بهية مارديني: أثارت تصريحات الائتلاف الوطني السوري المعارض حول "شرعيته في ادارة محافظة الرقة بعد تحريرها من داعش" ردود فعل متعددة في أوساط المعارضة السورية.

‏‎واعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض أن عدم ادارته الرقة ستنتج حربا أهلية، مؤكدا خلال ورشة عمل حول (إدارة مدينة الرقة بعد تحريرها من تنظيم داعش) عقدت أمس في اسطنبول، أنه الجهة الوحيدة المخوّلة بإدارة مدينة الرقة بعد طرد تنظيم"داعش" منها، محذراً من أن أي حل آخر قد يمهّد إلى “حرب أهلية”.

‏‎وحضر الورشة كل من رئيس الائتلاف رياض سيف، والأمين العام نذير الحكيم، ورئيس الحكومة الموقتة جواد أبو حطب، ورئيس المجلس المحلي لمدينة الرقة، سعد شويش، وأعضاء في الائتلاف، وممثلون عن دول أصدقاء سوريا.

‏‎وقال سيف إن "الائتلاف الوطني هو الجهة الوحيدة المخولة بإدارة الرقة من الناحية الشرعية بناءً على تكليف عربي ودولي"، مضيفاً أن "أي حل آخر يفرض بالإكراه سيكون قنبلة موقوتة وبداية تمهد لقيام حرب أهلية".

‏‎وأشار سيف إلى أن تمكين أهل الرقة من إدارة مدينتهم تحت إشراف الحكومة الموقتة هو "الحل الأمثل"، وتابع أنه "لا بد من تدارك الضرر الذي حصل من تكليف (PYD) بتحرير الرقة واستبعاد فصائل الجيش السوري الحر المعتدلة، التي كانت قادرة على تنفيذ المهمة إذا ما تلقت بعض الدعم من دول أصدقاء الشعب السوري".

ائتلاف متخبط 

‏‎وتعقيبا على هذه التصريحات، اعتبر ابراهيم ابراهيم المحلل السياسي السوري الكردي في تصريح لـ"إيلاف" أنه "سياسياً ليس للائتلاف أي مشروع سياسي واضح، فهو متخبط بين سياسات تركية وقطر وأجنداتهما من طرف، ودول أخرى، فضلا عن عدم امتلاكه أي امتداد جماهيري أو عسكري، فهذا ما تؤكده الحقائق الموجودة على الارض".

أما وطنيا، فأشار الى أنه "فاقد لشرعيته الوطنية السورية حيث هو مرمي بالكامل في الحضن العثماني والاخواني و ينفذ كل أجنداته"، على حدّ تعبيره.

وعلى الصعيد التنظيمي أضاف أن الائتلاف "في حالة تخبط وخلافات شخصية معظمها مالية كما نرى في تسريبات الوثائق أيضا".

‏‎واعتبر أن "قرار إدارة الرقة لا يتخذه لا رئيس الائتلاف وجماعته ولا غيره، فقط أهل الرقة الأحرار والثوار الذين يضحّون بأرواحهم من أجل تحريرها من الارهاب هم من سيقررون".

‏‎ورأى ابراهيم أن تصريحات الائتلاف "تجسيد لعنصريتهم ومذهبيتهم، فالأكراد سوريون وعاصمتهم دمشق ويحق لهم وواجب عليهم أن يحرروا أي بقعة سورية من الارهاب ومن جبهة النصرة وتفرعاتها بالتعاون مع المكونات السورية الاخرى".

وأضاف المحلل السياسي الكردي "انهم ثوار فاشلون عندما يقيسون وطنية السوري بعروبته".

‏‎وحول التفكير في السلطة قال "بالعكس هم تفكيرهم تفكير حرب وعدم ثقة بالآخرين والفتنة، هكذا تربوا فهم لا يؤمنون بالآخر و بالتنوع".

نهاية "أمراء الحرب"

وأضاف ابراهيم "الآن من يحرر الرقة هم الرقاويون الأحرار ومعهم جميع السوريين"، وشدد على أن هذه التصورات تؤكد مرة اخرى عدم ادراكهم طبيعة الشعب السوري وثقافته الوطنية ولاثارة النعرات القومية، لكن نحن والشعب السوري أوعى من مستواهم الفكري والسياسي.

يضيف متحدثا عن الائتلاف السوري المعارض: "هم فعلا لا يفكرون بشيء سوى محاربة منجزات وانتصارات قوات سوريا الديمقراطية وهذا همهم الاول والاخير لان انتصار قوات سوريا هو تبديد احلامهم في جعل سوريا اسلامية عروبية".

ورأى "ان انتصار مشروع سوريا الديمقراطية هو الانتهاء من الدولة القومية التي قتلت الشعب ونهبت ثرواته ومارست القمع بحجة الأمن القومي والوطني. وان انتصار "قسد" هو انتهاء دور أمراء الحروب و نهبهم أموال الشعب السوري".

واعتبر معارض سوري في تصريح لـ"إيلاف"، طالبا عدم ذكر اسمه، أن الائتلاف متعطش للسلطة رغم أنه لم يحقق تطلعات الشعب السوري وفشل في تمثيله عبر سنوات تأسيسه.

وقال: "في حين أن الائتلاف لم يشارك في تحرير الرقة أو دحر داعش يريد أن يحكمها".

واعتبر أن الائتلاف ليس لديه أية مقومات أو كوادر في الداخل أيضا ليطالب بحكم الرقة أو ادارتها وأن الفصائل سبق أن رفضت دخوله ادلب المحررة.

منفعة للجميع

ولكن عضو الائتلاف الوطني مصطفى نواف العلي برر مطالبات الائتلاف في ذات الورشة بالحديث عن ضرورة الحفاظ على نسيج الرقة والتركيبة المجتمعية والتوزيع الديمغرافي.

وقال: "محافظة الرقة وصلت إلى مرحلة مفصلية بعد أن ذاق أهلها من العذاب ما لا يتحمله أي أحد آخر في العالم بسبب تسمية مدينتهم عاصمة الدولة المتوحشة داعش".

‎ونبه إلى أن القضاء على الإرهاب لا يجب أن يكون شكلاً وإنما عبر "منع الشروط التي تؤدي إلى استنبات الإرهاب من جديد"، مشدداً على ضرورة تمكين أبناء المنطقة من إدارة مناطقهم، والحفاظ على التركيبة المجتمعية والديمغرافية الأساسية. 

أما الدكتور جواد أبو حطب رئيس الحكومة السورية الموقتة التابعة للائتلاف فأشار إلى أن عملية إدارة مدينة الرقة وإعادة الخدمات الأساسية إليها سوف يعود بالنفع على الجميع.

وقال انه الطريق الذي سيتم من خلاله نبذ التطرف والقضاء على منابع الإرهاب، وإعادة الاستقرار للمنطقة، وإعادة المهجرين إلى منازلهم.