فيما تواصل حكومة اقليم كردستان العراق استعداداتها لإجراء استفتاء تقرير المصير والانفصال وإقامة دولة مستقلة في سبتمبر المقبل، تم الاعلان عن شمول الاكراد في بغداد.. فيما تم الكشف عن تصاميم لعملة الدولة الكردية الموعودة التي يتطلع اليها الاكراد.

إيلاف من لندن: ضمن الاستعدادات التي تقوم بها حكومة أربيل لاجراء الاستفتاء على انفصال اقليم كردستان عن العراق في 25 سبتمبر المقبل، فإنها تجري اتصالات دولية لتوضيح مبررات هذا الاستفتاء، كما تستشير خبراء في القانون الدولي للمساعدة على تنفيذه.

ومن جانبها، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان عن تلقيها أولى الدفعات المالية استعدادً لإجراء الاستفتاء، وقال رئيس المفوضية هندرين محمد في تصريح اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم الجمعة، إن المفوضية تلقت ستة ملايين دولار للبدء بالتحضيرات الخاصة بالتصويت على الاستقلال.

وأضاف محمد أن المفوضية ستفتتح مراكز اقتراع للاكراد في العاصمة العراقية بغداد بالاستفتاء في بغداد، موضحاً أن "مواطني إقليم كردستان في الخارج سيصوتون في الاستفتاء بطريقة إلكترونية".

وأشار الى أن "المفوضية تعمل لوضع صناديق الاقتراع في بغداد، وأي مكان آخر من العراق، لفتح المجال أمام الكرد في الاستفتاء".. لافتاً إلى أنهم "سيفتحون مراكز الاقتراع في المناطق التي تشملها المادة 140" من الدستور، وهي المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.

 

نماذج لعملة الدولة الكردية الموعودة

 

وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قد دعا مواطني الاقليم مؤخرًا الى المشاركة بكثافة في الاستفتاء.

ويعد إقليم كردستان الشمالي شبه مستقل عن العراق، إذ يملك البيشمركة وهي قواته المسلحة الرسمية وله حكومة ووزارات وتعاملات اقتصادية وسياسية خارجية مستقلة.

تصاميم العملة الورقية للدولة الكردية المنتظرة

وفي هذا السياق، فقد جذب المصمم الكردي الشاب اكو مام زادة انتباه الشارع الكردي لتصميمه نماذج الأوراق المالية الكردستانية التي يواصل تنفيذها منذ أعوام، حيث بدأ تداول هذه النماذج بشكل ملحوظ لدى المواطنين بالتزامن مع خطوات الإقليم إجراء الاستفتاء.

 

نموذج آخر لعملة الدولة الكردية المنتظرة

 

ويقول المصمم آكو مام زادة إن "فكرة تصميم الأوراق النقدية الخاصة ب‍كردستان تعود إلى عام 1994"، مبينًا "بدأت منذ تلك الفترة بتنفيذ تصاميم لأوراق نقدية كردية للمرة الاولى، ومن ثم تم تطويرها ولحد الآن تمكنت من تنفيذ تصاميم لعدد من الأوراق النقدية الكردية".

وأضاف أن "هذه الخطوة نابعة من إيماني بحق الشعب الكردستاني في الإستقلال وبناء دولته على أرض أجداده".. مشيراً إلى أن "هذه الخطوة تعبر عن احلامي منذ الطفولة". 

وتابع أن "نماذج أوراق العملات المصممة تحمل رموزاً تجسد تأريخ وتراث وآثار جميع القوميات والأديان التي تعيش على أرض كردستان".. لافتًا إلى "اني استشرت العديد من خبراء التأريخ والآثار والإقتصاد خلال تنفيذي التصاميم".

