نصر المجالي: وجد شاعر أردني معروف يوصف بأنه (شاعر البلاط) في الأيام الثلاثة الأخيرة نفسه في "عش دبابير" مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وأمام عاصفة من الرفض والانتقادات من الشارع الأردني عامة، على خلفية هجومه على الحكومة لعدم تجديد عقد عمل نجله.

ولم تهدأ الحملة الشعبية ضد الشاعر حيدر محمود، وهو وزير سابق للثقافة وسفير لدى تونس وعضو حاليّ في مجلس الأعيان (الغرفة العليا في مجلس الأمة)، الذي يوصف بأنه مجلس الملك، بعد هجومه، في رسالة مكتوبة نشرت صورة منها، على رئيس الوزراء هاني الملقي على خلفية إلغاء عقد نجله المستشار من رئاسة الوزراء.

ومثل هذه الحملة فتحت البوابات على مصاريعها في الأردن ضد تعيينات المحاصصة وأبناء الذوات والمسؤولين الكبار في مناصب في الدولة بينما عشرات الآلاف من ابناء المواطنين العاديين وخريجي الجامعات هم عاطلون عن العمل ويعانون من الفقر. 

تهديد

ومقابل هجوم حيدر محمود على رئيس الحكومة، هددت مصادر حكومية في ردها على الشاعر بتحويل ابنه الموظف المذكور إلى هيئة النزاهة ومكافحة الفساد على خلفية تغيبه لسنوات عن عمله لتحصيل الرواتب التي تقاضاها دون حق.

وأكد مصدر مطلع في رئاسة الوزراء أن عدم تجديد عقد المستشار في رئاسة الوزراء عمار حيدر محمود اتخذ بسبب عدم التزامه بالدوام الرسمي منذ أعوام، حيث تعين مستشاراً في رئاسة الوزراء منذ عام 2009، ولم يلتزم طوال هذه المدة بأداء عمله على ما يرام.

وأوضح المصدر أن رئيس الوزراء منذ الأيام الأولى لتشكيل حكومته قام بفتح ملف المستشارين في رئاسة الوزراء، والذين بلغ عددهم آنذاك (22) مستشاراً، وأحال عدداً منهم إلى التقاعد، كما قام بنقل آخرين للاستفادة من خبراتهم في مواقع أخرى، في حين أبقى على (4) فقط في رئاسة الوزراء، وتم تكليفهم بمهام وواجبات محددة.

ولفت المصدر إلى أن المستشار عمار حيدر محمود كان من بين الذين تم تكليفهم بمهام تتوافق مع خبراته العملية، وتم تخصيص مكتب له في دار رئاسة الوزراء، وقام رئيس الوزراء بتجديد عقده منتصف عام 2016 ولمدة عام كامل، إلا أنه رفض الالتزام بالدوام الرسمي، إذ لم يتجاوز عدد الأيام التي زار فيها موقع عمله في رئاسة الوزراء أصابع اليد الواحدة طوال عام كامل، وهو ما تسبب في عدم تجديد عقده.

وتابع : "طلبنا من نجل الشاعر أن يقوم بمهامه الوظيفية إلا أنه كان يرفض الحضور والقيام بواجباته، بل سافر الى خارج البلاد لفترة طويلة ولم يحصل على موافقة السفر".

وأوضح أن الحكومة طلبت من المستشار الحضور إلى الرئاسة لتوقيع عقد يتضمن دوامًا إلزاميًا، إلا أنه رفض ذلك وطالب أن يرسل العقد الى منزله، قبل أن يتم سحب سيارته الحكومية وعدم تجديد عقده.

وبين المصدر أن الحكومة مستعدة بأن تأتي بسجل الغياب والايام التي تواجد بها الموظف خارج البلاد لإعلام حيدر محمود، لافتاً إلى أن الحكومة تنوي تحويل ملفه إلى هيئة النزاهة لتحصيل الرواتب التي استلمها دون عمل.

رسالة انتقاد

وكان الشاعر والعين حيدر محمود انتقد في رسالة وجهها لرئيس الوزراء هاني الملقي ، تعيين نجل الملقي مديرًا لدائرة الخدمات في مطار الملكة علياء الدولي ، والاستغناء عن خدمات نجله وانهاء عقده كمستشار في رئاسة الوزراء.

وكتب الشاعر والوزير السابق حيدر محمود في رسالته مخاطبًا ومعاتبًا الملقي: "شكرا للدولة التي تعين ابن الرئيس في المنصب الذي يشتهيه؛ سواء أكان يستحقه أو لا يستحقه، وتطرد ابن شاعرها الذي كان ولا يزال مشروع شهيد؛ منذ أن كان!".

وتابع: "ولا بد لي من القول أخيرا وليس آخرًا إن فلذات أكبادكم ليست أعز من فلذات أكبادنا، إلا إذا كان لون الدم الذي يجري في شرايينها من فصيلة أخرى"، وختم محمود قائلاً : "قاتل الله الظلم، ولعن الظالمين بجاه ليلة القدر التي نزل فيها القرآن".

واتهم حيدر محمود في تصريحات صحفية، رئيس الحكومة هاني الملقي بأنه "كان يتقصد ولده الديبلوماسي عمار منذ 2005 حيث اقصاه من وزارة الخارجية عندما كان وزيرها". 

يشار إلى أن حيدر محمود حيدر مولود في الطيرة/ حيفا في فلسطين العام 1938، وكان بدأ حياته المهنية سكرتيراً لتحرير جريدة (الجهاد) المقدسية، وموظفاً في إذاعة وتلفزيون الأردن، ومديراً لدائرة الثقافة والفنون، ومستشاراً للقائد العام للقوات المسلحة الأردنية, ولرئيس وزراء الأردن، وسفيراً للأردن في تونس ووزيرًا للثقافة وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين.
ومن دواوينه الشعرية: يمرّ هذا الليل 1970 ـ شجر الدفلى على النهر يغني 1981 ـ من أقوال الشاهد الأخير 1986 ـ لائيات الحطب 1986 ـ الأعمال الشعرية الكاملة 1990 ـ المنازلة 1991.