واصل حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا لليوم الثالث، مسيرة احتجاجية تعتبر أكبر تحدٍّ لنظام اردوغان، وهي تطالب بالإفراج عن نائبه البرلماني أنيس بربر أوغلو، المسجون بتهمة ما تزعمه أنقرة إفشاء معلومات سرية خاصة بالدولة.

إيلاف: قال رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، اليوم السبت، إن هذا هو اليوم الثالث لمسيرة العدالة، وسنواصل مسيرتنا بعزم وإصرار. وأشار في تصريحات للصحافيين إلى أن المسيرة من أنقرة إلى إسطنبول تتعرّض لانتقادات خصوصًا من جانب الحكومة.

وأضاف: "نحترم الانتقادات. وإذا كانت مسيرتنا تزعجهم، فهذا ما يخدم هدفنا. آمل أن تصحو الضمائر النائمة حتى نحقق هدفنا على الأقل".

انقلاب ثان
وكان زعيم أبرز أحزاب المعارضة التركية اتهم يوم أمس الجمعة الرئيس رجب طيب إردوغان بتنفيذ "انقلاب ثان" من خلال المداهمات التي تلت انقلاب يوليو 2016 الفاشل، في وقت يقود فيه مسيرة احتجاجية من أنقرة إلى إسطنبول.

ودعا زعيم حزب الشعب الجمهوري إلى القيام بالمسيرة بعد إصدار القضاء التركي، الأربعاء، حكمًا بسجن أنيس بربر أوغلو، وهو صحافي سابق انتخب نائبًا عن الحزب، مدة 25 عامًا لتسريبه معلومات سرية إلى صحيفة.

ويوم الأربعاء الماضي، قررت محكمة جنائية في مدينة إسطنبول، حبس أنيس بربر أوغلو النائب البرلماني في صفوف حزب الشعب الجمهوري المعارض لمدة 25 عامًا، لتورطه، كما تقول السلطات الرسمية، في قضية إفشاء معلومات سرية بقصد التجسس السياسي أو العسكري.

وقال قليجدار أوغلو إن "الانقلاب الثاني" جاء عندما أعلن إردوغان حالة طوارئ في 20 يوليو، شهدت منذ ذلك الحين اعتقال 50 ألف شخص وفقدان أكثر من 100 ألف لوظائفهم.

وأضاف لـ(فرانس برس) في اليوم الثاني لمسيرته إلى إسطنبول التي تمتد على مسافة 450 كيلومترًا: "إن نتائج (15 يوليو) استخدمت لتنفيذ الانقلاب الثاني في 20 يوليو".

إدارة ديكتاتورية
وأشار قليجدار أوغلو إلى أن حزبه "يرفض سجن الصحافيين والبرلمانيين، والعيش في بلاد لا توجد فيها العدالة"، وأنهم يواجهون "إدارة ديكتاتورية" حسب تعبيره.

ولفت إلى أن "هذه المسيرة لا علاقة لها بحزب سياسي، وإنما هي مسيرة مباركة تطالب بالديمقراطية، وينبغي على جميع المطالبين بالعدالة أن يدعموها". وعقب الانتهاء من الكلمة، انطلقت المسيرة التي رفع المشاركون فيها العلم التركي وصورًا لمؤسس الجمهورية التركية "مصطفى كمال أتاتورك"، ولافتات كُتب عليها "العدالة".

أضاف الزعيم المعارض: "القضاة في غالبية الأحيان ينتظرون التعليمات من إردوغان، وهم يصدرون القرارات بالاستناد إلى هذه التعليمات"، فيما رفع أنصاره لافتات تحمل كلمة واحدة "العدالة".

حقوق الإنسان
ومنذ إعلان حال الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وتجديدها ثلاث مرات، زاد القلق حول وضع حقوق الإنسان في هذا البلد. وقال الزعيم المعارض إن المسيرة تعتبر تحديًا للإجحاف، وهي مطلوبة "لغياب القضاء المستقل".

يشار إلى أن قضية بربر أوغلو كانت الشرارة المسببة للمسيرة، بنشر صحيفة (جمهورييت) عام 2015 صورًا وفيديو تظهر الاستخبارات التركية وهي تسعى إلى نقل أسلحة عبر الحدود إلى سوريا.

لكن السلطات التركية تقول إن النائب المعارض متورط في قضية إفشاء معلومات سرية بقصد التجسس السياسي أو العسكري.واتخذت المحكمة الجنائية الرابعة عشرة في إسطنبول قرارها بحق بربر أوغلو المتورط في قضية توقيف شاحنات جهاز الاستخبارات بداعي أنها تحمل أسلحة إلى "الإرهابيين" في سوريا، في جلسة مغلقة، حضرها محامي المتهم.