واشنطن: وصل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الى الولايات المتحدة لاول لقاء له الاثنين مع الرئيس دونالد ترمب لترسيخ العلاقات وتخطي الخلافات حول التقلبات المناخية.

وتحسنت العلاقات بين البلدين في عهد باراك اوباما سلف ترامب عندما كانت الهند تبحث عن استثمارات اجنبية اكبر وعلاقات تجارية اهم مع دول غربية. وتعهد مودي بالعمل بشكل وثيق مع ادارة ترمب، لكن سرعان ما برزت عقبات حول مسائل كالتجارة وتأشيرات الدخول لهنود راغبين في العمل في الولايات المتحدة.

واتهم ترمب الهند بالسعي إلى الافادة من اتفاق باريس حول المناخ عندما اعلن خلال هذا الشهر انسحابه منه وهذا امر نفته نيودلهي.

وقلل المسؤولون من اهمية الزيارة التي تتناقض تماما مع زيارة مودي الاولى للولايات المتحدة في 2014 عندما القى خطابا في الامم المتحدة. وقال مسؤول هندي كبير "ان كان هناك شيء نرغب فيه من الزيارة فهو التناغم".

استقبال رسمي
قال محللون ان هناك قاسما مشتركا بين مودي وترمب كونهما وصلا الى سدة الحكم من خارج الاوساط السياسية من خلال انتقاد المؤسسات على اساس قومي.

وقال مسؤول اميركي ان للزعيمين "العديد من النقاط المشتركة" مؤكدا ان مودي سيكون اول مسؤول اجنبي يستقبل حول مأدبة عشاء في البيت الابيض في عهد الادارة الجديدة. واضاف طالبا عدم كشف هويته "نود فعلا اقامة استقبال رسمي".

وتبادل المسؤولان عبارات ودية على تويتر، وكتب ترمب السبت "قضايا استراتيجية يجب بحثها مع صديق حقيقي!". ورد مودي "شكرا على الترحيب الشخصي الودي. اترقب ان التقي واتباحث معك دونالد ترمب". ويتوقع ان يلتقي مودي الاحد مسؤولين اميركيين في مجال الاعمال قبل لقاء ترمب الاثنين.

صنع في الهند
الا ان مواقف ترمب الحمائية تتناقض مع جهود الهند لاعطاء دفع للصادرات وتشجيع الشركات الغربية على "الصناعة في الهند".
وانتقد مودي في خطاب القاه فور تولي ترمب مهامه "المواقف الحمائية" التي اعتبرت موجهة الى شعار الرئيس الاميركي "اميركا اولا".

وقال محللون ان لقاء الاثنين في البيت الابيض سيعطي مودي فرصة لتحويل انتباه الرئيس الاميركي الذي يركز اهتمامه مع العلاقات مع الصين. وقال سوجيت داتا الاخصائي في السياسة الخارجية في جامعة نيودلهي الاسلامية "اللقاء بين المسؤولين مهم جدا لان سياسات الادارة الجديدة مع آسيا وخصوصا الهند غير واضحة".

ويتوقع ان يحتل الامن الاقليمي حيزًا مهمًا على جدول اعمال المباحثات، لان واشنطن تدرس امكانية نشر حوالى خمسة آلاف جندي اضافي في افغانستان لمساعدة القوات المحلية على محاربة طالبان ومجموعات متمردة اخرى.

كما اشارت الادارة الاميركية الى انها قد تتخذ موقفا اكثر تشددا من باكستان التي تتهمها الهند بايواء جماعات متمردة. ومنع مودي لسنوات من دخول الولايات المتحدة بعد مواجهات دامية في ولاية غوجارات معظم القتلى فيها كانوا من المسلمين. لكن بعد فوزه الساحق في الانتخابات اقام مودي علاقة وطيدة مع اوباما.

وقال المحلل السياسي اشلي تيليس في مقابلة مع "آجين آيدج" ان لقاء ترمب سيعطي مودي "فرصة للتطرق الى مصالح الهند وعرض الفرص التي تمنحها هذه المصالح للولايات المتحدة".

واضاف "لا اعتقد ان مودي سينجح في تغيير نظرة ترمب الى العالم. لكنه سيساعد ترمب على النظر الى الهند كفرصة بدلا من اعتبارها مشكلة".