إيلاف من نيويورك: عشرات ملايين الدولارات لم تكن كافية لزعزعة الثقة بالرئيس الاميركي دونالد ترمب وادارته، بعد أكثر من خمسة أشهر على توليه رئاسة البلاد. 

المكان، جورجيا الولاية التي تعد معقلاً للحزب الجمهوري، والزمان انتخابات خاصة لمقعد الدائرة السادسة بولاية جورجيا في مجلس النواب.

أهداف الحزبين

 الديمقراطي جون أوزوف خاض معركته الانتخابية بوجه الجمهورية كارين هاندل مدعومًا من جميع معارضي ترمب في انتخابات أرادها الديمقراطيون استفتاء على شعبية الرئيس بعد سيل من الاحصاءات واستطلاعات الرأي التي أظهرت ان شعبية زعيم البيت الابيض في ادنى مستوياتها بحسب المؤسسات العاملة في هذا المضمار، اضافة الى اعتبارها مؤشراً هاماً للانتخابات النصفية عام 2018، بينما رغب الجمهوريون في تأكيد شعبيتهم السياسية في جورجيا، والاطمئنان الى وجودهم القوي في الولاية.

انتخابات مليونية 

وبحسب موقع Atlanta Journal-Constitution، فإن هذه الانتخابات "قد تكون أغلى سباق على مقعد بمجلس النواب في التاريخ الأميركي"، إذ ذكر الموقع أن قيمة نفقات الحملات الانتخابية للمرشحين تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات. 

وحصلت المرشحة الجمهورية على 134,595 صوتًا، مقابل 124,893 لمنافسها الديمقراطي، ووفق شبكة سي ان ان فقد ضخ الديمقراطيون اكثر من عشرين مليون دولار للفوز في المعركة التي ابتسمت في النهاية للجمهوريين.

فشل الديمقراطيين 

الخسارة الديمقراطية، دفعت بالناشط الليبرالي، ومخرج الافلام الوثائقية، مايكل مور، الى توجيه انتقادات عنيفة الى مؤسسة الحزب الديمقراطي. 

مور الذي يعد أحد أبرز معارضي ترمب، اعتبر ان الحزب الديمقراطي فشل في تطویر الاستراتیجیة أو رسائل جديدة في أعقاب خسارة ھيلاري کلینتون للانتخابات الرئاسية في نوفمبر .

 مور الذي انتقد الخسارة بعد الملايين التي دفعت، قال إن الحزب الديمقراطي "يكره المقاومة"، وان التوتر لا يزال مستمرًا بين القاعدة الشعبية للحزب والمؤسسة في واشنطن.

ضربة لاستطلاعات الرأي

كما ان فوز المرشحة الجمهورية وجه ضربة جديدة الى استطلاعات الرأي التي خابت توقعاتها مرة اخرى بعد الانتخابات الرئاسية، فقد اظهرت الاستطلاعات التي اجريت قبل انتخابات جورجيا، تقدم اوزوف على منافسته، ما قد يطرح تساؤلات كبيرة حول مدى صحة الاستطلاعات التي باتت تجري مؤخرًا في اميركا وتتناول ترمب، وحزبه على وجه الخصوص.

ترمب يضرب على وتر الاعلام

ترمب استغل فوز هاندل، وقدم لها التهنئة مصوبًا على وسائل الاعلام ومعتبرًا ان كل الاخبار الكاذبة والاموال التي انفقت تساوي صفرًا، بعد صدور نتائج الانتخابات. 

فرحة الجمهوريين لم تقف عند حدود جورجيا، بل وصلت الى ساوث كارولينا، حيث فاز مرشحهم رالف نورمان بمقعد نيابي على حساب الديمقراطي، ارشي بارنيل.