إيلاف: بدأ قياديون في حزب المحافظين يطلقون على تيريزا ماي لقب "رئيسة حكومة تصريف أعمال". إذ قرر محافظون يتولون حقائب وزارية وآخرون نواب في مجلس العموم أنها لا يمكن أن تقود الحزب في الانتخابات المقبلة بعد أدائها "الكارثي" في انتخابات 8 يونيو.

توقيت التنحية
لكنهم يعرفون بالقدر نفسه أن تغيير القيادة بعد فترة وجيزة على الانتخابات، التي قال فيها البريطانيون كلمتهم، سيعني انتخابات جديدة، قد تتمخض عن انتقال زعيم حزب العمال جيريمي كوربن إلى 10 داوننغ ستريت، ورحيل ماي. لذا قرروا دعم ماي في العلن، خلال الوقت الحاضر. لكن ما يدور على لسان النواب المحافظين في أروقة مجلس العموم موضوع واحد، هو ليس إن كانت سترحل ماي، بل متى سترحل.

ونقلت صحيفة "دايلي تلغراف" عن وزير في حكومة ماي قوله إن هناك فارقًا بين المدى القصير والمدى المتوسط والمدى البعيد وأن الانتخابات كشفت أنها لا تجيد الحملات الانتخابية، ولا أعتقد أنها الشخص المناسب لقيادتنا في عام 2022".

عليه فإن السؤال هو متى يكون الموعد المناسب لتنحيتها، وهو سؤال يختلف النواب المحافظون في الإجابة عنه. ولفهم وضع ماي من الضروري تحليل تلك التكتلات في حزب المحافظين، التي تعتقد أن من مصلحتها دعم ماي في الوقت الحاضر على الأقل.

نص مقدس!
هناك أولًا الداعون إلى بريكسيت "صلب"، وهؤلاء لا يخفون غضبهم تجاه ما فعلته نتيجة الانتخابات التي دعت إليها ماي للخروج الذي يدعون إليه من الاتحاد الأوروبي. وقوة هذا التكتل 60 نائبًا يعتبرون خطابها الذي حددت فيه معالم بريكسيت قبل الانتخابات نصًا مقدسًا لا يمكن المساس به. وإذا خرجت ماي عن هذا النص، فإنها ستواجه تحديًا لقيادتها، كما حذروا.

ثم هناك النواب والوزراء المؤيديون للاتحاد الأوروبي. وهؤلاء أقل عددًا من دعاة بريكسيت، لكنهم يزدادون ثقة، وهم يعتقدون أن فشل ماي في الفوز بغالبية أسفر عن تقوية أوراقهم.

ويعتبر صعود مؤيدي البقاء في التعديل الوزاري، الذي أجرته ماي عقب الانتخابات دليلًا على ذلك، لا سيما تعيين ديمين غرين عضو مجلس الحملة الرسمية للبقاء في الاتحاد الأوروبي، الذي أصبح عمليًا نائب ماي بعد التعديل الوزاري، وتعيين غافن بارويل، المؤيد الآخر لبقاء بريطانيا، مدير مكتب ماي. 

تهديد للحزب
وبحسب أعضاء هذا التكتل، فإن ضعف موقف ماي يعني أن عليها تقديم تنازلات، ومنهم وزير المالية فيليب هاموند، الذي أوضح أنه يريد إعادة التركيز على مصالح الشركات البريطانية في محادثات بريكسيت.

التكتل الثالث هو تكتل الطامحين في أخذ زمام القيادة من ماي. ويعترف حلفاء وزير الخارجية بوريس جونسون ووزير بريكسيت ديفيد ديفيز أنهما سيتلقفان الفرصة إذا سنحت لهما. لكنهم يعرفون أيضًا أن من يُعد المبادر إلى تحدي القيادة في حزب المحافظين نادرًا ما يخرج من المعركة منتصرًا.

يعتقد كل تكتل من هذه التكتلات الثلاثة ـ دعاة بريكسيت ودعاة البقاء والطامحون في القيادة ـ أن إبقاء ماي في موقعها يخدم مصالحه على المدى القريب. وما يوحد التكتلات الثلاثة أيضًا خوفها مما سيحدث حين ينطلق السباق على خلافة ماي. وقال قيادي في حزب المحافظين إن رحيل ماي قبل التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يهدد بانهيار الحزب.

أسهم كوربن
ويقدر قيادي آخر في حزب المحافظين من المتوقع أن ينخرط في السباق حين ينطلق أن يحدث ذلك في ربيع 2018، موضحًا أن الانتظار حتى مارس 2018 يعني أن السباق سيكون بشأن إنجاز عملية بريكسيت، ويمكن حينذاك إقناع الناخبين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع لاحقًا للتصويت على الاتفاق النهائي مع الاتحاد الأوروبي. بكلمات أخرى، أن يجري السباق على قيادة حزب المحافظين من دون انتخابات جديدة.

في هذه الأثناء تراجعت شعبية ماي بحدة، فيما سجلت شعبية كوربن صعودًا صاروخيًا. ويرى مراقبون أن حلم المحافظين بسيناريو يجنّبهم الانتخابات يحتاج مجلدات عن وضعهم الحالي.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "دايلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط الآتي:

http://www.telegraph.co.uk/news/2017/06/17/analysis-caretaker-prime-minister-stays-will-not-fight-another/