‎وصف معارض سوري كردي في حديث مع "إيلاف" السياسات الأميركية في المنطقة بـ"الانتهازية الموقتة"، ورأى أن مصير السوريين لم يعد بأيديهم، وأسف لكون المعارضة السورية فشلت مرتين.

‎إيلاف: قال صلاح بدر الدين المعارض السوري الكردي البارز "نرى عِشرات التصريحات والكتابات والاجتهادات اليومية تتناول القضية السورية، بعضها صائب، والبعض الآخر يجانب الحقيقة، ولسنا كسوريين مجبرين على الأخذ بها أو الالتزام بمضامينها".

يجب التمييز
وبما يتعلق بتصريحات روبرت فورد السفير الأميركي السابق في سوريا، والذي عاصر بداية اندلاع الانتفاضة السورية، قال بدر الدين: "قد يعبّر عن سياسات بلده، وقد يدلي بآراء شخصية خاصة، وقد يكشف عن أسرار، وهو في الأخير مسؤول عن كل ما يصدر منه".

وأشار إلى أن "علينا نحن كوطنيين سوريين أن نتأمل في كل ما يعلن حول قضيتنا التي تحمل العديد من الأسرار التي لم يكشف النقاب عنها، ونحاول الاستفادة منه لمصلحة شعبنا، ونميّز دائمًا بين التقييمات السليمة بالعمق والتناول السطحي للأمور أو التشويه المقصود لأغراض تخدم مصالح أطراف معينة إقليمية ودولية".

وحول تنبؤات السيد فورد بخصوص الأكراد قال "إن الكرد السوريين سيدفعون ثمن تخلي الأميركيين عنهم"، وهو ما قاله في تصريحاته الأخيرة لجريدة "الشرق الأوسط". وأوضح بدر الدين أن فورد يقصد "عاقبة تعامل جماعات (ب ك ك) وتفرعاته معهم في الوقت الراهن جديرة بالتمعن وتستحق أخذها بمحمل الجد، وإذا كانت تذكر الكرد بمسؤولية الأميركيين في إضاعة فرصتين تاريخيتين (جمهورية مهاباد 1946 في إيران، وثورة البارزاني 1975) فإن شكل ومضمون تلك العلاقات لا يوحيان بأنها مبدئية، بل مصلحية انتهازية موقتة".

برنامج عسكري صرف 
‎وعن وجود اتفاق أميركي مع الأكراد، أضاف "حتى ما زعمته وسائل إعلام (ب ي د) عن اتفاق حاصل بينهما لا يعدو كونه برنامجًا عسكريًا صرفًا مع المقاتلين، وليس مع القيادة السياسية، ويتعلق بمحاربة داعش، تنتهي بتطهير الرقة، مع معرفة الجانب الأميركي وإطلاعه الكامل على تفاصيل ارتباطات تلك الجماعات بنظامي الأسد وإيران، وبعد ذلك سيتم دفع ثمن تصرفات تلك الجماعات... وممارساتها العدائية تجاه الأكراد المختلفين معها أولًا والشركاء السوريين عربًا وآخرين من أهل مناطقنا المختلطة ثانيًا وقوى الثورة والمعارضة ثالثًا".

‎وشدد بدر الدين على أن هناك شبه إجماع على أن مصير السوريين لم يعد بأيديهم منذ أعوام، و"أن المعارضة فشلت مرتين: مرة بعدم تمثيل أهداف الثورة وحمل وتطبيق شعاراتها والضياع الكامل والغياب عن دائرة التأثير إلى درجة أنها لم تعد تميز أصدقاء الثورة عن أعدائها، ومرة أخرى بعجزها بعد الإخفاق المدوّي عن القيام بمراجعة بالعمق وإعادة بناء نفسها من خلال عقد المؤتمر الوطني الجامع، الذي أصبح مطلبًا وطنيًا عامًا في مختلف المستويات الشعبية".

‎واعتبر أنه بسبب إخفاق المعارضة التي كانت تطرح نفسها كجناح سياسي يقود الثورة وتوزّعها بين موالاة مراكز عربية وإقليمية ودولية من الدول المعروفة بالمانحة خسرت احترامها حتى بين صفوف الفصائل المسلحة المحسوبة على الثورة، التي بدورها لم تدخر جهدًا في فتح خطوطها الخاصة، متجاوزة الائتلاف والهيئة التفاوضية، وقبلهما المجلس، خاصة وأنها لاقت تشجيعًا من تلك المراكز التي تتعامل أصلًا بوسائل أمنية – مصلحية مع الملف السوري.

‎بمثابة احتلال
وردًا على ما يراه في المشهد السوري حاليًا أجاب "أنه علينا الاعتراف بكل صراحة بأن روسيا الاتحادية وبقيادة الطغمة الاستبدادية الحاكمة هي بمثابة دولة محتلة لبلادنا مثلها مثل نظام ولاية الفقيه الإيراني، كما يجب الاعتراف بأن أصدقاء الشعب السوري، خاصة إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما هم الذين مهدوا للاحتلالين الإيراني والروسي، ويتعاملون معهما كأمر واقع الآن عندما لم يتجاوبوا مع مطالب الثوار في التسليح المجدي ولم يتخذوا الموقف السياسي الإيجابي من مطالب الشعب السوري ولم يواجهوا نظام الأسد بالشكل المطلوب، وسايروا "القيادة الإخوانية المتنفذة في المعارضة".

‎وانتهى إلى القول إنه الآن ولعدم وجود معارضة قوية منظمة متفانية ونزيهة "من غير الممكن الاستفادة حتى من بعض التناقضات بين الروس والأميركيين وصراعهما حول النفوذ، وهما يستخدمان في سبيل ذلك قوى النظام والميليشيات وفصائل وجماعات سورية مسلحة محسوبة زورًا على المعارضة تأتمر بأوامر الدولتين العظميين".