فصلت إدارة صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية مراسلها البارز للشؤون الخارجية، جاي سولومون، اثر ظهور أدلة تثبت تورطه في صفقات تجارية محتملة، منها صفقات أسلحة لحكومات أجنبية، بالتعاون مع رجل أعمال شهير كان من أبرز مصادره.

وأفاد تقرير نشرته وكالة الأسوشيتد برس بأن رجل الأعمال هذا هو قطب شهير في مجال الطيران، وهو إيراني المولد يدعى فرهاد عظيمة، وقد عرض على سولومون حصة نسبتها 10 % في شركة وليدة اسمها Denx LLC، لكن لم يتضح ما إن كان سولومون قد تلقى أي أموال أو أنه قد قَبِلَ تلك الحصة رسمياً في الشركة أم لا.

وقال ستيف سيفرينغوس، المتحدث باسم الصحيفة، في بيان أعده وأرسله لوكالة الأسوشيتد برس، " لقد أصابتنا أفعال جاي سولومون بحالة من الفزع. وبالاتساق مع استمرار التحقيقات التي نجريها في ما يتعلق بهذا الموضوع، فقد تبين لنا أن سولومون انتهك بالفعل التزاماته الأخلاقية كمراسل صحافي، وانتهك كذلك معاييرنا".

يذكر أن عظيمة كان محور تقرير استقصائي نشرته الأسوشيتد برس يوم الثلاثاء، وطوال فترة استقصائها ما ورد بالتقرير، تمكنت الأسوشيتد برس من التحصل على رسائل نصية ورسائل بريدية متبادلة بين عظيمة وسولومون، وكذلك اتفاق تشغيل لشركة Denx بتاريخ مارس 2015، ظهر من خلاله أن لسولومون حصة في تلك الشركة. 

وكجزء من تغطيتها للموضوع، تواصل الأسوشيتد برس مع وول ستريت جورنال للاستفسار عن تلك الوثائق التي تبين وجود علاقة بين سولومون وعظيمة. وتم الكشف عن العلاقة في مقابلات ووثائق داخلية، أكد محامي عظيمة أنها سُرِقَت من قِبل قراصنة. 

من جانبه، قال سولومون في تصريحات أدلى بها للأسوشيتد برس أول أمس " لا أنكر أني وقعت في أخطاء بتغطياتي الصحافية وأني دخلت عالماً لا أفهمه. لكني لم أدخل مطلقاً في أي صفقات مع فرهاد عظيمة، ولم أعتزم فعل ذلك على الإطلاق. غير أني فهمت لماذا قد يبدو من رسائلي البريدية ومحادثاتي مع السيد عظيمة أني متورط في بعض الأنشطة المزعجة للغاية. وأنا أعتذر لمدرائي وزملائي في وول ستريت جورنال".

لكن في المقابل، كشف اثنان من الشركاء الآخرين في شركة Denx – وهما الموظفان السابقان بالسي آي إيه، غاري بيرنستين وسكوت موديل، عن أن سولومون سبق له أن ناقش صفقات مقترحة مع عظيمة وواصل في نفس الوقت استغلاله لرجل الأعمال كمصدر يتحصل منه على معلومات تفيده في تغطياته التي يقدمها للصحيفة.

واتضح أن الرسائل البريدية والنصوص التي راجعتها الأسوشيتد برس – وهي عشرات الآلاف من الصفحات التي تغطي فترة تمتد لأكثر من ثماني سنوات – انطوت على أكثر من 18 شهراً من الاتصالات التي تبرز الجهود التجارية الواضحة.

ومضت الأسوشيتد برس لتنقل عن كيلي ماكبرايد، نائب رئيس معهد بوينتر ( وهو عبارة عن مركز غير ربحي لتعليم الصحافة في فلوريدا )، قوله: " يتمتع الصحافيون المخضرمون الذين يعملون في منافذ إعلامية بارزة مثل وول ستريت جورنال بمعارف، خبرات ونفوذ، وهو ما يُكسِبُهم أهمية خاصة في عالم الأعمال. لكن إذا سعى الصحافي لاستغلال تلك المميزات، فإنه يخسر بذلك ثقة القارئ في حياده كمراسل".

أعدّت "إيلاف" المادة نقلاً عن وكالة "الأسوشيتد برس" الأميركية، الرابط الأصلي أدناه:
https://apnews.com/d71bf1b8c2304329866441ec4089760f