بيروت: اعرب محققون مختصون بجرائم الحرب في الأمم المتحدة الاربعاء عن القلق الشديد ازاء العدد "الهائل" من القتلى المدنيين الذين يسقطون في المعارك لاخراج تنظيم داعش من مدينة الرقة السورية.

وقال رئيس لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة بشأن سوريا باولو سيرجيو بينييرو "اننا نشعر بقلق شديد ازاء العدد المتزايد من المدنيين الذين يقتلون في غارات جوية في المناطق الخاضعة لفصائل متشددة".

واضاف امام مجلس حقوق الانسان الأممي "نشير بالتحديد الى ان تكثيف الغارات الجوية التي مهدت الطريق أمام إحراز قوات سوريا الديموقراطية تقدما في الرقة، أدى، إلى جانب العدد الهائل من القتلى المدنيين، إلى فرار 160 ألف مدني من منازلهم".

وفرّ عشرات آلاف المدنيين من مدينة الرقة ومناطق اخرى في المحافظة الشمالية منذ بدأت قوات سوريا الديموقراطية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حملة "غضب الفرات" ضد الجهاديين بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

ويتوقع ان تشهد مدينة الرقة موجات نزوح جديدة مع تطور المعارك داخلها.

أضاف بينييرو "يجب الا تجري حملة مكافحة الارهاب على حساب مدنيين يجدون انفسهم مرغمين على العيش في مناطق يتواجد فيها تنظيم" داعش.

وسبق أن اتهمت لجنة التحقيق هذه التي انشئت في 2011 بعيد اندلاع الحرب في هذا البلد، الاطراف المختلفة في النزاع بارتكاب جرائم حرب متعددة واحيانا بجرائم ضد الانسانية.

وتم ابرام عدد من اتفاقات الاجلاء من حلب ومدن وبلدات حول دمشق وكذلك حمص، تؤكد الحكومة انها الطريقة الفضلى لانهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات، فيما تعتبرها المعارضة تهجيرا قسريا.

وحذر بينييرو من ان الذين "يقررون البقاء حيث هم قد يتعرضون للتوقيف الاعتباطي او التجنيد القسري (...) لذلك وبداعي اليأس لا يرى المدنيون من خيار سوى المغادرة".

وكان بنييرو حذر في مارس من ان الاجلاء من حلب يوازي ارتكاب جريمة حرب.

وقتل أكثر من 320 الف شخص منذ بدء النزاع في مارس 2011 بتظاهرات مناهضة للرئيس السوري بشار الاسد.