أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن مصير آلاف المدنيين العالقين في المعارك الدائرة لاستعادة السيطرة على الأجزاء المتبقية تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل.

وقدرت المنظمة الدولية عدد العالقين في الموصل بنحو 150 ألف مدني، وأشارت إلى أن الآلاف يحتجزهم مسلحو التنظيم المتشدد كدروع بشرية.

وقالت ليز غراندي، منسقة االشؤون الإنسانية في العراق، في بيان إن "القتال شرس جدا في المدينة القديمة والمدنيون يتعرضون لخطر شديد يصعب تخيله. هناك تقارير عن آلاف وربما عشرات الآلاف من المدنيين مازالوا محتجزين لدى تنظيم الدولة الإسلامية".

وتابعت غراندي قائلة إن "مئات المدنيين من بينهم أطفال يتعرضون لإطلاق نار أثناء الفرار من المدينة".

وتقول منظمات إغاثة والسلطات العراقية إن متشددي التنظيم يحاولون منع المدنيين من المغادرة لاستخدامهم كدروع بشرية. وقد قتل العشرات من المدنيين لدى محاولتهم الفرار من المدينة القديمة على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من ارتفاع عدد القتلى المدنيين في المدينة القديمة المكتظة بالسكان، وقالت إن ما يصل إلى 12 مدنيا قتلوا فيما أصيب المئات يوم الجمعة.

في غضون ذلك، فتحت القوات العراقية طرقا لخروج مئات المدنيين لتمكنهم من الفرار من المدينة القديمة‬ خلال القتال لاستعادة الحي التاريخي من مسلحي التنظيم الذين يقاومون في مواجهة أخيرة دفاعا عن معقلهم الأخير في العراق.

وتتطلع السلطات العراقية إلى إعلان النصر على التنظيم في المدينة الواقعة في شمال البلاد في عطلة عيد الفطر.

وبدأت القوات العراقية عملية لاستعادة الموصل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولا يسيطر التنظيم حاليا إلا على جزء صغير من الجزء التاريخي في المدينة.

واستعادت القوات العراقية شرقي الموصل في يناير/كانون الثاني الماضي، وبعد ذلك بشهر بدأت عملية استعادة الشق الغربي للمدينة الذي يضم المدينة القديمة.

وتعني استعادة الموصل نهاية النصف العراقي من "دولة الخلافة" التي أعلنها أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، من مسجد تاريخي في المدينة القديمة منذ ثلاث سنوات، والتي تضم مناطق من العراق وسوريا.

وفر نحو 800 ألف شخص، نحو ثلث عدد سكان المدينة قبل الحرب، ويقيمون في مناطق أخرى مع أقارب أو في مخيمات للاجئين.

وتقاتل قوات كردية، مدعومة بهجمات جوية أمريكية للسيطرة على مدينة الرقة، معقل التنظيم في سوريا.