 

 

وتابع مام زادة قائلاً، في تصريح صحافي نقلته وكالة "السومرية نيوز" العراقية، "انني قدمت نماذج من تصاميمي إلى رئاسة حكومة الإقليم والجهات المعنية الأخرى للإطلاع عليها".. مضيفًا ان "هناك مشاريع أخرى تتضمن تصميم الرموز والنياشين والميداليات والوثائق الرسمية مثل الجنسية وجوازات السفر الكردستانية".

وأوضح زادة أن "المواطنين يتدالون هذه النماذج للأوراق المالية في ما بينهم بشكل ملحوظ".. مبينًا أن "إنتشارها ساهم في رفع الروح المعنوية لدى الشارع الكردستاني كونها تعبر عن تحقيق حلم كل كردي في الإستقلال".

وكانت الاحزاب الكردية العراقية عقدت اجتماعاً في السابع من الشهر الحالي في منتجع صلاح الدين بأربيل ترأسه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وسط مقاطعة بعض القوى السياسية، واتفقت تلك الأحزاب على إجراء الاستفتاء الشعبي على مصير الإقليم في الخامس والعشرين من سبتمبر المقبل، كما اتفقت أيضا على إجراء الانتخابات البرلمانية وانتخابات رئاسة الإقليم في السادس من نوفمبر المقبل، لكن الاستفتاء لقي معارضة داخلية وخارجية واسعة.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي معارضته لانفصال اقليم كردستان عن العراق مستنداً في ذلك الى الدستور العراقي الذي ينص على وحدة البلاد.. كما اعتبر حزب "اتحاد القوى الوطنية" السني اصرار الاكراد على اجراء الاستفتاء البذرة الاولى لتقسيم البلاد وتقزيمها.. كما رفضت كتلة الفضيلة النيابية الشيعية قرار الاستفتاء مؤكدة انه يفتقد للمستند الدستوري والمبرر القانوني، معتبرة أن الخطوة "تهيئ بذور الانقسام والتوتر في الاقليم". 

وقبلهم عبّر تركمان العراق الذين يشكلون المكون الثالث في البلاد عن غضبهم لقرار اجراء الاستفتاء والاصرار على شمول محافظة كركوك موطن التركمان الرئيسي به، ودعت الجبهة التركمانية العراقية حكومة العراق وبرلمانه إلى اتخاذ إجراءات "ملموسة" ضد الاستفتاء المرتقب.

كما يواجه الاستفتاء معارضة وتحفظًا دوليين.. فقد اكدت تركيا على أهمية وحدة العراق، معتبرة حديث القيادات الكردية عن إجراء الاستفتاء "خطأ كارثياً".. فيما حذرت الولايات المتحدة من إجراء الاستفتاء معتبرة انه يشتت الانتباه عن محاربة تنظيم داعش.. ومن جهتها، عبرت ألمانيا عن القلق من خطط إقليم كردستان لإجراء الاستفتاء قائلة إنه سيؤجج التوتر في المنطقة، وقال وزير الخارجية الألماني إن وحدة العراق في خطر كبير.. واضافة الى ذلك، فقد عارضت ايران الاستفتاء مؤكدة على وحدة العراق.

لكن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اكد أن "قرار قادة الإقليم بشأن إجراء استفتاء للانفصال عن العراق لا رجعة عنه".. وقال في تصريحات مؤخرًا إن "الإقليم يريد نيل حقوقه بعيدًا عن العنف وعبر الوسائل السلمية، والتفاهم مع الأطراف العراقية"، مضيفاً أن هناك "تجاوزات عدة" حصلت في الدستور العراقي، وأن هناك "خرقًا لمبدأ الشراكة والتوافق".

وحددت حكومة اقليم كردستان الذي نشأ في عام 1992 بشكل أحادي يوم 25 من سبتمبر المقبل موعدا لإجراء استفتاء على الانفصال عن العراق وهو يشمل محافظات الإقليم الثلاث: أربيل ودهوك والسليمانية، اضافة الى المناطق المتنازع عليها مع بغداد التي رفضت هذا الاجراء.