أعلنت القوات العراقية الأحد أن اقتحامها لمدينة الموصل القديمة هو المنازلة الاخيرة ضد تنظيم داعش.. فيما أكد العبادي أن العراق لن يسمح باستخدام أراضيه للعدوان على أي دولة مجاورة. 

إيلاف من لندن: أعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" في القوات العراقية، الفريق الركن عبد الامير يارالله، شروع "قوات الجيش ومكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية باقتحام المدينة القديمة لتحرير ما تبقى من أيمن الموصل".. وأشار في بيان مقتضب اليوم اطلعت على نصه "إيلاف" إلى أنّه سيتم الاعلان عن نتائج الاقتحام "لاحقًا".

وقالت خلية الاعلام الحربي التابعة للقوات العراقية المشتركة إن مجموعة من عناصر داعش سلمت نفسها إلى القوات الامنية في المدينة القديمة.. وأضافت في بيان: "حرصًا من قيادة عمليات قادمون يانينوى على سلامة المواطنين ولفسح المجال امام عناصر عصابات داعش الارهابية لإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم، قامت مفارز العمليات النفسية الميدانية منذ خمسة ايام قبل انطلاق عملية اقتحام المدينة القديمة باطلاق نداءات عبر مكبرات الصوت على مسامع عناصر داعش الارهابي تحثهم على تسليم أنفسهم إلى القوات المسلحة".

وأشارت إلى أنّ "مجموعة من عناصر داعش سلمت نفسها إلى قواتنا الامنية ومازالت مفارز العمليات النفسية الميدانية مستمرة في بث التوصيات والتعليمات للمواطنين، وإرشادهم إلى الخطوات الصحيحة المطلوبة منهم"، من دون ذكر الاعداد التي سلمت نفسها.

ومن جهتها، قالت وزارة الداخلية "إن اقتحام المدينة القديمة في ايمن الموصل هي المنازلة الحاسمة ضد آخر فلول داعش هناك. 

وقالت الوزارة في بيان إن "أبناء العراق الذين توضأوا بالنور وفِي هذا اليوم 23 من شهر رمضان لعام 1438 هـ، الموافق 18 يونيو لعام 2017 وفِي الساعة 6 صباحاً، بدأت المنازلة الحاسمة ضد آخر ما تبقى من براثن العصابات الإرهابية الداعشية في الساحل الايمن وتحديداً المنطقة القديمة التي حدودها من الكورنيش إلى منطقة قضيب ألبان عرضاً ومن الجسر الخامس إلى جنوب المنطقة القديمة طولاً".

وأشارت إلى أنّ هذا الاقتحام تم بمشاركة قوات من الشرطة الاتحادية والجيش العراقي وجهاز مكافحة الاٍرهاب".. مؤكدة بالقول إن "كل شبر في الساحل الايمن من مدينة الموصل وحدبائها سيعود إلى العراق ليرفرف علمنا هناك بعد ثلاث سنوات عجاف".

وأشارت قيادة عمليات "قادمون يا نينوى" إلى أن الضربات الجوية التمهيدية بدأت عند منتصف الليل تقريباً، وبعدها بدأت قوات الأمن باقتحام أجزاء من البلدة القديمة فجرًا. وبسيطرة القوات الأمنية على المدينة القديمة حيث لا يزال يتواجد نحو مئة ألف مدني وفق الأمم المتحدة يخسر تنظيم داعش كامل الموصل آخر أكبر معاقله في شمال العراق.

 وكانت القوات العراقية بدأت في فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من الموصل، في إطار هجوم بدأته في اكتوبر 2016 تمكنت خلاله من طرد التنظيم من القسم الشرقي الايسر للمدينة في يناير الماضي.

العبادي: لن نسمح باستخدام أراضينا للعدوان على أي دولة مجاورة

من جانبه، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن العراق لن يسمح باستخدام أراضيه للعدوان على أي دولة مجاورة، فيما دعا جميع السياسيين إلى الكف عن لغة التسقيط السياسي.

وقال العبادي خلال لقائه بعدد من الإعلاميين والمحللين السياسيين العراقيين الليلة الماضية، إن "انتصار العراقيين وتحرير ارضهم يفتحان عهداً جديداً لعراق قوي مستقر ومتطور".. مشددًا بالقول إن "قرار العراق السياسي مستقل، ونحن نتحرى مصلحة شعبنا قبل كل شيء".

وأضاف أن "علاقاتنا الخارجية مبنية على تغليب المصلحة العليا للعراق وشعبه والابتعاد عن التشنجات والمحاور وكسب الاصدقاء بدل زيادة الاعداء".. داعياً إلى "التركيز على التنمية ومحاربة الفساد وعدم السماح بعودة الارهاب في المرحلة المقبلة".. كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اليوم، تابعته "إيلاف".

واكد العبادي على أن "قرارنا ثابت بعدم السماح باستخدام اراضينا للعدوان على أية دولة مجاورة"... مشددًا على ضرورة أن يكون العراق "منطقة التقاء وليس منطقة تنازع وتقاطع وخصومة، ولانريد أن تتحول ارضنا إلى ميدان لحروب بالنيابة". وقال إن أمام العراق عملاً كبيرًا وواسعاً لإعمار مدن العراق كافة وبسط الامن في عموم البلاد".

وبشأن زيارته إلى دول الجوار اوضح العبادي انها متفق عليها مسبقًا.. وقال "إننا نهدف الى تحقيق علاقات جديدة مع الجيران لا تقوم على الصراعات، وانما على التفاهمات والتعاون جديًا ضد الارهاب". ودعا العبادي جميع السياسيين إلى الكف عن لغة التسقيط السياسي، لأنها "لاتخدم إلا العدو وتشوّه سمعة بلدهم امام العالم".

يذكر أن العبادي سيبدأ غداً الاثنين زيارة إلى المملكة العربية، بناء على دعوة وجهها له العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لبحث العلاقات بين البلدين.. فيما سيتوجه بعد اختتام زيارته للرياض إلى الكويت، ومنها إلى إيران.