وسط أجواء حزن بسبب هجمات إرهابية طالت لندن ومانشستر، وكارثة حريق برج غرينفيل السكني، وهزات سياسية غداة الانتخابات ومفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، احتفلت ملكة بريطانيا بعيد ميلادها الرسمي، مؤكدة أن الشعب صامد في وجه المحن. 

إيلاف: وسط إجراءات أمنية بالغة، وبمشاركة من آلاف المواطنين في محيط قصر باكينغهام، جرى الاحتفال اليوم السبت، بعيد الميلاد الرسمي للملكة إليزابيث الثانية الـ91، حيث وصلت إلى مكان الاحتفال على عربة ملكية مفتوحة، وإلى جانبها زوجها الأمير فيليب دوق أدنبرة في ساحة قصر وايت هول، وصولًا إلى قصر باكينغهام الملكي، حيث حيّت الجماهير من شرفة القصر.

العائلة الملكية في شرفة قصر باكينغهام 

لم تحضر رئيسة الحكومة تيريزا ماي الاحتفال الملكي، حيث عادة ما يحضره رؤساء الحومات، إلا أن مصادر 10 داونينغ ستريت قالت إنها مشغولة باجتماعات طارئة للحكومة لبحث تداعيات حريق برج غرينفيل والتجهيز لافتتاح البرلمان يوم الأربعاء المقبل بخطاب ملكي مفترض أن تعدّه الحكومة حول القوانين المنتظرة. 

رسالة ملكية 
وفي رسالة نشرها قصر باكينغهام، قالت الملكة إليزابيث في رسالة في يوم مولدها الرسمي: "من الصعب تجاهل حالة الكآبة العامة في الأمة... البلاد شهدت تعاقبًا لمآس فظيعة". لكنها أضافت أنها تفاجأت خلال زيارات قامت بها أخيرًا للضحايا من ميل الناس إلى تقديم المواساة والدعم إلى المحتاجين.

وقالت: "صمدت المملكة المتحدة في وجه المحنة عندما تعرّضت لاختبار... وكما نحن موحدون في حزننا، فنحن عازمون بالقدر عينه من دون خوف أو فضل على دعم كل من يعيدون بناء حياتهم التي تأثرت بفظاعة بالإصابة أو الفقد".

جانب من الاحتفال بعيد ميلاد الملكة 

يشار إلى الملكة إليزابيث كانت ولدت يوم 21 أبريل من عام 1926 في شارع بروتون في وسط لندن، وهي اعتلت العرش في العام 1952 في سن الخامسة والعشرين.

ورغم بلوغها سن الـ 91 عامًا من العمر لا تزال إليزابيث الثانية تؤدي واجباتها الرسمية، لكنها قلصتها في السنوات الأخيرة.واعتادت الملكة أن تحتفل بعيد ميلادها مرتين، الأولى في يوم ميلادها الفعلي في أبريل، والأخرى في احتفال سنوي يقام في السبت الثاني من شهر يونيو اتباعًا لتقليد قديم، هدفه ضمان أن يكون يوم الاحتفال بعيدًا عن تقلبات الطقس، على غرار من سبقوها من ملوك المملكة المتحدة.

تقليد
بدأ هذا التقليد الملك البريطاني جورج الثاني العام 1748، وذلك بسبب الطقس الرديء الممطر، فقد كان الملك جورج ولد في شهر نوفمبر، وفي هذا الوقت من السنة يكون الطقس باردًا في بريطانيا، ممّا يحول دون الاحتفال بهذه المناسبة وتسيير مواكب في الشوارع. 

آلاف المواطنين امام قصر باكينغهام 

وبدلًا من ذلك، وحّد الاحتفال بعيد ميلاده مع الاحتفال بالمهرجان السنوي لفصل الربيع الذي تحتفل فيه بريطانيا كل سنة في شهر يونيو، والمعروف باسم "Trooping the Colour"، حيث تجول مواكب عسكرية بأعلام ملونة في الشوارع. واستمرّ هذا التقليد حتى يومنا هذا، إذ يحتفل جميع الملوك بعيد ميلاد ثانٍ رسمي يصادف مع بدايات الصيف.

الحرس الملكي مشاركًا في الاحتفال