إيلاف من لندن: علمت "إيلاف" أن معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض والدكتور حسام حافظ عضوي الهيئة العليا للمفاوضات انسحبا منها أمس.

ورغم تأكيد العضوين، اللذين يقيمان في الدوحة، أن الموضوع لا علاقة له بالأزمة الخليجية الأخيرة، إلا أنهما محسوبان على الكوتا القطرية في الهيئة، التي تجتمع منذ اجتماعها التأسيسي في الرياض.

وامتنعت المعارضة السورية بكل مؤسساتها عن إصدار بيانات حول الأزمة الخليجية، وتجنب معارضون الخوض في تفاصيلها، وتحدثوا فقط عن تأثيرها المتوقع على الملف السوري. 

أفخاخ عديدة
"إيلاف" إطلعت على نص الرسالة التي أرسلها الخطيب إلى صفوان عكاش أمين سر الهيئة العليا للمفاوضات، والتي أكد فيها أنه " منذ أشهر عدة اتخذت قراري بالانسحاب من هيئة المفاوضات العليا ومن هيئتها العامة كذلك، وأخبرت العديد من الإخوة بهذا الأمر وبعض الأشقاء كذلك، ثم أخّرت إعلانه لعل الأداء يتجه إلى الأفضل".

أضاف: "لا أشك بوجود غيارى على بلدنا وأهلنا في الهيئة، ولكن صار واضحًا لي أن فخاخًا عديدة مررت تحت غطائها، سواء في أستانة التي كانت فخًا للفصائل العسكرية وقع فيه متحمسون ترفعوا عن استشارة كل القيادات العسكرية النظامية، وكذلك موضوع المناطق الآمنة الذي يظنه البعض رحمة بشعبنا، وهو شرعنة للتقسيم وتناهب دولي لأرضنا، كما إن الآلية التشاورية التي ألهى دي مستورا بها الهيئة العليا عن مباحثات الانتقال السياسي هي فخ آخر".

محاصصات لا كفاءات 
واعتبر الخطيب "أن الضبابية في اتخاذ القرارات، وعدم الشفافية في التعامل، ثم اتخاذ مواقف متعاكسة محيرة بشكل مستمر، وعدم وضوح الرؤية، ثم الغموض الذي يكتنف حراك الهيئة والطرق التحتية في اختيار الوفود التي لا تقوم على الكفاءات، بل على المحاصصات، وتهميش كامل الهيئة العامة وعدم التنازل من أجل أي تواصل معها بل حتى وضعها في صورة ما يجري، كل ذلك لا يشجّع على استمرار الثقة بالهيئة العليا، (والتي لم تتقدم إلى شعبنا وخلال أكثر من سنة ونصف سنة بأي خطاب وطني يلم شمله ويشعره بالأمان النفسي، وهو في أيدي الديكتاتورية الشمولية المجرمة)، ولذا أعلن انسحابي من الهيئة العليا ومن هيئتها العامة التي تضم، ولا شك العديد من الكفاءات التي يمكن أن تسد الثغرات مع الأمل بأن يكون هناك عمل عنيد من أجل حماية شعبنا مع وضوح الرؤية المسار".

ورأى أن "هناك من يأتون متآخرين، ولا تتضح الحقائق أمام أعينهم إلا بعد سنوات، وما تُدفع بلادنا إليه رغم كل ما مر هو المزيد من الدمار والدماء وتصفية حسابات إقليمية ودولية بدم شبابنا وأهلنا، وأعتقد جازمًا أن المطلوب الآن بعدما صارت بلدنا محتلة من كل الجهات هو نداء وطني لإنقاذ سوريا يلمّ شعبنا الذبيح بعيدًا عن ألاعيب الدول وحيل المفوض دي مستورا وأحاجي الدول المنافقة".

وتمنى الخطيب التوفيق لكل الوطنيين الصادقين، وقال: "سأبقى على تواصل معهم وفي خدمة أي جهد مشترك ينقذ بلدنا من المصير الأشد بؤسًا الذي يساق إليه. ودمتم جميعًا وأهلنا وبلدنا بعافية واستقلال وخير".