الزعماء الشعبوين والاستبداديين الذين يتسم خطابهم بالتعجرف وسلوكياتهم بالعدوانية وغالبا ما تكون قيمهم محل شك".

وربطت الدراسة تلك الاختيارات التي تقدم عليها الشعوب بالأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة وقالت إن الأشخاص في مثل تلك الظروف يختارون في الأغلب الشخص القوي الذي لا يعطي اهتماما كبيرا "بالبرلمان والانتخابات".

وخلص الباحث هيمانت كاكار من كلية لندن لإدارة الأعمال الذي أجرى الدراسة إلى أن عدم شعور الإنسان بالاستقرار يجعله أكثر ميلا للعصبية وفقدان القدرة على التحكم ولذلك فهو يتجه إلى اختيار شخص يراه قويا وقادرا على الإمساك بزمام الأمور.