«إيلاف» من الرباط: جريًا على عادتها، كل سنة، في شهر رمضان، كشفت جمعية "لقاءات للتربية والثقافة"، بساحة مولاي رشيد، بمدينة تمارة، بضواحي الرباط،عن برنامج مهرجانها الذي اختارت له هذا العام شعار " الكلمة للبحر"، للحديث عن "البحر في المتخيل الشعبي ".

في كلمة الافتتاح، أكدت نجيمة طاي طاي الغزالي، الوزيرة السابقة، ورئيسة الجمعية، التي تهتم بإحياء التراث الشعبي الشفوي، أهمية الحفاظ على التراث اللامادي، نظرًا لما يحمله من قيم، ما أحوج المجتمع إليها، لكونها ترتبط بالهوية والانتماء للوطن.

إنعاش الذاكرة

وذكرت الغزالي بحرصها الدائم على النهوض بالثقافة الشعبية، والاستفادة منها في مجال تربية الأجيال، عن طريق جمع الحكايات وتوثيقها وتسجيلها، وربط جسور التواصل بين الرواة، الأقدمين والمحدثين.

في هذا السياق، أعلنت طاي طاي عن إحداث جمعية "لقاءات للتربية والثقافة" للجائزة الكبرى في فن الحكي، "من اجل رد الاعتبار للذاكرة الشعبية"، وهي مفتوحة في وجه الرواة الشعبيين والشيوخ والجدات والشباب على السواء، لتحفيز الجميع على التباري، من خلال إنعاش الذهن، بهدف ترسيخ القيم التي تزخر بها الحكاية الشعبية، لمواجهة "زحف العولمة"، والإبقاء على الموروث الشعبي حيًا على الدوام.

ملصق المهرجان الدولي لمغرب الحكايات

 

سبع بحور

وتشارك في "المهرجان الدولي لمغرب الحكايات" وفود مجموعة من الدول المطلة على البحر، وقد كانت أول إطلالة فنية لها من خلال مساهمتها ليلة أمس في أوبريت حكائية، تحمل عنوان "الغالي المنصور القاطع سبع بحور"، سافرت بالجمهور الحاضر على أجنحة الخيال عبر التراث الشفوي في حكايات مستقاة من بلدانها، بثقافاتها وفنونها وعاداتها وتقاليدها، وهي من إعداد نجيمة طاي طاي وإخراج عبد العزيز الخلوفي، وتشخيص الراوي محمد باريس، المعروف في ساحة جامع لفنا بمدينة مراكش، الذي لعب دورًا محوريًا في التنسيق بين الفقرات والأحداث.

الحكواتي محمد باريز أشهر راوٍ شعبي في مراكش

برنامج المهرجان

واختار المنظمون دولة نيجيريا كضيف شرف، في الدورة 14 للمهرجان الدولي لمغرب الحكايات، الذي يستمر إلى غاية 19 يونيو الجاري، ويتضمن برنامجه أنشطة وفقرات وفعاليات متعددة، ومن ضمنها "معرض مارينا للتراث المادي البحري" بشاطئ أبي رقراق، الذي يفصل بين مدينتي الرباط وسلا، ونزهة حكائية على ضفاف نفس النهر عبر القوارب مع رواة بمختلف اللغات، ومائدة مستديرة حول " تيمة البحر في المتخيل الشعبي" بالمكتبة الوطنية، بشراكة مع معهد الشارقة للتراث بالإمارات العربية المتحدة.

وبتزامن مع انعقاد المهرجان، يتم تنظيم فقرات تنشيطية أخرى وحلقات لتقديم حكايات من التراث اللامادي البحري، بمراكز للمسنين "لكسر طوق العزلة عنهم"، حسب تعبير نجيمة طاي طاي، وبعض المدارس والخزانات، والفضاءات الجمعوية، إضافة إلى المستشفيات بمدن الرباط وسلا وتمارة والقنيطرة، ليتوج كل ذلك في الأمسية الختامية بتوزيع الجوائز والتكريمات.