إيلاف: قال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري إن زيارة العبادي غير مخطط لها مسبقًا، وتأتي حسب متطلبات المرحلة الحالية. وأضاف في تصريح نقلته وسائل إعلام إيرانية، واطلعت عليه "إيلاف" اليوم، إن هذه الزيارة تدخل ضمن جولة العبادي في عدد من دول المنطقة، ومن الطبيعي أن يكون هناك تنسيق بين البلدين حول آخر تطورات المنطقة والعراق.

وأشار إلى أن العبادي سيبحث مع المسؤولين الإيرانيين تعزيز العلاقات بين البلدين، وكذلك الملفات المتعلقة بهذه العلاقات، ومواجهة العراق للإرهاب ومرحلة ما بعد الخلاص من تنظيم داعش وآخر المستجدات في المنطقة.

ونوّه بأن العراق هو على أعتاب نقطة تحوّل في مكافحته للإرهاب والتطرف، وذلك بعد الانتصارات الأخيرة للجيش العراقي والحشد الشعبي في الموصل والمناطق الأخرى، حيث بدأ العد العكسي لزوال الإرهاب والتطرف في هذا البلد. وأوضح أن العراق يشهد الآن كذلك تطورات أخرى تؤكد ضرورة التعاون مع دول الجوار من دون الإفصاح عن هذه التطورات. 

وأكد أنصاري أن العلاقات بين إيران والعراق عميقة مبنية على الاحترام المتبادل خلال الأعوام الخمسة عشر الأخيرة، والتي شهد العراق فيها تغييرًا كبيرًا بعد العهد السابق إلى الوضع الجديد، وفي هذه الأوضاع الصعبة هناك علاقات ممتازة وتعاون كبير بين إيران والعراق لاجتياز هذه المرحلة التاريخية بثمن أقل ونجاحات أكثر. 

تحديات أمنية وسياسية
من جهته، قال سفير إيران في بغداد إيرج مسجدي إن زيارة العبادي إلى إيران ستدخل العلاقات العراقية الإيرانية، خاصة في المجال الإقتصادي، في مرحلة جديدة. وأضاف إن إيران ستقف بكل قوة إلى جانب الحكومة والشعب في العراق في مواجهتهما للتحديات الأمنية والسياسية والإقتصادية.

وأشار إلى أن زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى إيران تأتي في إطار اللقاءات التي يجريها باستمرار المسؤولون في البلدين، لافتًا إلى أن العبادي سيلتقي خلال الزيارة كبار المسؤولين الإيرانيين، وسيبحث معهم العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الإهتمام المشترك. وأشار إلى أن العراق يلعب دورًا مهمًا وإيجابيًا في معالجة الأزمات الإقليمية، وأنه يمثل أحد البلدان المؤثرة في مكافحة الإرهاب.

يذكر أن عشرات المستشارين الإيرانيين التابعين للحرس الثوري الإيراني بقيادة قائد فيلق القدس قاسم سليماني يقدمون استشارات إلى القوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش، وخاصة إلى فصائل الحشد الشعبي، المشاركة في هذه الحرب، والتي ترتبط بعلاقات ولاء لإيران، التي سعت إلى تشكيل قسم منها، وتدعمها عسكريًا وتدريبيًا وماليًا وسياسيًا.

وأجرى العبادي خلال زيارته للسعودية التي غادرها اليوم مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أكد خلالها أن علاقات العراق قائمة على مصالح شعبه، وأنه لا يريد أن يكون ضمن سياسة المحاور. وقال "إننا لم ننتصر على داعش بالقوة العسكرية فقط، ولكننا كسبنا أبناء شعبنا وتعاونهم عندما لم نميّز بين عراقي وآخر، ونحن نحترم التنوع الديني والقومي والمذهبي، ونسير على هذا النهج، وعلاقاتنا قائمة على مصالح شعبنا، ولا نريد أن نكون ضمن سياسة المحاور، ونحافظ في علاقاتنا المتنوعة مع دول العالم المختلفة والمجاورة على استقلال قرارنا، ونتحرّى مصالح شعبنا وأمننا".

كما أجرى العبادي مباحثات مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان أشار خلالها إلى أن المنطقة تشهد مآسيَ كبيرة يمكن حلها بالتعاون والمساعدة، مؤكدًا توجّه العراق إلى ألا يكون طرفًا في النزاعات، إنما جزء من عوامل الاستقرار والالتقاء.

وكان العبادي قد نفى قبل توجّهه إلى السعودية أن تكون للزيارة علاقة بالأزمة السعودية القطرية، مؤكدًا التزام الحياد تجاه طرفي الأزمة.