«إيلاف» من لندن: التقى اليوم أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي الساعة الحادية عشرة بتوقيت موسكو .

ويزور الجربا روسيا زيارة رسمية لمدة يومين ،على رأس وفد من التيار، بدعوة من الخارجية الروسية.

هذا ووضع الجربا لافروف في صورة ما قام به التيار خلال الفترة الأخيرة، حيث قال الجربا أثناء اللقاء اليوم "إنني للمرة الثانية خلال عام ألتقي معك، وخلال الزيارة أيضًا التقينا المسؤولين الروس في كل من القاهرة وموسكو".

وأضاف: "نحن نريد أن نناقش ونسمع ونتبادل وجهات النظر بالنسبة لوقف إطلاق النار والمناطق الآمنة، التي يتم الاتفاق عليها في أستانة، وهذا أمر مهم بالنسة لنا ونحن ندفع بهذا الاتجاه وندعمه".

ولفت الى الرغبة في نقاش" الجهود المتعثرة في جنيف "، وعبّر عن أمله أن تكون هناك حلول خلاقة للدفع باتجاه الحل السياسي ومناقشة موضوع الإرهاب في سوريا، وروسيا معنية بشكل كبير بالحرب على الإرهاب ونحن كذلك.

وأشار الجربا الى" أنه يجب أن يكون هناك حوار سوري سوري بين الموالاة والمعارضة وكل القوى لإيجاد حل، ودور روسيا مهم جدًا في هذا الإطار، ونحن دائمًا في رهان على الدور الروسي.".

وقال: "نظم التيار خلال الشهر الماضي ملتقى تشاوريًا للقوى الوطنية السورية في القاهرة، حضره عدد كبير من السوريين والقوى الوطنية، حيث أتى عدد من الشخصيات والأحزاب من دمشق وكذلك من الخارج، وكان هناك نقاش خلاق ومفيد حول عدد من القضايا الوطنية، وأنتجت ثلاث نتائج سنناقشها معكم بعد قليل".

من جانبه، بدأ لافروف وزير الخارجية الروسي الترحيب بالجربا، وقال "السيد أحمد الجربا أنا سعيد جدًا بهذه الفرصة الجديدة للحديث معكم، فهذه اللقاءات دائماً مفيدة بالنسبة لنا ونحن نعرف جهودكم خلال جميع مراحل الأزمة السورية والجهود الرامية لدعم جهود توحيد المعارضة على أسس ومبادئ الوطنية، وإن هذه الجهود تتماشى بالكامل مع الأسس الدولية، ولابد للشعب السوري أن يحدد مصيره بنفسه، ولذلك لابد أن يتفق السوريون".

وأضاف لافروف "نحن الآن نشاهد بعض التطورات السليمة في دوائر المعارضة السورية، وهذا دليل على أن جهودكم كانت مفيدة في ما يخص توحيد صفوف المعارضة وجمع السوريين المعنيين بإيجاد حل في سوريا.".

وأشار لافروف الى أن "ممثلي المعارضة الخارجية كانوا دائمًا ما يستندون في خطابهم إلى لغة الإنذارات والشروط المسبقة، وكانوا في الحقيقة يعملون على تحقيق أجندات خارجية وليس مصالح الشعب السوري وكلهم فقدوا شعبيتهم ومصداقيتهم.".

وبالتوازي مع ذلك، رأى وزير الخارجية الروسي أنه يزداد نفوذ أولئك الذين يريدون إطلاق الحوار السوري بأسرع وقت ممكن لصالح سوريا، ونحن" ندعم مثل هذه الجهود والتوجهات عن طريق تفعيل إطار مباحثات أستانة، وكذلك عن طريق دعم الجهود الأممية في إطار مفاوضات جنيف.".

وهناك نقطة مهمة أخرى، كما اعتبرها لافروف، تتمثل بإطلاق الحوار السوري السوري، وضمان وقف الأعمال القتالية وإنشاء المناطق الآمنة "تخفيض التصعيد" وفقًا للمبادرة التي تم طرحها خلال مباحثات أستانة والعودة إلى الحياة السلمية.. كل ذلك يصب في أن يتحول الصراع بين الحكومة والمعارضة المسلحة إلى التعاون في مجال محاربة الإرهاب.

وفي القريب العاجل، كما شدد الوزير الروسي، وأنه عند انتهاء شهر رمضان المبارك "ستستأنف الجهود السياسية في كل من أستانة وجنيف"، وقال إننا معنيون بأن نستمع منكم حول كيفية التفعيل وبأقصى حد من الفعالية لحشد جميع المعارضين من أجل إيجاد حل في سوريا.

وحضر اللقاء ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ومنذر آقبيق الناطق الرسمي وعضو المكتب السياسي ومزن مرشد عضو المكتب السياسي في التيار.

وقال الناطق الاعلامي للتيار منذر آقبيق لـ"إيلاف" قبل اللقاء إن العناوين العريضة للزيارة هي بالتأكيد الوضع السوري، والى أين وصلت الحلول في جنيف وأستانة، "وكيفية دفع مسار وقف إطلاق النار وانجاز المناطق الآمنة وكيفية دفع المسار التفاوضي ".

وأشار الى معاناة الشعب السوري وضرورة الوصول الى انتقال سياسي يرضي طموحاته.

وسبق للطرفين أن التقيا في موسكو، وقال الجربا آنذاك إنه بحث مع لافروف مسألة استئناف المفاوضات السورية - السورية ، مؤكدًا "ناقشنا هذا الموضوع ودعونا إلى استئنافها بأسرع ما يمكن".

وأضاف أن اللقاء تطرق أيضًا إلى بحث ضرورة وقف قصف المناطق السورية المأهولة التي يوجد فيها إرهابيون، لأنها كسابق عهدها تضم سكانًا مدنيين. وشدد على أن المعارضة السورية تدعو إلى فتح ممرات إنسانية إلى المناطق المتضررة من العمليات القتالية. وأكد الجربا أن المفاوضات السورية — السورية بعد استئنافها يجب أن تحمل "طابعًا ثابتًا ومتواصلاً"، معبرًا عن استعداده للتعاون مع موسكو "على الأرض" في محاربة الإرهاب بسوريا.